ظلت ابنتى ولمدة تجاوزت الثلاثة أشهر تعانى من ارتفاع فى درجة الحرارة مستمر يتراوح بين 38 39درجة. ترددنا على الأطباء ومستشفى الحميات وأجرينا كل ما يمكن اجرائه أو يطلب منا من تحاليل دون جدوى. كانت المرة الأولى التى نسمع فيها تعبير «حمى مجهولة الأصل» فهل بالفعل هذا يعتبر طبى سليم أم أنه مجرد تعبير يستخدم حينما يحتار الأطباء (على وزن المرض أصله نفسى!) فى النهاية تم تشخيص المرض بعدوى فى المجارى البولية وتخضع الآن للعلاج. أم حائزة بداية تتمنى لها اكتمال الشفاء إن شاء الله، فإن نصف طريق السلامة يبدأ بدقة التشخيص. أما حيرة الأطباء فى التشخيص فهذا أمر بلاشك وارد ويتعرض له الأطباء وغيرهم عند مواجهة أى مشكلة إذا اعتبرنا المرض مسألة تحتاج فهما وتستوجب حلا. أردت أيضا أن أعلق على تهكمك الذى أقبله بصدر رحب على إرجاع الأطباء بعض الأعراض إلى الأصل النفسى بأن الأعراض وبالتالى الأمراض النفسجسمية نسبة إلى تداخل النفس والجسد أمر علمى معروف وثابت. الحميات مجهولة الأصل أو الحميات طويلة المدة أو الممتدة كلها تعبيرات علمية معروفة تطلق على الحالات المماثلة لابنتك أتم الله شفاءها ورد عليها عافيتها. يعرف ذلك النوع من الحمى المميزة بأنه الارتفاع المستمر لدرجة حرارة الجسم 38 درجة مئوية أو ما يزيد لمدة لا تقل عن عشرين يوما فأكثر بعد تحديد موعد بدء وتاريخ ارتفاع الحرارة والفحص الإكلينيكى الدقيق والتحقق من سلبية نتائج فحص البول والبراز وصورة الدم الكاملة وأشعة الصدر وفحص البطن بالموجات الصوتية واختبار فيدال الذى يجرى لاستبعاد الإصابة بالتيفود. الحمى مجهولة الأصل تعبير فى حد ذاته يعد تشخيصا ولكن معه يجب تتبع سبب ما مختفى ربما كان مقدمة لمرض لم تكتمل ملامحه بعد لذا يجب بعد إجراء تلك الأبحاث العامة أن تبدأ أبحاث خاصة. أهم أسباب الحمى المجهولة الأصل هى الأمراض المعدية مثل التيفود والسل الرئوى أو التهاب المجارى البولية خاصة لدى السيدات أو الأمراض الروماتيزمية وأمراض المناعة الذاتية كالحمى الروماتيزمية والروماتويد والذئبة الحمراء هناك أيضا أسباب متنوعة مثل حمى البحر الأبيض أو حساسية الأدوية.