جاءت بطولة كأس مصر التي حصل عليها فريق الزمالك لتجسد أبرز الملامح المضيئة للقلعة البيضاء في عام شارف على الإنقضاء. فقد نجح الزمالك في 2014 في الحفاظ على لقبه بطلا لكأس مصر بعدما تغلب على أحد أفضل فرق العام إن لم يكن الأفضل محليا فريق سموحة.. حيث تغلب عليه الأبيض في المباراة النهائية بهدف نظيف لقائده حازم إمام. "الشروق الرياضي" يستعرض أبرز محطات الزمالك في العام الذي شارف على الانتهاء، والتي تتضح في الآتي.. - البداية جاءت بتغيير في الجهاز الفني أجراه مجلس الإدارة السابق برئاسة الدكتور كمال درويش، ليطيح بحلمي طولان الذي حقق لقب الكأس من قبل، ويسند المهمة للمدرب الشاب أحمد حسام ميدو في مغامرة تدريبية ل "العالمي". وكان طولان قد تلقى هزيمة من الإسماعيلي بهدف نظيف، وخسر "اعتباريا" من حرس الحدود لاقتحام الجماهير المباراة. مغامرة ناجحة لميدو رحل طولان وجاء ميدو ليقود الفريق في مشوار بطولة الدوري، وتأهل الزمالك بشق الأنفس إلى الدور الرباعية بعد مباراة بطولية أمام اتحاد الشرطة فاز فيها بثلاثة أهداف لأثنين. مجلس جديدة في انتخابات حاشدة في واحدة من أكثر انتخابات الزمالك حشدا، فاز المستشار بمنصب الرئاسة بعد منافسة مع الرئيس السابق كمال درويش، والأسبق رؤوف جاسر.. كما فازت القائمة كاملة. وتواكب مع ذلك مشوار ناجح وساطع للزمالك في بدايته بدوري أبطال أفريقيا ومخيب للآمال في "مرحلة الجد".. فقد حافظ الزمالك على نظافة شباكه طوال الدور التمهيدي للبطولة القارية، وفاز بنتائج كبيرة أبرزها خماسية نكانا الزامبي. أفريقيا تعاند الأبيض لكن في دوري المجموعات تغير الحالي كثيرا بالخسارة من فيتا كلوب الكونغولي ثم الفوز على الهلال السوداني بالقاهرة – وهو الفوز الوحيد – تلاه خسارة درامية أمام مازيمبي بالكونغو، لينهي الزمالك الدور الأول من مشاركته الأفريقية بدور المجموعات في موقف معقد للغاية. رحيل الكبار واستغنى ميدو عن كبار الفريق أمثال عبد الواحد السيد ومحمود فتح الله ونور السيد وأحمد جعفر ولحق بهم إسلام عوض وصلاح سليمان، في أكبر حركة تغيير بالقلعة البيضاء منذ سنوات، مما دفع البعض لوصفها ب "مذبحة القلعة". وفي تلك الأثناء خسر الزمالك مباراته أمام الأهلي بالدورة الرباعية بهدف ذاتي لأحمد توفيق لاعب خط الوسط، لتتلاشى آمال الأبيض في الدوري، ثم خسارة جديدة من سموحة بهدفين لهدف.. وفوز أخير على بتروجت بهدفين نظيفين، ضمن للأبيض المشاركة بالكونفدرالية الأفريقية الموسم المقبل. عوض الزمالك إحباط الدوري الضائع ببطولة الكأس بعدما فاز على سموحة في النهائي، وقبل ذلك أقصى وادي دجلة بصعوبة بركلات الترجيح، ليحقق ميدو أول ألقابه كمدرب في تجربة واعدة. القشة التي قصمت ظهر البعير بالعودة للمشوار الأفريقي لم يكن أمام الزمالك أي فرصة سوى الفوز على مازيمبي بالقاهرة ليحافظ على الآمال المتبقية في التأهل عن المجموعة، لكن تعادل سلبي وضربة جزاء ضائعة من أحمد علي جسدت إحباط جديد للزمالك، ويرحل بعدها بقليل ميدو عن تدريب الزمالك بقرار من مجلس المستشار في ذلك الوقت. وسبق رحيل ميدو تعاقد الزمالك مع بعض النجوم من بينهم رباعي الشرطة خالد قمر ومعروف يوسف ورضا العزب وأحمد دويدار. 