• أطراف فى النظام سخروا إمكانياتهم لإجهاض تحركاتى تحت القبة.. واخترت أن أكون متفرجا وليس معارضا • السلطة التنفيذية احتوت البرلمان عبر «انقلاب دستورى ناعم» حتى أصبحت هى السلطة التشريعية • الدولة لا تتقبل «اختلاف وجهات النظر».. وعليها امتصاص غضب شباب 25 يناير • النظام استقطب 401 نائب.. وعلى عبدالعال حاول تجاوز مواد الدستور اتهم النائب البرلمانى توفيق عكاشة، ما أسماها «أطرافا فى الدولة» بتسخير إمكانياتها لإجهاض تحركاته تحت قبة مجلس النواب، وعلى رأسها الوقوف ضد ترشحه لرئاسة البرلمان، حسب تأكيده. توقع عكاشة فى حواره ل«الشروق» ألا يشهد البرلمان الحالى مشاكسات وصراعات حقيقية، بعد احتوائه من السلطة التنفيذية التى تمكنت عبر «انقلاب دستورى ناعم» من خلق مشهد رأيناها فيه هى ذاتها السلطة التشريعية، على حد تعبيره. ودعا عكاشة الدولة إلى «امتصاص غضب شباب 25 يناير»، مؤكدا أن استمرار السياسة الحالية يؤثر على مستقبل النظام، وعلى الرغم من وصفه الحكومة الحالية ب«الفاشلة»، إلا أنه أكد تصويته لاستمرارها. وإلى نص الحوار: * ما هو تقييمك لأولى جلسات مجلس النواب؟ أرى أنها كانت «طبيعية جدا»، وإن شابها بعض الارتباك الذى يسود الجلسات الافتتاحية فى أى برلمان بالعالم، فهو شىء مألوف، ولكن هناك فروقا واضحة فى أداء رئيس الجلسة الإجرائية الدكتور بهاء أبوشقة، ورئيس المجلس، الدكتور على عبدالعال، فالأول على الرغم من أنه كان رئيسا إجرائيا فقط استحق الشكر على أدائه، أما الدكتور عبدالعال فغلب «الشد والجذب» على إدارته الجلسة. * وما تعليقك على أداء رئيس المجلس؟ أراد عبدالعال أن يتخطى المادة 117 من الدستور الخاصة بانتخاب رئيس ووكيلى المجلس، لكن عددا من النواب وقفوا له صارخين «الدستور يا ريس» ليرد أنه شارك فى وضعه، ولا أدرى كيف يكون لواضع النص الدستورى حق تجاوزه، وأرى أن هذا التصرف ليس مستغربا أو وليد اللحظة، فرئيس المجلس سبق أن أصدر وثيقة الدستور التى كانت «مليئة بالأخطاء» واعترضت عليها أصوات كثيرة. * وكيف تقيم طبيعة البرلمان الحالى؟ لن يشهد مشاكسات وصراعات حقيقية، وأرى أن السلطة التنفيذية احتوته، بعدما تمكنت عبر «انقلاب دستورى ناعم» من خلق مشاهد رأيناها فيه هى ذاتها السلطة التشريعية، وهناك 401 نائب استقطبتهم الدولة، كما أن رئيس المجلس تم اختياره خارج أروقة البرلمان وقبل يوم واحد من الجلسة الأولى، وتم تحديد النتيجة داخل أحد الفنادق. * ولماذا لم تتمكن من الفوز بمنصب رئيس المجلس؟ هناك أطراف فى «الدولة» سخرت كل إمكانياتها وما أوتت من قوة لإجهاض تحركاتى ومشاريعى تحت القبة. * وماذا تعنى بأطراف فى الدولة؟ أنا قلت «الدولة» بقى، وكده مفهوم. * هل يتمكن البرلمان من مراجعة 340 قرارا بقانون فى أسبوعين؟ المادة 156 «عقبة» تهدد وجود البرلمان وصلاحياته، بل ورئيس الجمهورية نفسه ومنصبه، لأنه لو لم يتم التعامل معها «بحكمة» ستمتد آثارها لقانونى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وعلى رئيس مجلس النواب و«الدولة» التى تقف من خلفه أن تثبت قدرتها على وضع حلول لتخطى هذه المادة. * وهل تنوى الانضمام إلى ائتلافات أو تكتلات؟ لن أؤيد أو أنضم أو أنسق مع أى ائتلاف بأى شكل تحت القبة، ولدى أسبابى الشخصية وراء هذا الموقف فأنا كنت باحثا عن تغيير حقيقى من أجل هذا الوطن، وهو ما رفضه نواب البرلمان الحالى، وفضلوا أن يكون امتدادا لسياسات تنتمى إلى الماضى، وما يزيد عن 60 عاما من الممارسات النيابية السابقة. وعندما تكون مجبرا على التواجد فى بيئة ومناخ معين يكون أمامك خياران، إما أن تكون معارضا أو تجلس مشاهدا، وأنا اخترت أن أكون «متفرجا». * ما هو أول طلب إحاطة تنوى التقدم به؟ سأقدم عددا من الاستجوابات وطلبات الإحاطة الخاصة بالمشكلات والأزمات الموجودة فى دائرتى، وأول طلب سيكون لوزير الكهرباء بشأن مشكلات القرى والمحافظات، كما سأطلب استجواب الحكومة بشأن إغلاق 170 مستشفى فى محافظة الدقهلية أنفق عليها 27 مليار جنيه وتحولت بالكامل إلى مراكز طب أسرة أو وحدات صحية. * إلى أى مدى تتوقع استمرار البرلمان؟ أريد توسيع النظرة فى الإجابة عن هذا السؤال، البرلمان «جزء من كل»، واستمرار البلاد بسياستها التقليدية الحالية يؤثر على مستقبلها، وأتوقع «خيرا» إذا غير النظام فلسفته السياسية وطريقة تفكيره القديمة، وهو فى تقديرى «مستحيل». * ما هو تعليقك على أداء الحكومة؟ بمنتهى الوضوح، أرى أن الحكومة الحالية «فاشلة» وتصم آذانها عن «دعوات الإصلاح»، إلا إننى سأصوت لاستمرارها رغم ذلك، تطبيقا للمثل الشعبى «انصح صاحبك من الصبح للضهر، لو مسمعش النصيحة كمل بقية اليوم معاه غش». * وكيف ترى دعوات التظاهر فى 25 يناير؟ دعوات التظاهر يجب أن تطرح على مستويات أوسع من مناقشتها أو طرحها داخل المجلس، وكان على الدولة أن تسأل نفسها أولا عن «الأسباب والدوافع» خلفها، على أن تبحث مطالب الشباب وتمتص الغضب من نفوسهم، ولكن الدولة تدار بفلسفة قديمة. «اللى اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى»، والدولة اتلسعت 40 مرة ورافضة تنفخ فى الزبادى، وهى لا تستطيع تقبل «اختلاف وجهات النظر».