في 17 يونيو كان يتبقى 20 دقيقة في المباراة التي تخلفت فيها بلجيكا أمام الجزائر في النتيجة ومن الناحية التكتيكية أيضاً. وبعد خمسة أيام، لم يكن المنتخب البلجيكي قادراً على إيجاد ثغرة في الجدار الروسي وقبل نهاية المباراة بدقائق قليلة، كان ملعب ماراكانا يستعد لإقفال أبوابه على نتيجة من دون أهداف. وكان السيناريو أسوأ بعد نهاية الشوط الأول في المباراة الثالثة ضد كوريا الجنوبية حيث افتقد المنتخب البلجيكي الذي كان يلعب بعشرة لاعبين إلى الفعالية الهجومية في مواجهة نظيره الكوري الجنوبي. لكن على الرغم من جميع تلك الصعوبات، نجحت بلجيكا في بلوغ الدور ثمن النهائي بفضل ثلاثة انتصارات للمرة الأولى في تاريخها في الدور الأول. حتى الآن لم يصدق المدافع المخضرم دانييل فان بويتن ماذا حصل لفريقه وقال "لو قال لنا أحدهم بأننا سنحصد 9 نقاط من أصل 9 ممكنة في دور المجموعات لما صدقناه." والأمر لا يتعلق بالحظ فقط، فنادراً ما يكون أي فريق محظوظاً في ثلاث مباريات متتالية. وقد تحدث موقع FIFA.com إلى المدافع المخضرم الوحيد من التشكيلة الحالية الذي خاض نهائيات كأس العالم كوريا/اليابان 2002 FIFA عن مسيرة فريقه في البطولة حتى الآن، وقد اعتبر فان بوتين بأن المفتاح في ذلك هو العقلية الذهنية التي يتمتع فيها فريقه. فضَل المنتخب البلجيكي التقدم خطوة خطوة بدل المخاطرة والخروج من الباب الضيق وقال فان بويتن في هذا الصدد "كان بإمكاننا أن نستعرض خلال مبارياتنا، لكن هذا الأمر لن يعني شيئاً إذا انتهى بنا الأمر خارج المنافسة." لم يبحث زملاء فان بويتن عن مجد شخصي في المباريات الثلاث الأولى في نسخة البرازيل 2014 ويعترف فان بويتن المدافع الفارع الطول وصاحب البنية الجسدية الهائلة "الجميع يدرك بأننا واجهنا صعوبات وخصوصاً بمواجهة الجزائر. من الصعب إيجاد ثغرة في مواجهة منتخبات يشيدون حائطاً أمام المرمى." ويشير المدافع إلى عامل آخر يتجسد في قدرة زملائه على التفكير في اللحظة من دون النظر إلى الوراء أو إلى الأمام وأوضح "الشيء الأكثر أهمية هو عدم التفكير بالمستقبل كي لا يؤدي ذلك إلى تشتيت أفكارنا. لدينا متسع من الوقت لنقوم بالحسابات لاحقا. فكأس العالم تقام حالياً وعلينا ان نكون على الموعد." القوة الحقيقية تكمن في القدرة على مواجهة المشاكل ومن هذه الناحية أعرب فان بويتن عن رضاه من زملائه بقوله "المهم هو اننا أظهرنا صلابة وتنظيم كبيرين عندما واجهنا صعوبات." أما العامل الأخير في الوصفة الرابحة فهي الذهنية العالية للاعبين الشبان وأوضح "إنهم هادئون، يستمعون جيداً إلى النصائح ومستعدون للعمل". يدرك هذا المدافع البالغ من العمر 36 عاماً والذي أدمن إحراز الألقاب في صفوف بايرن ميونيخ وخبرة البطولات الكبرى بقوله "من الطبيعي بأن الأمور الجيدة تحصل لهؤلاء الشبان القادرين على المحافظة على هدوئهم والإبتعاد عن الضغوطات." بعد أن حقق الهدف الأدنى ببلوغه الدور الثاني، فإن بطولة جديدة تنطلق بالنسبة لمنتخب بلجيكا. ويعتقد قلب الدفاع بأن فريقه سيعتمد دينامية أكثر هجومية من الآن وصاعدا اعتباراً من المواجهة ضد الولاياتالمتحدة علماً بأن المدافع كان يفضل عدم مواجهة المنتخب الأمريكي ولو كان البديل نظيره البرتغالي وقال "لست متفاجئاً من رؤية المنتخب الأمريكي يحتل المركز الثاني في مجموعته قياساً بتطور مستواه وعرضه القوي أمام ألمانيا على الرغم من خسارته 0-1." يريد المنتخب البلجيكي ان يؤكد مرة جديدة الثلاثاء في الأول من تموز/يوليو على أرض المعركة في سالفادور بأنهم يملكون أعصاباً فولاذية لتخطي عقبة المنتخب الأمريكي.