19 صفقة ثم انضم صالح موسى ومحمد شعبان وأحمد سمير ومحمد بازوكا وأيمن حفني، ليصل إجمالي الصفقات 19 صفقة قبل بداية الموسم الجديد. وفي الوقت الذي كان يبرم فيه المجلس الأبيض تلك الصفقات إبان وجود ميدو في آخر أيامه بالقيادة الفنية للزمالك أدرك الجميع أن التعاقدات الجديدة تمهد لمدرب جديد. طوال فترة تولي ميدو قيادة الفريق كانت هناك خلافات مع رئيس النادي دائم الانتقاد له، سواء في أزمة استقالته على تويتر ثم تراجعه عنها أو في أزمات أخرى مماثلة تتعلق ببعض اللاعبين ومشاركتهم. عودة التوأم في ولاية ثانية قصيرة يقرر الزمالك إعادة التوأم حسام وإبراهيم حسن اللذان يقرران التخلي عن تدريب منتخب الأردن للعودة إلى القاهرة وتدريب الزمالك، فقد ضحى حسام بالغالي والنفيس مع النشامى قبل أشهر قليل من مشاركة تاريخية في أمم آسيا 2015 باستراليا. وتولى العميد مسئولية قيادة الزمالك، ليخوض مباراتين بمثابة تحصيل حاصل في البطولة الأفريقية أمام فيتاكلوب وخسر 0-1 وأمام الهلال السوداني وخسر 1-2. خسارة السوبر وبداية الأزمة جاء وقت الجد واختبار حقيقي للتوأم عند مواجهة الأهلي في السوبر المحلي.. حيث تسلح الزمالك بصفقاته الجديدة في مواجهة الإسباني جاريدو بالاختبار الأول له. لكن ركلات الجزاء ابتسمت للأحمر وأدارت ظهرها للأبيض، لتتفجر الأزمات في الزمالك ويدخل التوأم في أزمة مع رئيس النادي، بسبب حرب التصريحات وانتقادهما علانية، بالإضافة إلى الأزمة مع أحمد حسام ميدو المدرب السابق. الدوري صفحة جديدة حاول مجلس الزمالك احتواء الأزمة بعد اعتذار التوأم عن حضور المران وتدريب الفريق، ليتم عمل مصالحة في التدريبات ويفتح الجميع صفحة جديدة قبل بدء الدوري نهاية المشوار بدء الزمالك مشوار الدوري بالتعادل السلبي المحبط مع الشرطة، أثار غضب الإدارة، ليتكرر الأمر في مباراة الداخلية بنفس السيناريو، لتأتي نهاية مشوار حسام حسن سريعا مع الفريق، وبرر المجلس رحيل التوأم وقتئذ بأسباب أخرى بعيدا عن الأمور الفنية. مهمة مؤقتة استمرت أسند مسئولو الزمالك مهمة تدريب الفريق لجهاز معاون مؤقت بقيادة محمد صلاح مدرب عام وإسماعيل يوسف مديرا للكرة، وعلاء عبد الغني مدرب مساعد وأيمن طاهر مدربا للحراس وحمادة أنور مديرا إداريا.. لكن الجهاز نفسه استمر مع المدرب الجديد. العودة للمدرسة البرتغالية يعلن الزمالك لاحقا تعاقده مع البرتغالي جايمي باتشيكو ليقود الفريق خلفا للتوأم، وبدأ باتشيكو مهمته بالتعادل مع دجلة الأمر الذي فسره البعض بالسحر والشعوذة نتيجة لغياب الفوز 3 مباريات متتالية منذ بداية الموسم. باتشيكو يحقق الانسجام.. والمجلس يتحدى الإعلام بمرور الوقت يكتسب الزمالك ثقة الفوز مع باتشيكو بانتصارات متتالية على حساب سموحة والاتحاد والرجاء والمصرين ثم تعادل مع الإسماعيلي، قبل أن تعود الانتصارات على حساب الأسيوطي والجونة والمقاصة، وخسارة وحيدة أمام إنبي.. بينما تفرغ رئيس الزمالك للدخل في صدام مع بعض وسائل الإعلام ليقرر المقاطعة بشكل نهائي. ختام العام بالأزمات يأبى الزمالك أن ينهي العام الحالي دون أزمات جديدة، حيث يترك رئيس النادي ما تعرض له فريقه من قرارات تحكيمية غير منصفة ساهمت في خسارته أمام إنبي، وينتقد المدير الفني للفريق. لم يكتفى رئيس النادي بذلك بل وجه اللوم علانية لباتشيكو على مسمع ومرأى من اللاعبين، الأمر الذي دفع المدرب لاتخاذ قرار الرحيل قبل أن يثنيه عنه المجلس بعد محاولات مضنية. تبقى التطلعات والآمال مع نهاية العام وبداية آخر جديد، في أن يعرف الأبيض طريقه لمنصات التتويج وسط طموحات المنافسة على الدوري والكونفدرالية. أوتوبيس الزمالك من بين الأحداث التي تذكر أيضا "الأوتوبيس" الجديد الذي قدمه الزمالك لفريق الكرة، كخطوة تسويقية جيدة للقلعة البيضاء رحلوا في 2014 بما أن البعض قد أطلق على العام الحالي 2014 عام الوفيات.. فقد فقدت الرياضة المصرية وتحديدا نادي الزمالك بعض نجومه الأوفياء أمثال طه بصري، و زكي عثمان.