لا أجد ما يعبر عن حالة الخسارة التي عاشها الزمالك اليوم أمام مازيمبي الكونغولي إلآ رائعة الفنان الزملكاوي الراحل فريد الأطرش " لحن الوداع " عزف الزمالك " لحن الوداع " في ستاد نوفو في قلب العاصمة الكونغوليه لومباشي ..ولم يودع بشكل شبه نهائي بطولة دوري ابطال افريقا فقط بعد الخسارة الثالثة له علي التوالي وكانت هزيمته بهدفين نظيفين اليوم الضربة القاسمة من منافسه تأكيد لحالة التراجع للفريق منذ بداية دوري المجموعات ..ولكن الوداع كان أيضا لبطولة الوحيدة المضمونة للزمالك ولكل الفرق المصرية حيث لم يعرف بعد ما إذا كان سيقام الدوري المصري أم لا وأنه يمكن أن يشارك في بطولة أخري هذا العام أم سيبقي بلا نشاط وبلا رواتب ووسط أزمات . كان الوداع أيضا لجهاز فني رحل رأسه قبل أيام بإصرار حسن شحاتة علي عدم الاستمرار بعد الخسارة من الأهلي وسيلحق به مساعدوه الذين استمروا بقيادة إسماعيل يوسف ..ويودع الزمالك أمل كان يتطلع له جمهوره في فريق يمكن أن يصنع شيء للنادي المحروم من البطولات منذ سنوات . لا يمكن أن يتصور أكثر المتشائمين منذ بداية دوري ابطال الإريقيا أن الزمالك وبقيادة المعلم حسن شحاتة سيتعرض لهذا الموقف الصعب جدا . كان الفريق الأبيض المصري قد صمد طويلا في الشوط الأول وخرج بشباكه نظيف ليتعرض للهزيمة في الشوط الثاني بهدفين فقط كانا قابلين للزيادة إلي الضعف علي الأقل . صمود تكتيكي ل 45 دقيقة بعد أداء تكتيكي دفاعي مقبول من الزمالك في الشوط الأول تحول الاداء إلي العشوائية والارتجالية فانفتح دفاعة واصابه العجز الهجومي فخرج مهزوما 2/ صفر وخسر النقطة التاسعة . كانت البداية حماسية للفريق صاحب الأرض يقابلها تنويعة تكتيكية من الزمالك الذي فوجيء بالهجمات السريعة والتي كانت تحمل ملامح الخطورة وبعد ثلاث ركنيات تبدأ الأمور في الأنضباط الفني . يلعب وسط الملعب الزملكاوي دور قيادي في التصدي لكل المحاولات الهجومية الاندفاعية ويشكل ألكسيس موندومو ونور السيد حائط دفاعي جيد خاصة اللاعب الكاميروني الذي بدا عليه الحماس الشديد من البداية والقدرة علي الألتحام . وبين محاولات هجومية نادرة من أبناء ميت عقبة كانت تسديدة أحمد جعفر أهم محاولة لتهديد مرمي كديابا..وقابلها أجتهادات من سيسية ولكنها فردية . أما فريق مازيمبي " الشهير بالغربان فقد وضح أنه يحاول الأختراق من الجانب الأيمن بتركيز علي الناحية التي كان يتصدي لها صبري رحيل العائد بعد غياب طويل ..ولكن لم تنجح المحاولات لينتهي الشوط بالتعادل ..والأمل في أن يحتفظ الزمالك علي الأقل بشباكه نظيفة . الهجوم مختلف مع العشوائية وبدأ الشوط الثاني كما الأول بحماس من الغربان ..وتصور لاعبو الفريق الزملكاوي أنها صحوة مثل الشوط الأول سرعان ما سيتم السيطرة عليها وأحكا خط الوسط ومنع نجوم مازيمبي من التقدم ..ولكن بدا أن الوضع مختلف إذ الهجمات أكثر خطورة وأقرب من مرمي عبد الواحد ..وكانت أولها ضربة لأمبوتو تصطدم بالقائم ولم يفيق الزمالك تلاه انفراد تام لساماتا وتسديدة تذهب بعيدا. لم يستمر الحظ مساندا للزملكاوية طويلا وأصبح العبء ثقيلا علي عبد الواحد السيد الذي تصدي لتسديدة واعقبها بإنقاذ مرماه من قذيفة صاروخية لكاسونجو فبعد هذا الصمود كانت اللطمة الأولي .. في الدقيقة 73 من كرة عرضية أرضية سريعة يقابلها كاسونجو ولكنه هذه المرة يودعها الشباك معلنا التقدم للفريق المضيف . وبينما أحمد حسن يطالب اللاعبين بتجاوز اللطمة وعدم الاستسلام لليأس إذا بكرة عرضية عابرة للدفاع المتجمد والمتبلد المتفرج علي الكرة وهي تعبر كل الرؤوس ويقفز عليها ساماتا وحده وصبري رحيل ينظر أليه ويضعها في المرمي لتكون الهدف الثاني . نعق الغربان علي رؤوس الفريق المهزوم الذي ظل علي عشوائيته في الاداء التي كادت أن تتسبب في مزيد من الأهداف ..ولكن الحكم السوداين خالد عبد الرحمن كتب النهاية الحزينة بصافرته التي منحت مازيمبي أمل الأستمرار في المنافسه علي احدي بطاقتي التأهل للدور قبل النهائي بينما أكدت بقاء الزمالك في قاع المجموعة .