على الرغم من أنها منتوف ريشها كما الدجاجة المذبوحة، إلا أنها أصبحت محط أنظار دول العالم بعد أن طالتها يد الإرهاب وأصبحت مخبًأ لإرهابيي العالم، سوريا الجريحة الآن هي السبب الرئيسي في اندلاع الحرب العالمية الثالثة.. هكذا تنبأ الكثيرين وهكذا يُقرَأ الواقع. بدأ هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، بالتنبؤ بسيناريو هذه الحرب، بقوله: "إنّ نُذُر الحرب العالمية الثالثة بدت في الأفق وطرفاها هم الولاياتالمتحدة من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى وسيتم استخدام سوريا كساحة لهذه الحرب، وكل ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولاياتالمتحدة". وقد بدأت تتحقق هذه النبؤة الآن، فبعد اندلاع ثورات الربيع العربي والتي بدأت بتونس في 2011، باتت الحرب الإقليمية على أشدّها ولم تنجَ منها الشام، حيث أحرقت الحرب الأخضر واليابس، وتحولت الانتفاضة التي بدأت بالمطالبة بإصلاحات سياسية إلى لون الدم بين نظام يدافع حتى الرمق الأخير عن سلطته، وبين مقاومة مشتتة بين معتدلة ومتطرفة. استكملت دول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر هذا السيناريو من خلال دعم المقاومة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ولعبت تركيا وأمريكا دورًا بارزًا في تمرير المقاتلين والأسلحة إلى هذا الطرف لإسقاط الأسد، في حين استأسدت إيران وروسيا في الدفاع عن حليفهما في دمشق، وهو ما تبلور أخيرًا في التدخل العسكري الروسي المباشر في الصراع السوري، وقبلها كان هناك تدخل مباشر أيضًا من إيران وحليفها حزب الله لصالح الأسد. وبدا الصراع على الكعكة واضحًا بعد أن صرّح وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بأن الغارات الروسية التي بدأت بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية المنكوبة على الأراضي المصرية والتي راح ضحيتها مئات الأبرياء، بأنها لم تستهدف داعش، ووصف التدخل العسكري الروسي في سوريا بأنه "يصب الزيت على النار". من جانبه، قال اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الضربات الروسية كشفت بما لايدع مجالًا للشك أن الإرهاب في المنطقة هو صنيعة الغرب وحلفاؤه في المنطقة، وأنهم الذين يوجهونه لخدمة أغراضهم السياسية والإقتصادية، حتى لو كان ثمنه ملايين البشر ومجازر وسلوكيات تبقى وصمة عار في جبين الإنسانية إلى قيام الساعة. وتسائل "المقرحي" في تصريحات خاصة ل "صوت الأمة"، عن متى سيتوقف القصف الروسي للإرهابيين في سوريا؟ وماذا بعد تدمير البنية الأساسية للإرهاب؟ وهل سيقبل الغرب وحلفائه الإقليميين بذلك ولو مكرهين؟