بذاءة قطب العقارات تعطى زخمًا للحملات المعارضة له.. ودعوات فى «حزب الشاى» لدعم «كروز» مازالت نخب الحزب الجمهورى تحت وقع الصدمة إثر تدنى مستوى خطاب دونالد ترامب المرشح الأوفر حظا لنيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، فى المناظرة الحادية عشرة بين مرشحى الحزب التى جرت الخميس الماضى، وسط دعوات داخل أروقة الحزب للتوقف عن دعم الملياردير. وعلى الرغم من فوزه حتى الآن فى الانتخابات التمهيدية، فإن نبرة ترامب اللاذعة والبذيئة، حيث افتتح المناظرة بتلميحات جنسية، تبعث الشكوك فى أهليته لنيل الترشيح الجمهورى، بما فى ذلك بين أقرب مؤيديه، وأعطت زخما لمساع يقودها أقطاب الحزب الجمهورى لإفشال حملته، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وما زاد من ذعر المحافظين إلغاء الملياردير الأمريكى مشاركته، أمس، فى «مؤتمر العمل السياسى المحافظ»، الملتقى السنوى للمحافظين الأمريكيين قرب واشنطن، والتى بررتها حملته بأنه سيعقد مهرجانا انتخابيا فى ذات التوقيت فى ويتشيتا بولاية كنساس (وسط) قبل المجالس الناخبة فى المساء نفسه (والجريدة ماثلة للطبع)، وبعدها يتوجه إلى فلوريدا التى تصوت فى 15 من الشهر الحالى وهو يوم انتخابى حاسم ستختار فيه خمس ولايات كبرى مندوبيها. وأعرب منظمو المؤتمر عن «خيبة آملهم الكبيرة» من إلغاء مشاركته بالمؤتمر، معتبرين أن«خياره يوجه رسالة واضحة إلى المحافظين». بدورها، ناشدت جينى بيث مارتن، وهى من مؤسسى حركة حزب الشاى (جناح محافظ داخل الحزب)، ومحافظة متشددة أوصلت العديد من المحافظين وبينهم تيد كروز إلى الكونجرس فى 2010 و2012، جميع المشاركين فى المؤتمر أن يدعموا حملة كروز، قائلة إن «ترامب له خطاب جذاب بتأكيده عزمه على ترميم عظمة أمريكا، لكنه يحب نفسه فى بداية المطاف وفى نهايته وما بينهما». وكتب المحافظ ماثيو كونتينيتى على موقع «واشنطن فرى بيكون» إن «اداء ترامب فى المناظرة (أمس الأول) يبعث فى الاشمئزاز. كنت أشاهد على شاشتى عقودا من عمل المؤسسات المحافظة والناشطين والمندوبين تذهب أدراج الرياح». ويخشى بعض مسئولى الحزب فى حال فوز ترامب بالترشيح الجمهورى أن يساهم ذلك فى وصول هيلارى كلينتون إلى البيت الأبيض. إذ حذر المرشح تيد كروز (الفائز ب4 ولايات) من أن كلينتون ستلحق بقطب العقارات هزيمة مدوية، مؤكدا أن «تسمية دونالد مرشحا للجمهوريين ستكون كارثة». وكان المرشح الجمهورى السابق لانتخابات 2012، ميت رومنى قد شن حملة لكبح تقدم الملياردير الذى يتصدر حتى الآن السباق بين الجمهوريين، واصفا اياه ب«المحتال والدجال»، داعيا الناخبين إلى منح أصواتهم لأحد المرشحين الآخرين المتبقين. فى المقابل، رصدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمس، ردود الفعل الغاضبة بين الجمهوريين ردا على دعوة رومنى وجون ماكين لملايين الناخبين للتعاون فى خلق استراتيجية كبرى لتقويض فرص ترشيح ترامب. ونقلت الصحيفة عن لولا بوتلر (71 عام) كانت أحد المصوتين لرومنى فى 2012، قولها: «أشعر شخصيا بالاشمئزاز من ذلك»، مؤكدة: «لا يوجد شىء أو شخص ما بإمكانه أن يثنينى عن التصويت لترامب». بدورها، اتهمت عضوة بالحزب الجمهورى فى لويزيانا تدعى ميندى نتليز (33 عاما) الحزب «باستخدام رومنى باعتباره دمية» لحمايته من ترامب لأن قادة الحزب«لا يمكنهم السيطرة عليه«. فى سياق متصل، عزز ترامب من الانتقادات التى تطاله بأنه متقلب فى مواقفه إزاء العديد من الموضوعات، بإعلانه التراجع عن دعوته إلى تعذيب الإرهابيين وقتل عائلاتهم، فى تصريح لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية. وكتب ترامب للصحيفة: «سأستخدم كل ما لدى من سلطة شرعية لاعتقال الأعداء الإرهابيين. إلا أننى أفهم مع ذلك أن الولاياتالمتحدة مرتبطة بقوانين واتفاقيات ولن أطلب من جيشنا أو من مسئولين آخرين خرق القوانين». وتابع: «من الواضح أننى كرئيس سأكون مرتبطا بقوانين على غرار كل الأمريكيين وسأتحمل مسئولياتى». فى غضون ذلك، تجرى انتخابات تمهيدية، والجريدة ماثلة للطبع، للجمهوريين فى 4 ولايات هى لويزيانا وكنتاكى وكنساس وماين يأمل خلالها ترامب فى الحصول على أصوات مؤيدى منافسه المنسحب بن كارسون. كما تجرى انتخابات تمهيدية للديموقراطيين فى 3 ولايات هى لويزيانا وكنساس ونبراسكا، يسعى خلالها الديموقراطى بيرنى ساندرز إلى تقليص الفارق الذى يفصله عن هيلارى كلينتون.