بعد أن أصبح فريق الزمالك قاب قوسين أو أدنى من توديع دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا بالخسارة الأخيرة امام مازيمبي الكونغولي وبات يحتاج لمعجزة من أجل التأهل، يبدو أن المارد الأبيض قد فقد سطوته على القارة السمراء. فعلى مدار السنوات العشر الأخيرة كان الأبيض يتراجع تدريجيا ويبتعد عن لقبه المحبب في العقود الماضية خاصة في نهاية القرن الماضي. فلا يغفل أحد كون الزمالك أحد أبرز من توج باللقب القاري وهو أول فريق وصل إلى الرقم 5 في عدد مرات التتويج بالبطولة، ولكن يبدو أن السنوات العشر الماضية لم تأت بالخير لفارس ميت عقبة. فبعد أن كان الزمالك قد اعتلى منصات التتويج في 2002 متوجا باللقب القاري وفاز على الرجاء المغربي في النهائي الشهير باستاد القاهرة عندما سجل تامر عبد الحميد نجم خط الوسط الهدف الوحيد، بدأ التراجع واضحا في السنوات اللاحقة. ومنح الزمالك خلال فترة السنوات العشر العجاف "افريقيا" الفرصة لمنافسيه في القارة السمراء من بينهم الغريم التقليدي الأهلي الذي نجح خلال تلك الفترة في التتويج باللقب القاري 3 مرات. وبالطبع كان هناك انعكاسات لمشاكل الزمالك على المستوى المحلي في مسيرته الأفريقية، حيث أن الفريق الأبيض لم يكن أفضل حالا على الجبهة الداخلية طوال تلك السنوات، حيث أنه بدءا من العام 2005 لم يفز سوى ببطولة واحدة وهي بطولة كأس مصر في عام 2008 تحت قيادة المدرب الهولندي رود كرول. ورغم تعاقب العديد من المدراس التدريبية على قيادة الزمالك ما بين ألمانية وهولندية وفرنسية وسويسرية وكذلك محلية في السنوات الأخيرة إلا أن ذلك لم يعيد للعملاق القاهرى هيبته في القارة السمراء. الأمر بات واضحا أيضا في الاندية التي تواجه الزمالك من "صغار" أفريقيا وباتو يطمحون في الفوز عليه في عقر داره وإحراجه، ولم تعد هناك الرهبة التي كانت تنتاب أي فريق يصل إلى القاهرة لمواجهة الزمالك. ولعل الخسارة من مازيمبي بالأمس وإن كانت تبدو منطقية ولكنها ما كانت لتحدث في ظروف طبيعية حيث أن الفريق الكونغولي لم يسبق له الفوز على أي فريق مصري بما في ذلك الإسماعيلي في وقت سابق. وتباينت نتائج الزمالك في مشواره الأفريقي على مدار السنوات العشر الماضية وإن كان أبرز ما حققه هو الوصول إلى الدور نصف النهائي عام 2005 والخروج على يد المنافس التقليدي الأهلي بنتيجة 4-1 في مجموع اللقائين، بخلاف ذلك فقد كان أبرز ما يطمح إليه النادي الأبيض هو الوصول إلى دور المجموعات في كل مشاركة، وهو ما فعله في العام الحالي ولكن دون أن يترك أي بصمة في المجموعة التي يشارك فيها وفشل في تحقيق أي نقطة خلال 3 جولات. ويبقى السؤال مطروحا.. هل فقد الزمالك سطوته الأفريقية بالفعل أم أن أنها استراحة محارب وسيعود الفارس الأبيض للمنافسة على الألقاب.