نجح يوفنتوس بعد صبر طويل للغاية في تحقيق بطولة الدوري الإيطالي لهذا الموسم بعد إنتظار دام لمدة تسع سنوات عانى فيها الفريق الكثير والكثير من أجل أن يعيش فرحة الأمس وهى فرحة أنتظرها عشاق البيانكونيرى تسع سنوات وذلك بعد نجاحه في هزيمة مضيفه كاليارى بثنائية نظيفة و نجاح الإنتر في إنزال الهزيمة بمنافسه ميلان مما جعل اليوفى بطل الكالتشيو لهذا الموسم قبل جولة واحدة على نهاية المسابقة. فبالرغم من بطولات اليوفى الكبيرة والتي لا تحصى ولكن قصة نجاح السيدة العجوز هذه المرة مرت بمطبات وعثرات عديدة وذلك لأن الفريق أحرز اللقب الأول له منذ أن عاد إلى "السيريا أ" موسم 2007 لاسيما وأن الفريق عاش أوقات صعبة منذ عام 2004 وهو العام الذي تولى فيه فابيو كابيلو مسئولية الإدارة الفنية لليوفى , فبالرغم من إحراز الفريق للقبي 2005 و 2006 إلا أن الفريق لم يفرح بهما بسبب تسرب أخبار عن وجود تلاعب في نتائج المباريات وهو ما جعل الإتحاد الإيطالي يفتح تحقيقا في هذا الموضوع. وجاءت نتيجة هذه التحقيقات في غير صالح اليوفى بعدما ثبت تورط لوشيانو موجى رئيس النادي في هذه الفضيحة الكبرى مما جعل الأمر يصل إلى اتخاذ قرار بإنزال اليوفى إلى "السيريا ب" وسحب بطولتي الدوري الإيطالي لعامي 2005 و 2006 وهو الأمر الذي نزل كالصاعقة على جماهير اليوفنتوس , ففضلا عن هذه القرارات فإن نزول السيدة العجوز دفع الكثير من نجوم الفريق إلى مغادرة النادي وعلى رأسهم كانافارو وإبراهيموفيتش وباتريك فييرا وإن كانت هناك أسماء كبيرة بقت في الفريق أمثال جانلويجي بوفون، ألساندرو دل بييرو وبافيل نيدفيد ليساعدوا يوفنتوس على العودة للدرجة الأولى مرة أخرى، كما تم تصعيد بعض لاعبي فريق الشباب إلى الفريق الأول أمثال كلاوديو ماركيزيو وسيباستيان جيوفينكو. نجح اليوفنتوس في العودة إلى "السيريا أ" بعد فوزه ببطولة "السيريا ب" موسم 2007 وتصدر القائد دل بييرو قائمة هدافي البطولة بإحرازه 21 هدف وذلك تحت قيادة الفرنسي ديديه ديشان , ولكن مع بداية موسم 2007-2008 قامت إدارة الفريق بالتعاقد مع المدرب المخضرم كلاوديو رانييري لمدة موسمين. أنهى رانييرى موسمه الأول مع السيدة العجوز في المركز الثالث في الدوري الإيطالي مما سمح للفريق بالعودة مرة أخرى إلى دوري أبطال أوروبا موسم 2008-2009 لكنه خرج أمام تشيلسى في دور ال16 من البطولة , وفى الموسم الثاني لرانييرى لم يحقق رانييرى النتائج المأمولة مما ساهم في اتخاذ قرار بإقالته حيث تم استبداله بتشيرو فيرارا قبل نهاية الموسم بجولتين وهو المدرب الذي تم تعيينه بشكل ثابت في موسم 2009-2010. لم يحقق فيرارا النجاحات المتوقعة فخرج الفريق من دور ال32 من دوري الأبطال بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها على ملعبه أمام بايرن ميونيخ الألماني بأربعة أهداف لهدف بالإضافة إلى الخروج من كاس إيطاليا كما أن الفريق حتى يناير 2010 وصل إلى المركز السادس مما جعل الإدارة تتخذ قرار بإقالة فيرارا وتعيين ألبيرتو زاكيروني حتى نهاية الموسم , ولكن فترة زاكيروني لم تكلل بالنجاح حيث أنهى الفريق موسمه في المركز السابع. في بداية موسم 2010-2011 استلم أندريا أنييلي رئاسة النادي خلفا ل جان كلود بلان, وكانت أول خطوة لأنييلي كانت تعيين مدرب نادي سامبدوريا السابق لويجي ديلنيري , وتوسمت جماهير السيدة العجوز الخير في ديلنيرى ولكنه خيب التوقعات بعدما فشل مع الفريق في كل البطولات التي خاضها سواء كانت محلية أو قارية حيث خرج الفريق من مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليج" وكأس إيطاليا فضلا عن احتلال الفريق للمركز السابع في مسابقة الدوري وهو ما جعل أنييلى يتخذ قرارا بإقالة ديلنيرى وتعيين لاعب اليوفنتوس السابق أنطونيو كونتى كمدرب للفريق بداية من الموسم الحالي. موسم ناجح وبالنظر إلى توقعات الخبراء في بداية الموسم الحالي لم يكن يتخيل أحد أن ينجح كونتى في قيادة الفريق للحصول على بطولة الدوري والتي تعد رقم 28 في تاريخ السيدة العجوز، وبسجل خالي من الهزائم إذ انتصر الفريق في 22 مباراة وتعادل في 15 وذلك قبل أسبوع واحد على انتهاء المسابقة وهو رقم قياسي سيكون من الصعب الاقتراب منه. ويرى خبراء الكرة أن يوفنتوس أعطى درسا لكل متتبعي كرة القدم في كيفية مواجهة الأزمات والصبر على الشدائد ومواجهة التحديات بالإضافة إلى الروح القتالية العالية التي أظهرها لاعبي البيانكونيرى على مدة السنوات الماضية. وبإحراز اليوفنتوس لبطولة الدوري هذا الموسم أصبح على الجميع في يوفنتوس النظر إلى البطولة الأهم والتي يحلم بها الجميع داخل مدينة تورينو وهى بطولة دوري أبطال أوروبا خلال الموسم المقبل.