الهزيمة في كرة القدم ليست عيباً، واحتلال المنتخبين الكاميروني والغاني المركز الاخير في مجموعتهما كان من الممكن ان يندرج تحت بند عدم التوفيق او قوة المنافسين، او حتى مفاجآت كرة القدم، لكن المتابع لأخبار المنتخبين منذ بداية تحضيراتها للمونديال سيعلم ان ما حدث من لاعبي الكاميرونوغانا كان نتيجة طبيعية لحالت التسيب والانفلات المسيطرة عليهم. وظهر لاعبو غاناوالكاميرون بصورة غير مشرفة لبلادهم والقارة السمراء بعدما افتعلوا الازمات قبل مبارياتهم المصيرية سواء بسبب المستحقات او الشجار مع بعضهم البعض . بالنظر إلى لاعبين مثل صامويل ايتو وسونج ومونتاري وايسيان سنجدهم من أغنى اللاعبين في القارة السمراء، ويحصلون على رواتب خيالية في انديتهم وبالتالي فبضعة الآف من الدولارات مكافأة التأهل ليست سبباً في ان يرفض لاعبو الكاميرون استقلال الطائرة لتمثيل بلادهم في أكبر حدث كروي على مستوى العالم، او ان يهدد 12 لاعباً من غانا بعدم المشاركة في مباراة البرتغال قبل الحصول على مستحقاتهم نقداً. الصحافة الكاميرونية لم ترحم منتخب الاسود عقب مباراة كرواتيا وخرجت بعناوين قاسية شمت أغلبها كلمة واحدة وهي "الخونة". الخونة ليس لانهم خسروا فوق المستطيل الأخضر، فكل المنتخبات تخسر، ولكن الخيانة جاءت بسبب الصورة غير المشرفه للأسود الكاميرونية على الاراضي البرازيلية، وما سبق رحلتهم إلى بلاد السامبا من تمرد من قبل رفاق صامويل ايتو ضد منتخب بلادهم بسبب أزمة المكافآت. وبدأ تمرد لاعبي الكاميرون على منتخبهم فور الفوز على تونس والتأهل لنهائيات كأس العالم، حيث دخل اللاعبون في صدام مع اتحاد بلادهم مطالبين بزيادة مكافآت التأهل لكأس العالم ومهددين بعدم السفر للبرازيل وهو ما جعل الصحافة الكاميرونية تشن هجوماً ضارياً عليهم وتصفهم بالخونة وتم حل الأزمة وزيادة قيمة المكافآت بعد جلسة بين صامويل ايتو قائد الفريق ورئيس الاتحاد الكاميروني. وبعد نهاية ازمة تحديد قيمة المكافآت ظن الجميع ان الاسود الكاميرونية قادمه للتألق في البرازيل إلا ان الجميع فوجئ برفض اللاعبين الصعود للطائرة المتجهة إلى البرازيل إلا بعد الحصول على جميع مستحقاتهم المالية بما فيها مكافئة المباراتين الوديتين. وظهر لاعبو الكاميرون في حالة من التسيب والانفلات في مباراة كرواتيا التي خسرها الاسود برباعية نظيفة، جعلت الكسندر سونج لاعب برشلونة يعتدي بالضرب بدون كرة على ماريو مانذوكيتش ،في واقعة لم نجد لها تفسيراً سوى رغبة سونج في الهروب من المباراة، كما دخل اسو اكوتو في شجار مع زميله بنجامين موكاندجو وتبادلا النطحات واللكمات امام الجميع في مشهد مؤسف للقارة الأفريقية وليست الكاميرون وحدها. ولا يختلف الأمر كثيراً في المنتخب الغاني الذي رشحه الكثيرون ليكون مفاجئة المونديال بعد ما قدمه من مستوى مذهل في التصفيات جعله يفوز على مصر بستة اهداف في كوماسي، لكن عقب مباراة مصر بدأ التمرد كعادة الافارقة حيث طالب اللاعبون بضرورة صرف مكافآت التأهل فوراً وهو ما رفضه الاتحاد الغاني وتم حل الازمة بعدما وعد وزير الرياضة بالتدخل لدى المالية وتنفيذ طلباتهم. وافتعل لاعبو غانا ازمة كبيرة قبل مباراتهم الحاسمة مع البرتغال حيث هددوا بعدم المشاركة في المباراة قبل الحصول على مستحقاتهم نقداً وليست شيكات وهو ما جعل الرئيس الغاني يرسل طائرة محملة بمبلغ 3 ملايين دولار لإنقاذ الموقف. ولم يتوقف خروج لاعبي غانا عن النص عند ذلك بل قام المدرب كواسي ابياه بطرد الثنائي كيفن برنس بواتينج وسولي مونتاري من المعسكر وترحيلهم إلى اكرا في واقعة اثرت نفسياً على زملائهم في مباراة البرتغال. وكشفت تقارير صحفية غانية أن ترحيل الثنائي جاء لسوء السلوك، وأن سبب استبعاد مونتاري هو اعتدائه على موسى باركر عضو اللجنة الإدارية الغانية، فيما اشتبك بواتنج مع مدربه خلال التدريبات.