هو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي عرف أيضا باسم مولانا جَلَال الدِّين الرُّومي، شاعر، عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف كما يقول مؤرخو العرب. ولد فى 30 سبتمبر من العام 1207 م فى بلخ فى بلاد فارس، وانتقل مع أبيه إلى بغداد فى الرابعة من عمره، ترعرع بها فى المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه ولم تطل إقامته فأباه قام برحلة واسعة ومكث فى بعض البلدان مُددا طويلة، وهو معه، ثم استقر فى قونية سنة 623 هجرية أى عهد دولة السلاجقة الأتراك. وعرف جلال الدين بالبراعة فى الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس ب«قونية» فى أربع مدارس، واشتغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وعرف جلال الدين بالبراعة فى الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس ب«قونية». في عام 1244م وصل إلى مدينة قونية الشاعر الفارسي شمس الدين تبريزي، باحثا عن شخص يجد فيه خير الصحبة وقد وجد في الرومي ضالته، ولم يفترق الصاحبان منذ لقائهما حتى إن تقاربهما ظل دافعا لحسد الكثيرين على جلال الدين لاستئثاره بمحبة القطب الصوفي التبريزي، وفي عام 1248م اغتيل التبريزي ولم يعرف قاتله وبقال إن شمس الدين التبريزي سمع طرقا على الباب وخرج ولم يعد منذ ذلك الحين. حزن الرومي على موت التبريزي وحبه العميق له فاض بأشعار وموسيقى و رقصات تحولت إلى ديوان سماه ديوان شمس الدين التبريزى أو الديوان الكبير. وحتى مماته، كان الرومي يقدم المواعظ والمحاضرات إلى مريديه ومعارفه وللمجتمع، ووضع معظم أفكاره في كتب بطلب من مريديه وتوفي في 17 ديسمبر 1273م وحمل نعشه أشخاص من ملل خمسة إلى قبر بجانب قبر والده وسمى أتباعه هذه الليلة بالعرس وما زالو يحتفلون بهذه الليلة إلى الآن. ويعد أشهر الأعمال التى يذكر بها الرومى والتبريزى، رواية قواعد العشق الأربعون للكاتبه التركية إليف شافاق والتى ترجمت الى العديد من اللغات وحققت مبيعات عالية، وهى رواية تترك أثر رائع فى نفس القارئ. كان جلال الدين مسلما مؤمناً بتعاليم الإسلام السمحة لكنه استطاع جذب اشخاص من ديانات وملل أخرى وذلك بسبب تفكيره المرن المتسامح. وككل الصوفيين آمن الرومي بالتوحيد مع حبه لله عز وجل هذا الحب الذي يبتعد عن الإنسان ، والإنسان في مهمة ايجاده والعودة اليه، وبطلب من مريديه وضع الرومي أفكاره ومبادئه في كتاب سماه المثنوي الذي استعمل فيه حياكته خيوط من قصص يومية وإرشادات قرآنية وحكمة من خبرته لينسج كتابا ثمينا ممتلئ بمعان عميقة منتقاة بحذر وعناية. مجموعة من أجمل اقتبسات الرومى كما تداولها محبيه - كم هم سعداء أولئك الذين يتخلصون من الأغلال التى ترسخ بها حياتهم. - لا تجزع من جرحك، وإلا فكيف للنور أن يتسلل إلى باطنك؟ - لعل الأشياء البسيطة هي أكثر الأشياء تميزا, ولكن ليست كل عين ترى - إن تكن تبحث عن مسكن الروح فأنت روح, وان تكن تفتش عن قطعة خبز فأنت الخبز, وان تستطع ادراك هذه الفكرة الدقيقة فسوف تفهم أن كل ما تبحث عنه هو أنت . - لا يهدأ قلب العاشق قط ما لم يُبادله المحبوب الوله، وحين يُشع نور الحب فى القلب فذاك يعنى أن هناك إحساساً بالحب فى القلب الآخر. - إننى أعشق الحزن والألم كى أسعد مليكى الذى لا شبيه له، والدموع التى تنهمر من عينى لأجله هى لآلئ رغم أن الناس يرونها دموعاً. - مَنْ لا يركض إلى فتنة العشق يمشي طريقا لا شيء فيه حي. - إنك قد رأيت الصورة ولكنك غفلت عن المعنى. - هكذا أود أن أموت في العشق الذي أكنه لك، كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس. - ارتق بمستوى حديثك لا بمستوى صوتك، فالمطر الذي ينميّ الأزهار وليس الرعد.