جاء إلي مصر العديد من اللاعبين الأفارقة، منهم من أستطاع أن يسطر تاريخا لنفسه ، ومنهم آخرون لم يصنعوا شئ يذكر سوي الحصول علي حقوقهم المادية بخلاف الأداء الهزيل الذي يقدمه هؤلاء اللاعبون، ولكن من المؤكد وقوع الخطأ من جانب الأندية التي تتعاقد مع لاعبين دون المستوي وذلك عبر مشاهدتهم لأسطوانات تتعلق بمهارات اللاعبين وهو اختلاف تام عن الواقع العملي. ولكن في بعض الوقت تتعامل أندية القمة مع اللاعبين المعروضين عليهم من قبل وكلاء اللاعبين بكل سطحية ، إلا أن ينتقل اللاعب إلي أحد أندية الوسط ، ويظهر بأداء جيد، للتصارع عليه أندية القمة في محاولة خطفه من الأخر. ومن أحد هؤلاء اللاعبين الذين أتوا إلي مصر اللاعب النيجيري "جون اوتاكا" فمن منا لا يتذكر هذا النجم الذي استطاع بقدراته الفنية أن يضع نفسه ضمن أفضل الأفارقة أمثال، مواطنه امانويل امونيكي، كوارشي، بالإضافة للغاني فيلكس، وأمادو فلافيو. ** بداية مليئة بالعقبات بدأ اوتاكا مسيرته الاحترافية وهو في سن السادسة عشر، قادما الي مصرعن طريق أحد السماسرة، الذي من جانبه عرضه علي أكبر الأندية المصرية الاهلي والزمالك والاسماعيلي، ولكن لم يقتنع أحد بقدرات اللاعب، الي أن تعاقد مع فريق المريخ البورسعيدي الذي يشارك في دوري القسم الثاني، الا ان ياتي الدور علي إسماعيل حفني مدربه بالفريق البورسعيدي الذي أعجب بقدرات اوتاكا وبالفعل قام بعرضه علي نادي المقاولون العرب الذي وافق علي ضم اللاعب لمدة موسمين، ليظهر اللاعب بعد ذلك بمستوي اكثر من رائع. وطبقا للعلاقة الجيدة المتبادلة من قبل أدارة المقاولون و الأسماعيلي تم الاتفاق علي انتقال أوتاكا إلي الدراويش لمدة موسمين. ** بداية النجاح بعدما انضم اوتاكا الي صفوف الدراويش نجح النيجيري في خطف الأنظار من الجميع وذلك بفضل أهدافه وأدائه المبهر، ليقود الفريق الي اعتلاء منصات التتويج مرة أخري بعد غياب دام لسنوات بأحرازه لقب الدوري المصري، بالأضافة لكأس مصر موسم 1999- 2000. وفي انجاز شخصي تمكن من خطف لقب هداف الدوري وسط عمالقة برصيد 17 هدف. وفي ظل صراع أندية القمة علي اوتاكا بالإضافة للعروض الخارجية ، قامت أدارة نادي الاسماعيلي برفع عقد اللاعب من أجل أن يبقي داخل جدران النادي، وبالفعل أستمر مع الفريق ونجح هو وزملائه في الوصول إلي نهائي كأس الاتحاد الأفريقي عام 2001، ولكن خسر الاسماعيلي اللقب، ولكن لم يخسر اوتاكا أدائه المتميز، بل نجح في الحصول علي جائزة أحسن لاعب، وهداف البطولة الأفريقية. ** من الخليج الي دوري القارة العجوز في ظل القدرات الفنية التي يمتلكها اوتاكا لم تنتهي العروض الخارجية من أجل الظفر بخدمات اللاعب، الا ان جائت محطة ترك الاسماعيلي وهو في حالة من الحزن نظرا لبزوغ نجمه داخل هذا الفريق، لينتقل الي السد القطري محققا معهم لقب الدوري ، إلي جانب حصوله علي هداف تلك البطولة. وبعد أن قضي النجم النيجيري فترة قصيرة