- يكفيني كل عام الحصول على مليون جنيه لتطوير المعهد.. والورش الفنية لم "تأكل الجو" منا - "السينمائيين" يجب أن يقننوا أوضاع غير النقابيين فازت الدكتورة غادة جبارة عميد المعهد العالي للسينما مؤخراً بعضوية نقابة السينمائيين، لتكشف الكثير عن طموحاتها بخصوص الصناعة والتي من أجلها تقدمت لهذه العضوية، فضلاً عن كشفها عن احتياجها لملايين الجنيهات لتطوير معهد السينما الذي عاني من التهميش طيلة 30 عاماً –على حد قولها. وفي الحوار التالي تكشف عميدة المعهد العالي للسينما عن استيائها من سياسة التهميش التي تعرض لها المعهد طيلة السنوات الماضية وكذلك عن غياب المعهد عن "لجنة المهرجانات" التي تم تشكيلها مؤخراً، وتقول: ** لماذا تقدمتِ لعضوية نقابة المهن السينمائية؟ النقابة مكان خدمي بالدرجة الأولى، ومن المفترض أن خريجي المعهد أعضاء في النقابة وهو ما يعود بالنفع على الجهتين –النقابة والمعهد- ، ولدي أفكار كثيرة في الحقيقة، فمجلس النقابة الجديد لابد أن يتحرك بسرعة بسبب الأزمة في الصناعة نفسهاعلى مستوى الإنتاج وجودته، ونريد تقنين أوضاع أبناء المهنة بمعنى أن بعض المنتجين يفضلون العمل مع غير النقابيين عن أعضاء النقابة، لأن الثاني يكلفه مصاريف أكثر، وبالتالي فإن هذا يستلزم تطبيق القانون وتقنين الوضع واقصد على غير النقابيين مثلا والذين يجب أن يعملوا تحت عباءة النقابة بشكل أو بآخر والنقابة تحصّل فلوس منهم، فضلاً عن المعاشات وغيرها من الأمور المهمة، وادعو مجلس النقابة أن يعيد النظر في العديد من اللوائح والقوانين، ولن أخفي عليك فقد فوجئت بعدد الاصوات التي حصلت عليها في الانتخابات. ** لو انتقلت للمعهد فما هي شروطه لقبول الطلاب به؟ المعهد غير خاضع للتنسيق العام للجامعات، فنحن مستقلون بذاتنا ولسنا تابعين لوزارة التعليم العالي ولكن لوزارة الثقافة، ونحن لدينا شروط مبدئية في قبول الطلاب أولها أن يكون حاصلا على ثانوية عامة وليس دبلوم أو أزهر، وممكن نقبل خريجي الجامعات، أما الأمران اللذان يخضعان لشروط مختلفة سنوياً هما المجموع الكلي في الثانوية العامة أو ما يعادلها، والعمر، ولكننا في النهاية نعتمد بشكل أقوى على اختبارات القبول التي نجريها قبل دخول الطالب للمعهد. - حدثينا عن هذه الاختبارات الاختبار الأول عبارة عن قياس القدرات الإبداعية لدى الطالب، والثاني عبارة عن فيلم ويكتب انطباعه عنه، ثم تبدأ مرحلة التصفية، واخيرا يدخل ورشة ابداعية لمدة اسبوع، كل يوم فيها يتم تدريبه على قسم مختلف من أقسام المعهد، وفي أقسام المعهد المختلفة لا يزيد عدد الطلبة عن 10 في كل قسم، والعدد القليل يرجع الى أننا معهد عملي بالدرجة الأولى يتم تدريب الطالب على أجهزة وبالتالي العدد الكبير غير مطلوب، وبالطبع بسبب ضعف الامكانبات المتاحة، فضلاً عن احتياجات سوق العمل، فنحن لسنا ككلية التجارة وكلية الاداب اللاتي يتخرج منهم الاف الطلبة كل عام ولا يجد أغلبهم وظائف أصلاً. ** ذكرت أن الإمكانيات المتوفرة قليلة.. فما الذي تحتاجيه في المعهد حتى يتطور بشكل أفضل؟ لا اقول نحتاج الكثير، ما أريده هو الزيادة الطبيعية في عدد الإمكانات المتاحة مثل أجهزة المونتاج على أحدث طراز، فالمعهد يمتلك 5 وحدات ولو أصبحوا 10 فهذا أفضل بكثير ، ولدينا ستوديو صوت على أعلى مستوى، ولو أصبحا اثنين فهذا افضل أيضا، وكذلك نحتاج لمعمل كبير للكومبيرتر، وفي قسم الرسوم المتحركة نحتاج لأجهزة كومبيوتر ذات رامات أعلى لتطوير المحتوى الرقمي، وقسم التصوير أحتاج لكاميرات أكثر ومتطورة أكثر. ** لكي يتم هذا التطوير ما المبلغ المقترح لذلك؟ الكاميرات المتطورة التي أتحدث عنها لا تقل عن مليون جنيه وحدها، وسأحدثك عن شيء آخر، فنحن بجانب المعهد لدينا مبنى جديد كلياً تم إنشاؤه منذ 20 عاماً، الدور الواحد فيه على مساحة 1000 متر بمعدل 5 أدوار، وبه 2 استوديو وقاعة للمؤتمرات وقاعة سينما وبلاتوهات وغيرهم، لكن المشكلة أن هذا المبنى لم يكتمل حتى وقتنا هذا ويحتاج لملايين الجنيهات، وبالطبع نحن في النهاية معهد واحد وسط معاهد كثيرة تابعة لأكاديمية الفنون.. لن أضع العقدة في المنشار وأقول أحتاج 100 مليون، لكن يكفيني يكفيني كل عام حوالي مليون جنيه. كيف تجدين اهتمام الدولة بالسينما؟ رئاسة الجمهورية تولي اهتماما كبيرا بالسينما، ففي خطاب سابق للرئيس نوه لضرورة الاهتمام بالسينما وذكر بالتحديد المعهد، وأكد أنه لابد من تطويره، وهذا شيء كبير لدي وسعيدة بهذا للغاية، لأن هذا يعني أن المعهد في حسبانه ويقدر دوره تجاه الصناعة.. أنا متفائلة للغاية. ** لكن بصراحة هل عانى المعهد على مدار سنوات طويلة من التهميش؟ بالطبع عانى من التهميش، فالرئيس الأسبق حسني مبارك ظل في الحكم 30 عاماً ولم أسمع مرة واحدة أنه ذكر معهد السينما أصلاً، أو سعى لتطويرها، أما السيسي فقد اهتم به وبالصناعة كلها وعقد العديد من الاجتماعات مع القائمين عليها.. الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان مدركاً لها، وأذكر أنه عقب خروجنا من النكسة قام بتدعيم السينما وأعطى تمويلاً لها لأنه أدرك بحق قيمة القوة الناعمة التي توفرها". ** لكن مثلا لجنة المهرجانات التابعة لوزراة الثقافة معهد السينما غير ممثل بها؟ هذا حقيقي وقد فاجأني تشكيل اللجنة حقاً، فهي بها عظماء ورواد في الصناعة، لكن كيف لا يمثل بها معهد السينما، فمن أشرف على هذه اللجنة؟، وسوف أصارح وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم بهذا في أقرب وقت، وهو في الحقيقة شخص متفهم لأبعد الحدود. ** ذكرت أن المعهد المسئول الأول الشرعي عن تخريج المبدع للسوق، لكن الحقيقة أن ورش الإخراج والسيناريو أصبحت مجالاً لتخريج هؤلاء أيضاً.. فهل غطت على دور المعهد؟ لن يستطيع أحد أن يغطي على دور المعهد أبداً أو كما نقول بالبلدي "ياكل الجو منه" بدليل الإقبال على التقديم للدراسة في المعهد، وهذا الكلام على مسئوليتي. ** لكن هذه الورش في الحقيقة أصبحت ملجأ لكثير من المنتجين والمخرجين في اكتشاف الجدد؟ هذه الورش معنية بالجانب التقني فقط لأنها قصيرة المدى، أما في المعهد يتم تربية مبدع من الألف للياء، فإلى جانب تدريس الجوانب التقنية التي تؤهله لسوق العمل، يدرس نواحي أكاديمية مهمة للغاية. ** هناك العديد من المهرجانات السينمائية التي لا يشارك بها معهد السينما.. فهل هذا الأمر متعمد؟ هذا غير حقيقي، فجميع المهرجانات المحلية على مستوى مصر نشارك بها على مدار العام وحتى المهرجانات البسيطة في بورسعيد وغيرها، فضلاً عن المهرجانات الدولية مثل الشهر الماضي الذي عدنا فيه بجائزتين من مهرجانين في المغرب، كما وصلنا لمهرجانات، فأنا حريصة على المشاركة في كل الفعاليات، ونفسي المعهد "ينور في كل حتة" بعد حالة انطفاء تعرض لها. ** وأين مهرجان أسوان السينمائي الذي كان يقيمه المعهد منذ سنوات؟ هذا المهرجان قديم لحد ما، وتمت إقامته لثلاث دورات فقط، وكان عبارة عن منافسة بين أفلام خريجي المعهد المعروضة في السوق مثل كاملة أبو كري وهالة خليل وأمير رمسيس، لكن دعينا نتكلم بصراحة فهل حجم الإنتاج الحالي في السوق السينمائي يسمح اصلاً بوجود هذا المهرجان، وأين هي صناعة السينما؟ وبالتالي كان صعباً استمرار هذا المهرجان، وسوف أصرح لكي أنني قريباً التقيت وزير الثقافة واقترحت عليه مهرجان يقام في أسوان ويكون تابع للمعهد وسيتم اقامته. ** وما تعليقك على حال السينما المصرية الآن؟ حال السينما المصرية مثل حال البلد كلها فقد تعرضنا لكبوة، وبعد الثورات يحدث دائماً تراجع في مناحي كثيرة، حيث عشنا حالة عدم اتزان أصلاً .