بوجه شاحب يكتسيه الخوف، وملامح يظهر عليها تأثير الزمن، أقبل الرجل الستينى على محكمة الأسرة فى مصر الجديدة، بخطوات مهتزة، فهو غير مألوف له إرتياد المحاكم، وما أن دخل المحكمة بدأ يتمتم أنا عمرى ما دخلت محكمة أدخلها بعد السن ده إزاى و حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى مش رحمانى حتى لما طلقتها وماتت إلتقت صوت الأمة بالحاج خميس ، بينما كان واقف بين ردهات المحكمة ممسكاً بإخطار هيئة المحكمة، المدون فيه وجود دعوى نفى نسب من بنت تنتسب له، وما أثار دهشته بشدة أن إسم الأم كانت زوجته وطلقها منذ ما يقارب العشرين عاماً . وبدأ حديثه قائلاً: تزوجت من سيدة مطلقة تعرفت عليها منذ 25 عام، وكانت فائقة الجمال ، ومع جمالها نسيت زوجتى الاولى -أم العيال- وأرغمتنى على تطليق زوجتى الأولى كشرط لزواجها منى، وكنت لا أزال بكامل صحتى وعافيتى، ولم يهد جسدى المرض، وقبل ما تضيع أموالى ويذلنى الزمن، وعشت معها أربع سنوات، حاولت فيها أن أتعامل مع طبيعتها المتمردة حفاظا على البيت، وعلى إبننا وبنتنا الصغيرين ، وكانت دائمة الخروج دون أذنى، لا أتذكر أنها نفذت لى طلبا أو رضحت لأوامرى منذ أن جمعنا سقف بيت واحد، ولم تهتم لحالى ولم تشغل بالها براحتى، وأرهقتنى بكثرة مطالبها، فكل ماكان يهمها هو المال،وأحسست معها بقيمة زوجتى الأولى ،فطلقتها بعد أن فشلت كل مساعى ترويضها ، وباتت العشرة بيننا مستحيلة ، وعدت إلى زوجتى الأولى وأولادى . ويكمل الزوج عن باقى تفاصيل قصته المثيرة والحيلة التى لجأت لها طليقته للخروج من أزمتها مع زوجها الثانى: تولت هى تربية الصغيرين وإكتفيت أنا بإرسال المصروفات لها -مش علشانها علشان خاطر عيالى-، إلى أن إنقطعت أخبارها عنى، فسألت عليها أقاربها فأكدوا لى أنها تزوجت بآخر . وبعد سنوات طويلة من الاختفاء، عاد إبنى للتواصل معى، وحكى لى أنه إكتشف بالصدفة، أثناء إستخراجه لوثيقة القيد العائلى لإرفاقها فى أوراق إلتحاقه بالجيش، وأن والدته لجأت الى تسجيل أخته من الزوج الثانى بإسمى بعد خلافها مع زوجها الثانى وتركه لها، وبعد أن تصالحا الزوجين عادت وسجلتها بإسم والدها الحقيقى، ليصبح لها شهادتى ميلاد وأبوين . وأضاف أنها تسلمت ميراثها بناء على شهادة تثبت بنوتها للرجل المتوفى، لكنه لم يخبرنى بدعوى نفى النسب هذة، واخشى ان اتأذى بسببها، بعد أن ماتت وتركت لى هذة المصيبة ، ومش عارف المحكمة هنا هاتعمل معايا إيه ، وأنا ماليش ذنب وهيا عملت عملتها وماتت .