استقبل مستشفى دار الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر، عددا من ضحايا ومصابي حادث الواحات، الذي وقع مساء أمس الأحد، أثناء قيام قوات مشتركة بين الجيش والشرطة بملاحقة العناصر الإرهابية بصحراء الواحات، فتم التعامل بطريق الخطأ مع 4 سيارات دفع رباعي كانت موجودة في المنطقة المحظورة، تبين أنها تقل فوجًا سياحيًا «مكسيكى الجنسية». وشهد محيط المستشفى انتشارا مكثفا لقوات الجيش والشرطة، وعدد من قيادات الداخلية، لمتابعة ملابسات الحادث والاطمئنان على المصابين. وكشفت رشا العزايزي، المتحدث الرسمي لوزارة السياحة، عن أن المعلومات الأولية من مكاتب وزارة السياحة وهيئتها تشير إلى وجود المجموعة السياحية المكسيكية في مكان محظور التواجد فيه وممنوع دخوله، موضحة أن السيارات التي استخدمها الفوج السياحي ليست مرخصة، ولم يحصل على التصاريح اللازمة للخروج في «رحلة سفاري»، كما لم يبلغ بأية إخطارات بشأن الرحلة أو مسارها. وأضافت، في بيان اليوم الاثنين، إن وزارة السياحة شكلت غرفة عمليات لمتابعة الحادث المؤسف وآثاره، كما أجرت تحقيقًا موسعًا لمعرفة أسباب الحادث بالتنسيق مع قوات الأمن وجهات التحقيق الرسمية. وأشارت إلى أن خالد رامي، وزير السياحة المؤقت، يتابع الحادث لحظة بلحظة، وشكّل غرفة عمليات بالوزارة للمتابعة مع الجهات المعنية، وتوعد بتوقيع أقصى العقوبة على الشركة التي تسببت في وقوع هذا الحادث المؤسف. من جانبها كشفت وزارة الخارجية المكسيكية أن اثنين على الأقل من القتلى بحادث الواحات مواطنون مكسيكيون. وقالت الوزارة، في بيان لها، اليوم الإثنين، إن عملية تحديد هوية الضحايا لا تزال جارية وإن أفرادا من الوزارة يتواصلون مع أسر الضحايا. وتجري كلاوديا رويز ماسيو، وزيرة الخارجية المكسيكية، اتصالات مع السفير المصري في المكسيك، مطالية بإجراء تحقيق دقيق وتوضيح لما حدث، كما طالبت بدعم السلطات المصرية للمواطنين المكسيكيين الذين جرى نقلهم إلى القاهرة. وتوجه خورخى ألفاريز فوينتيس، السفير المكسيكي في القاهرة، والممثلون القنصليون إلى مستشفى دار الفؤاد على أطراف القاهرة، وتحدث ألفاريز مع خمسة من الناجين، بحسب بيان وزارة الخارجية. في السياق ذاته، أجرى سامح شكري، وزير الخارجية المؤقت، اتصالاً هاتفياً صباح اليوم ب«كلوديا ماسيو»، وزيرة خارجية المكسيك، قدم خلاله واجب العزاء لحكومة وشعب دولة المكسيك في وفاة وإصابة عدد من السائحين المكسيكيين بمنطقة الواحات بالصحراء الغربية بمصر أثناء عملية مطاردة من قوات الجيش والشرطة المصرية لعناصر إرهابية وإجرامية. وقال أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إن شكرى شرح خلال الاتصال الملابسات الخاصة بالحادث، موضحا أن السائحين المكسيكيين تواجدوا في منطقة عمليات محظورة، وأنه تزامن مع وجودهم عملية مطاردة لقوات الجيش والشرطة لعناصر إرهابية تستخدم سيارات دفع رباعي مشابهة لتلك التي يستخدمها السائحون، الأمر الذي أدى إلى تعرضهم لنيران القوات، كما أشار وزير الخارجية في اتصاله مع نظيرته المكسيكية، إلى أن وزارة الداخلية أكدت على أنها ستحقق للوقوف على الأسباب الكاملة للحادث. وأضاف أبو زيد أن سامح شكري أكد لنظيرته المكسيكية أن الحكومة ستقدم كافة أشكال المساعدة لضمان توفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة للمصابين، وتسهيل مهمة نقل جثامين المتوفين إلى بلادهم. في سياق متصل، أكدت وزارة الداخلية، أن الحادث أسفر عن وفاة 12 شخصا وإصابة 10 مكسيكيين ومصريين تم نقلهم للمستشفيات للعلاج. وقالت الوزارة في بيانها أنه تم تشكيل فريق لفحص أسباب وملابسات الحادث، ومبررات تواجد الفوج السياحى بالمنطقة المشار إليها والمحظور التواجد فيها.