بعد مرور 56 عاما على وصول قوافل التعمير لمحافظة الوادى الجديد عام 1959 وإقامة بنية تحتية وأساسية بالمحافظة، وإنشاء 13 قرية جديدة جنوب مركز الخارجة عقب اعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إنشاء واد جديد مواز لوادى النيل فى الصحراء الغربية، عاد الحلم ليولد من جديد بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمنطقة الفرافرة وإطلاق مشروع ال 1.5 مليون فدان من منطقة سهل بركة والتى تضم 10 آلاف فدان و40 بئرا جوفيا و3 قرى للتوطين. «الشروق» التقت عددا من عمال الشركات التى تولت عمليات إنشاء المنازل الريفية والعمارات السكنية والمبانى الخدمية فى القرى الثلاث بمنطقة سهل بركة التى تقع فى الجزء الشمالى الشرقى من مدينة الفرافرة تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. يقول محمد عسران عامل محارة إن العمل تواصل فى المنطقة دون كلل، من أجل إنجاز العمل بالمشروع وإعمار المنطقة الجديدة، مضيفا: المنطقة واعدة بحق وأتمنى العمل فى مناطق المشروعات والتوطين الجديدة. فيما أكد محمد الهادى عامل خراسانة، أنه وصل لمنطقة سهل بركة بالفرافرة، وكانت صحراء وعرة صعب الحياة فيها، فى بداية العمل بالمشروع فى الصيف الماضى. وأضاف: «عملت بقرى سهل بركة من بدايتها ورأيت كيف اكتست آلاف الأفدنة باللون الأخضر بعدما تم تمهيدها وزراعتها بالقمح، مضيفا أن زيارة الرئيس السيسى للمنطقة بادرة امل لاستغلال الصحراء الغربية فى الزراعة والتوطين. من جانبه قال اللواء محمد العدوى رئيس مركز الفرافرة إن المنطقة مستهدف بها استصلاح وزراعة 46 ألف فدان بمراحل مختلفة، وسهل بركة يعد نموذجا على أرض الواقع لمجتمع تنموى شامل زراعى وصناعى، مضيفا أنه يجرى حاليا إنشاء طريق الفرافرة ديروط بطول 310 كيلومترات، وبتكلفة تصل إلى مليار جنيه و20 مليون جنيه لربط واحة الفرافرة بمحافظات وسط وجنوب الصعيد، وسوف يساهم الطريق فى اختصار المسافة فيما بين المحافظتين بأكثر من 80%، ليساهم فى زيادة حركة التجارة والرواج الاقتصادى والسياحى وإقامة مجتمعات عمرانية وقرى جديدة تجذب اعدادا كبيرة من السكان. فيما يقول إبراهيم خليل مدير مكتبة مصر العامة بالوادى الجديد إن القرى التى أقيمت قديما جنوب الخارجة لا تزال من أنجح المجتمعات فى ظل أنها انشئت بدراسة حقيقية وأقيم بها مجتمعات عمرانية وتوطين حقيقى حيث قام التعمير قديما ببناء المنازل وحفر الآبار واستصلاح التربة وزراعتها وأعقب ذلك توزيع عقود الأراضى للمنتفعين وهو الأمر الذى يتم الآن بالمناطق المختلفة بالفرافرة ومشروع ال 1.5 مليون فدان سيحقق عوائد تنموية بشرية واقتصادية فى ظل توفير الأرض الجيدة ومياه الرى والمسكن والخدمات الأخرى للمنتفعين من الشباب، مشيرا إلى أن السيسى هو أول رئيس ينظر للفرافرة ويرسى قاعدة تنمية حقيقية فالمنطقة ظلت مهملة وبعيدة عن انظار الدولة لسنوات عديدة.