هناك عقبات خارج إطار الملعب، أبرزها توتر الأوضاع الأمنية في مصر منذ عزل الدكتور محمد مرسي عن رئاسة الجمهورية، مما أدى لتأجيل موعد المباراة من يوم الأحد إلى الاثنين ثم إلى الأربعاء، ونقلها أكثر من 600 كيلو مترًا خارج القاهرة، وإقامتها عصرًا أثناء الصيام، لعدم وجود أضواء كاشفة بملعب الجونة. ولذا استجاب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" لطلب إقامة اللقاء بدون جمهور، إلا أن روابط "أولتراس" الأهلي والزمالك تصر على عدم الالتزام بالتعليمات وتوجهت إلى الجونة لحضور المباراة، رغم أن "الكاف" هدد بإلغاء المباراة في حالة وجود الجماهير، وتوقيع عقوبات قاسية على قطبي الكرة المصرية. كما كان "الكاف" نفسه طرفًا ثالثًا في هذه المشاكل، حيث قام بتعديل طاقم التحكيم الذي سيدير اللقاء من الكاميروني أليوم نيانت إلى الجزائري جمال حيمودي لأسباب فنية، حسبما زعم الاتحاد الأفريقي. كذلك اللعب أثناء الصيام .. التيارات الهوائية الشديدة بملعب الجونة .. ودرجة الحرارة العالية، ثلاث عقبات بالغ القسوة، اعترف لاعبو الفريقين، والأجهزة الفنية أنها ستكون خصمًا ثالثًا، ستؤثر كثيرًا على المستوى الفني للمباراة. طولان – يوسف "أول قمة" يخوض قطبا الكرة المصرية اللقاء، بإدارة فنية جديدة على تاريخ مباريات الفريقين، فحلمي طولان تولى المسئولية مؤخرًا بعد رحيل جورفان فييرا المدير الفني السابق الذي قاد الفارس الأبيض لعبور سان جورج الإثيوبي وفيتا كلوب الأنجولي وجازيلي التشادي في الأدوار الأولى. أما محمد يوسف، فتولى مهمة "الرجل الأول" في الأمتار الأخيرة لبطولة الدوري الملغي، وكان مساعدًا لحسام البدري الذي انتقل لتدريب أهلي طرابلس الليبي، قبل نجاحه في التأهل لدوري المجموعات على حساب توسكر الكيني، والبنزرتي بطل تونس. غيابات بالجملة يغيب عدد كبير من اللاعبين عن القمة الأفريقية، فالزمالك يخوض اللقاء بدون الأجانب، البوركيني عبد الله سيسيه الذي لم يعد من بلاده عقب انتهاء أجازته بعد إلغاء الدوري، والكاميروني ألكسيس موندومو الذي هرب لينتقل إلى الرائد السعودي، كذلك صبري رحيل الذي فضل الانتقال إلى الأهلي بعد نهاية عقده مع الزمالك، وأحمد مجدي الذي لم يقيد في القائمة، والحارس أحمد الشناوي الذي رفض تجديد إعارته من المصري. الحال لم يختلف كثيرًا بالنسبة للأهلي، الذي سيفتقد لكل من محمد بركات هداف لقاءات القمة في أفريقيا بعد إعلان اعتزاله، وحسام غالي قائد الفريق الذي رفض تجديد عقده وانضم إلى ليرس البلجيكي، إضافة إلى أحمد صديق الذي استغنى الأهلي عن خدماته، بينما يغيب أحمد شكري للإيقاف لحصوله على إنذارين، ووليد سليمان بسبب إصابة قوية في القدم خلال المران الأساسي، وعماد متعب لإجرائه جراحة في الظهر، ومحمد ناجي جدو الذي يتعافى من إصابة بشرخ في وجه القدم تعرض لها أثناء إعارته إلى هال سيتي، ولم يقيده الأهلي في القائمة الأفريقية. عودة "الماجيكو والفهد الأسمر" في المقابل، يتسلح الأهلي والزمالك بعودة كل من محمد أبوتريكة العائد مؤخرًا من إعارة مع بني ياس الإماراتي، وشيكابالا الذي فسخ عقده مع الوصل الإماراتي في فبراير الماضي، إلا أن جاهزيتهما الكاملة للقمة تواجهها بعض العقبات. حيث أن شيكابالا بعيد عن الملاعب، ولم يخض أي مباراة رسمية منذ ستة أشهر، كذلك فإن تريكة يمر بحالة نفسية سيئة نتيجة ملاحقة وسائل الإعلام له، كونه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمون ورئيسها المعزول محمد مرسي. ومن المنتظر أن يخوض الزمالك اللقاء بتشكيل يضم عبد الواحد السيد، محمود فتح الله، صلاح سليمان، محمد عبد الشافي، أحمد سمير، وفي الوسط عمر جابر، أحمد حسن، حازم إمام، وأحمد عيد، وفي الهجوم محمد إبراهيم، وأحمد جعفر. أما الأهلي، سيكون التشكيل الأقرب، شريف إكرامي، وائل جمعة، سعد الدين سمير، سيد معوض، أحمد فتحي، حسام عاشور، رامي ربيعه، شهاب الدين أحمد، عبد الله السعيد، محمد أبوتريكة، أحمد عبد الظاهر. القمة 8 في أفريقيا لقاء الجونة، هو الثامن في تاريخ مواجهات قطبي الكرة المصرية في البطولات الأفريقية، والمثير أنه عندما يلتقي الأهلي والزمالك في بطولة قارية، فإن أحدهما يتوج بالكأس في نهاية المشوار. بدأت المواجهات عام 1994، عندما فاز الزمالك على الأهلي في جوهانسبرج بهدف أيمن منصور، ليتوج الفارس الأبيض بالسوبر الأفريقي، وبعدها ب11 عامًا فاز الأهلي على الزمالك ذهابًا 2-1 و2-0 في الدور قبل النهائي، قبل أن يفوز الفارس الأحمر بلقب أفريقيا عام 2005 على حساب النجم الساحلي التونسي. وفي 2008، فاز الأهلي على الزمالك 2-1، وتعادلا 2/2 في دور المجموعات، قبل أن يكمل الأهلي المشوار للنهاية، ويتوج باللقب على حساب القطن الكاميروني، نفس الأمر تكرر العام الماضي، حيث فاز الأهلي بهدف أبوتريكة، وتعادلا 1/1 في لقاء الدور الثاني بدوري المجموعات، ثم توج الأهلي باللقب السابع في تاريخه على حساب الترجي التونسي وسط جماهيره بملعب رادس.