مياه الصرف الزراعى تدمر أحواض وجسر ملاحة برج العرب رئيس الشركة: 44 مليون جنيه إيرادات الملاحة الغارقة سنويا.. وقد نلجأ للقضاء تسعى وزارة الاستثمار للضغط على وزارة الرى لحل أزمة شركة النصر للملاحات، بسبب تحويل مياه الصرف الزراعى للصب فى ملاحة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، مما أدى إلى تدمير أحواض الملح، وهدد بإهدار 25% من إنتاج الشركة، بحسب رضا العدل، رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية. «إذا لم تلتزم وزارة الرى بواجباتها نحو النصر قد نلجأ إلى القضاء لحماية الشركة»، أضاف العدل، فى تصريحات خاصة ل«الشروق». وشركة النصر هى إحدى الشركات التابعة ل«القابضة للصناعات الكيماوية»، وتشرف عليها وزارة الاستثمار كونها من شركات قطاع الأعمال، وبدأ إنشاء «النصر» عام 1982، والتشغيل عام 1989، وتعمل من خلال ملاحتين، الأولى سبيكة فى العريش، والثانية ملاحة برج العرب وتمثل 25% من إجمالى إنتاج الشركة. وأوضحت المهندسة سامية زين الدين، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للنصر، إن مشكلة الصرف الزراعى «تاريخية»، وتسببت فى وقف العمل بملاحة برج العرب منذ إنشاء الشركة حتى عام 1996، وهو العام الذى اتفق فيه مسئولون من الشركة مع وزارة الرى على حل المشكلة. «استمرت جهود الحل منذ عام 1996 حتى عام 2006، وهو العام الذى شهد بدء العمل بملاحة برج العرب، وظل العمل منتظما حتى مايو 2015، إذ عاودت مشكلة الصرف الصحى الظهور، ليتوقف إنتاج الملاحة مجددا»، أوضحت زين الدين. وقامت شركة النصر، بحسب زين الدين، بإعادة تأهيل الملاحة فور توقف الصرف الزراعى حتى وصل حجم الإنتاج منها العام المالى الماضى إلى 230 ألف طن، وبلغت مبيعاتها نحو 44 مليون جنيه. وفى مايو الماضى، أعادت وزارة الرى، مياه الصرف الزراعى من جديد للملاحة، وتمت مخاطبة وزارة الرى من خلال «النصر» و«القابضة الكيماوية» ووزارة الاستثمار، وبناء عليه صدرت تعليمات من الرى لحل المشكلة، وعقدت قيادات من النصر اجتماعا مع مسئولين من وزارة الرى فى 31 ديسمبر الماضى، وطلب مسئولو الرى من الشركة إصلاح محطة الطوارئ التى تم إقامتها عام 2006 لتشغيلها والتخلص من مياه الصرف الزراعى. وبحسب زين الدين نفذت الشركة ما طلب منها خلال 15 يوما بتكلفة تجاوزت 100 ألف جنيه، إلا أن وزارة الرى لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه فى الاجتماع، «وحتى الآن يتم تصريف المياه من أحواض الملاحة مما أدى إلى تدميرها، كما تم تدمير الجسر بين الأحواض وهو يحتاج لتكلفة كبيرة لإعادة بنائه»، مشيرة إلى إنه تم ضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه حتى الآن فى الملاحة. وقالت رئيس مجلس إدارة «النصر»، إن إعادة تأهيل الملاحة من جديد قد يستغرق سنوات طويلة، مما يعنى توقف المصنع المجاور لها، وسيكون الحل البديل هو الحصول على الملح من ملاحة سبيكة فى العريش وهو ما يرفع من تكلفة الإنتاج، حيث تصل تكلفة نقل الطن الواحد من العريش لبرج العربالمسافة نحو 450 كيلو مترا إلى 88 جنيها للطن، «فضلا عن وجود 200 عامل فى مصنع برج العرب فكيف يتم غلقه أو وقفه؟». وفى محاولة من الشركة لحل أزمة الصرف الزراعى فى الملاحة، قامت بعمل جسر لتقليل المياه، فكانت النتيجة أن تسربت المياه إلى مدينة الحمام السكنية خلف الملاحة وأغرقتها، وحتى الآن تعانى المدينة من هذا الأمر، أضافت زين الدين.