والده هو بهاء الدين ولد والذي كان يلقب بسلطان العارفين لعلمه الغزير و تنوعه، والدته هي مؤمنة خاتون ابنة خوارزم شاة علاء الدين محمد، ولد في بلاد فارس وتحديدا في منطقة أبلخ، ولد في 30 سبتمبر 1207 واسماه أبوه "محمد ابن محمد ابن حسين بهاء الدين ولد"، هو صاحب الطريقة المولوية ومؤلف كتاب "مثنوي". تربي الرومي في بغداد مع والده الذي انتقل به وهو في الرابعة من عمره، وألحقه بالمدرسة المستنصرية، ولكن بقاءه في بغداد لم يطل، بل ترحل مع والده الذي قام برحلة واسعة، ثم استقر في مدينة قونية التركية، عرف عن جلال الدين الرومي براعته في الفقة وعلوم الشريعة، فعمل مدرسا بقونية. شكلت وفاة والده نقطة محورية في حياة جلال الدين، حيث زهد في الدنيا والحياة واتجه إلى التصوف فترك التدريس وانصرف إلى الرياضة وسماع الموسيقى وكتابة الشعر، وفي عام 1244 وصل إلى مدينة قونية، القطب الصوفي الكبير شمس الدين التبريزي، ووجد في جلال الدين الرومي خير صحبة، فتقارب الاثنان حتي أثار هذا التقارب حسد البعض على جلال الدين، وفي 1248 اغتيل شمس الدين التبريزي ويقال إنه في تلك الليلة سمع دوي طرقات على باب منزل فخرج و لم يعد إلى الآن. قدم جلال الدين الرومي للمكتبة العربية عددا من الكتب التي تعد من درر المكتبة الصوفية ومن أبلغ كتب الحب والغرام في المكتبة العربية ويقسم تراث الرومي إلى "الرباعيات، ديوان الغزل، مجلدات المثنوي الستة، المجالس السبعة، رسائل المنبر، قواعد العشق الأربعون، كتاب فيه ما فيه، والرسائل". وكان لتراث جلال الدين الرومي أكبر الأثر في الثقافات المختلفة مثل الثقافة الفارسية والتركية والعربية، وتمت ترجمة أعماله إلى عدد كبير من اللغات لتطوف تعاليم الرومي ورسائله العالم بأكمله و يغنى كلماته، لدرجة دفعت نجمة البوب الأشهر "مادونا " لغناء أغنية اسمتها "the power of good bye" وهي من كلمات مولانا جلال الدين الرومي. كما وصفت شبكة "بي بي سي" الأمريكية جلال الدين الرومي بالشاعر الأكثر انتشارا في الولاياتالمتحدة، وذلك من خلال استطلاع رأي أجرته الشبكة عام 2007. وفي 17 ديسمبر عام 1273 توفى الرومي عن عمر يناهز 66 عاما، و يقال إن من قام بحمل نعشه أشخاص من خمسة ملل مختلفة وتم دفنه بجوار والده في مدينة قونية في ليله يسميها أتباعه بليلة العرس ومازالوا يحتفلون بها كل عام حتى الآن.