أقر رئيس الوزراء اللبنانى، تمام سلام بحصول «هفوة» فى التعامل مع الرياض دفعتها لوقف مساعداتها للقوات المسلحة اللبنانية، متعهدا فى حديث لصحيفة سعودية بتصويب الموقف. وكانت الرياض أعلنت الجمعة الماضى، وقف مساعدات تفوق قيمتها ثلاثة مليارات دولار للجيش وقوى الأمن الداخلى اللبنانيين، معللة ذلك باتخاذ بيروت مواقف «مناهضة» لها، ومحملة المسئولية عنها لحزب الله الشيعى حليف دمشق وطهران. ولقى الموقف السعودى دعم مجلس التعاون الخليجى. وقال سلام لصحيفة الشرق الأوسط التى تصدر فى لندن «لم يكن لبنان تاريخيا خارج الاجماع العربى، وحصول تقصير أو هفوة ما، لا يعنى أن ما حصل هو الأصل». وأضاف «الخليج، والمملكة العربية السعودية خصوصا، لم يقصرا مع لبنان فى يوم من الأيام، ولهذا لا يجب أن نرد على هذا إلا بالتعبير عن أخوتنا وتلاحمنا مع العالم العربى، حيث ننتمى، كما ينص دستورنا». وتابع «من هنا دعوت لجلسة استثنائية للحكومة «والجريدة ماثلة للطبع» للملمة تداعيات هذا الموقف الذى صدر عن المملكة، وعن بعض دول الخليج، وهو موقف غير مريح بالنسبة إلينا، ونحن لا نحتمل زعل المملكة علينا، ولا نقبل بأى ضيم يصيبها، وهذا ما يستدعى تصويبا للأمور من قبلنا». ويشهد لبنان انقساما حادا منذ أعوام خصوصا على خلفية النزاع فى سوريا، بين قوى «14 آذار» المناهضة للنظام السورى والقريبة من السعودية، وحزب الله وحلفائه من جهة أخرى. وتحمل «14 آذار» الحزب الذى يقاتل إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، مسئولية الانقسام الداخلى لاسيما الفراغ فى منصب رئاسة الجمهورية المستمر منذ ما يقارب العامين. وردا على سؤال عن تجاوب وزراء حزب الله وحلفائه فى جلسة الحكومة الطارئة، قال سلام «سنحاول أن نقوم بما يتوجب علينا، وإذا كانت القوى السياسية تريد الحفاظ على البلد وعلى الحكومة بالحد الأدنى، يكون الأمر جيدا، وإذا لم ترد فسيظهر ذلك ولتتحمل كل جهة مسئولياتها».