• هشام: تعرضت لسحل يومى لتقديم معلومات عن القوات المسلحة المصرية.. وسألونى عن تجنيدى • هيثم: بعد عشرين يوم اختطاف ضربونا وقالوا لنا: «الحكومة المصرية خاربة عليكم الدنيا» بالأناشيد الوطنية والزغاريد، استقبلت محافظة المنيا، وأهالى قرية ساقية داقوف بمركز سمالوط وكنائس المحافظة، مساء أمس الأول، بعض أبناء القرية من الشباب العائدين من ليبيا، والذين استقبلهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، لدى عودتهم إلى أرض مصر. ورفع المستقبلون من عائلات وأطفال المختطفين، صور الرئيس السيسى، أمام ديوان عام المحافظة، واستقبلوا الغائبين بالبكاء الهيستيرى، خاصة بعد انقطاع الاتصالات بين الطرفين منذ 28 من شهر ديسمبر الماضى، وحتى 19 من يناير الحالى، وكان من بين المستقبلين للعائدين، محافظ المنيا، اللواء طارق نصر، والذى أعرب عن سعادته بعودة أبناء المحافظة، وقال إنه «منذ اول يوم تم اخطارنا بغيابهم والقيادة السياسية كانت شديدة الاهتمام باختطافهم، مضيفا أن الأب عندما يغيب ابنه يكون قلقا وهذا شعورنا جميعا، وفى مقدمتنا الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان فى شدة القلق إلى أن أذن الله بإطلاق سراحهم وعودتهم سالمين. «الشروق» تحدتث مع عدد من الناجين من الموت، كما أطلقوا على انفسهم، ومنهم هيثم جمال سعد، 20 عاما، والذى قال، «إحنا شوفنا الموت الف مرة خلال 20 يوما، ولم نكن نرى الشمس، ونحن لم نكن محتجزين فقط، وكنا نقيم بمنطقة أجدابيا الليبية، وبعد معرفتنا باحتمالات وجود مخاطر ذهبنا إلى منطقة زلة الجنوب باعتبارها آمنة، وما أن وصلنا إليها، واستقرينا عند اقاربنا، فوجئنا بسيارات دفع 2 كابينة، حاصرتنا وخطفنا من يستقلونها، إلى مكان لا نعلمه، كنا نظنهم السلطة الليبية أو الجيش الليبى فى البداية، لكنهم عادوا إلى أماكن سكننا فى اليوم الثانى وجمعوا كل ما فيها من اموال، وملابس، وبطاقات هوية، وجوازات سفر، ولم يبقوا فيها على شىء». وردد هيثم فى رعب «كان الخاطفون يسحبوننا ويضربوننا بمؤخرة السلاح على رءوسنا وظهورنا، ووضعونى فى حفرة وأنا معصوب العينين، وعندما لم يجدوا لدى أية إجابات لأسئلتهم راحوا يطلقون الطلقات النارية بجوار جسمى وقدمى، وكان يحقق معنا جميعا شخص واحد نسمع صوته فقط». وأوضح هيثم، إن بوادر الأمل جاءتهم فى اليوم العشرين لخطفهم، إذ حضر الشخص الذى يحقق معهم وضربهم ضربا مبرحا، وقال لهم «الحكومة المصرية خاربة عليكم الدنيا»، فعلموا أن هناك من يسعى لتحريرنا، بعد أن فقدنا الأمل. ويلتقط شقيقه هشام جمال سعد 23 عاما، طرف الحديث مستكملا تفاصيل معاناتهم «بمجرد خطفنا ونقلنا إلى منطقة غير معلومة تم وضعنا فى سرادب تحت الأرض، وتمت تغطية أعيينا فلم نر شيئا حتى تم تحريرنا، وكان الخاطفون يسحلوننا ويجروننا على الأرض يوميا، للحصول منا على ملعومات عن الجيش المصرى وقياداته، وكذلك الجيش الليبى وقياداته. وأضاف هشام: «سألونى من قائد الجيش المصرى؟، وإذا ما كان تم تجنيدى فى الجيش المصرى أم لا؟، وما هى عدة وعتاد الجيش المصرى؟، وعدده ومناطق تمركزه؟، ثم سألوا عن الجيش الليبى وهل لنا علاقة بأى من ضباط الجيش الليبى؟». وشرح محمود الزغبى، أحد العائدين، تفاصيل معاناتهم، مؤكدا أنهم أشرفوا على الموت بعد سرقة أموالهم، ومنذ أن تم خطفهم، كانوا لا ينامون أو يأكلون باستثناء قطعة خبز لا تتجاوز الرغيف يوميا، بينما كانوا ينامون وعددهم 21 شخصا يرتدون ملابس منزلية خفيفة، ولا يوجد غطاء لهم سوى بطانية واحدة لكل 10 أفراد، فكل ذلك اثر على صحتهم وأجسامهم وقوة تحملهم. وقال الزغبى، «والله سافرت بجواز سفر رسمى، ومنذ خرجنا من أجدابيا، ونزلنا زلة وتم خطفنا، ضاع كل شىء، ونحن كنا نقرأ القرآن يوميا لتحريرنا، فقد وقعنا فى فخ لا نعرفه، وبين أناس لا علاقة لنا بهم، ونحن لم نؤذهم أو نتعرض لهم بسوء، بل كنا نبحث عن المناطق الآمنة لنعمل فيها بعيدا عن أى توتر، وما ان ينتهى موعد عملنا نعود لسكننا، ولا نخرج منه إلا للعمل فى اليوم التالى، ونحن لم نكن قادمين إلى مصر كما أشيع أنه تم احتجازنا، ولم يكن معنا أية ممنوعات أو أسلحة، بل كنا نعمل عمل الشباب الذى لا يجد وظيفة، أو عملا ويبحث عن مستقبله وأسرته فمنا المتزوج والعائل لأسرته، والذى ترك دراسته لمساعدة والديه المريضين». وتضم قائمة العائدين من ليبيا كلا من، «حسن حامد سليمان، أعزب، وهيثم جمال سعد طه، متزوج، وهشام جمال سعد طه، متزوج، وجمال عبدالباسط عبدالعظيم، متزوح ولديه طفلان، ومحمود عبدالجواد زغبى أعزب، وأحمد عبدالجواد زغبى، أعزب، ومحمد مجدى ماهر، أعزب، وربيع أحمد على متزوج ولديه 4 أولاد، وعمر نصار حسان محمد، متزوج ولديه 5 أولاد، ومحمد وحيد باهى طه متزوج، ومحمد سالم سليمان أعزب، وسلمان سالم سليمان متزوج ولديه طفلان، وسعداوى عبدالحفيظ عبدالستار أعزب، أمير عبدالحكيم باهى، أعزب، جاسر عصام الدين طه، متزوج». وقال مجدى ر سلان، رئيس رابطة القبائل العربية بالمنيا، إن الشباب العائدين من ليبيا عادوا بجهود مضنية، وبتوفيق الله وعنايته بعد أن ذقنا مرارة الذبح فى ليبيا على أيدى الدواعش فى نفس التوقيت من العام الماضى، مشددا على مطالبة المسئولين بتوفير فرص عمل لشباب المحافظة المنيا والتى تعد من المحافظات الأكثر فقرا.