مع فريق السد أنتقل علي أثرها إلي الدوري الأوروبي عام 2003، دوري الشهرة والمال وبالأخص إلي لأنس الفرنسي لمدة موسمين ليستمر معهم حتي عام 2005 مشارك في 66 مباراة ، وأحرز 16 هدفا. وبفضل قدراته التهديفية والمهارية أصبح اوتاكا يسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق المزيد من النجاحات في الدوري الفرنسي ، وذلك بعدما أنتقل الي فريق رين الفرنسي قادما من لأنس لمدة موسمين، لعب خلالهم مع رين 63 مباراة ، مسجلا 22 هدف. وكان للصحافة الأوروبية دور كبير في رحلة اوتاكا بفرنسا ، وذلك بعدما وصفته بأنه "نوانكوا كانو" الجديد نجم أفضل جيل جاء للمنتخب النيجيري. ** رحلة الي بلاد مكتشفي كرة القدم أصبح اوتاكا لاعب تهتم به جميع الأندية الانجليزية نظرا لتألقه الملفت بالدوري الفرنسي ، تصارعت أندية البريميرليج علي النيجيري منها بولتون ، فولهام ، مانشستر سيتي ، ويجان اتليتيك، الي أن نجح هاري ريدناب المدير الفني لفريق بورتسموث في ذلك الوقت بخطف اللاعب والتعاقد معه لمدة اربع مواسم في صفقة بلغت مقدارها 6 ملايين يورو. نجح اوتاكا مع زملائه في تحقيق بطولة كأس إنجلترا للفريق الأنجليزي بعدما استطاعوا الفوز في المباراة النهائية علي كارديف سيتي يهف وحيد أحرزه كانو، وكان بورتسموث في ذلك الوقت يضم العديد من اللاعبين الأفارقة يتقدمهم كانوا – بوبا ديوب – الجزائري نذير بلحاج. شارك معهم في 95 مباراة مسجلا 10 أهداف ، ولكن لم تكن نهاية اوتاكا سعيدة مع الفريق الأنجليزي وذلك بعد هبوط الفريق الي دوري الدرجة الثانية ، وعدم مقدرة أدارة الفريق من دفع مستحقات لاعبيها ، مما أجبرها علي بيع عدد كبير من اللاعبين المميزين. ** التتويج بلقب الدوري الفرنسي عاد أوتاكا مرة أخري الي فرنسا متمنيا تحقيق المزيد من النجاحات، ولكن هذه المرة مع فريق مونبيلييه، بعدما أستطاع الفريق الفرنسي الصعود الي دوري الدرجة الأولي موسم 2009 -2010، وفي أول موسم للاعب المخضرم لم يتمكن من إثبات قدراته العالية حيث شارك معهم في 11 مباراة، بالأضافة لعدم نجاحه في هز شباك المنافسين. ألا أن جاءت لحظة التتويج بلقب المحلي الأغلي الموسم المنصرم ، فأستطاع مرعب الحراس أن يقود فريقه حديث الصعود الي اقتناص لقب الليجا الفرنسية الأولي في تاريخه، بعد صراع كبير أستمر حتي الجولة الأخيرة من المسابقة مع فريق باريس سان جيرمان، حيث تمكن مونبيلييه من حصد 82 نقطة من 38 مباراة ، مقابل 79 نقطة لفريق العاصمة الفرنسية. ويرجع الفضل في إحراز مونبيلييه البطولة إلي مهاجمه الهداف أوتاكا، الذي شارك في 35 مباراة ، مسجلا 9 أهداف، ليؤكد علي أدائه القوي طوال الموسم ، ونجاحه في تسجيل هدفين في المباراة الأخيرة من عمر الدوري أمام اوكسير، ليهدي نجم الأسماعيلي السابق مع زملائه درع الدوري لجماهير الفريق وإدارته ، محققا انجاز جديد في مسيرته الأوروبية التي ذكرتها كل وسائل الأعلام العالمية.