تشعر فى الكثير من الأحيان وأنت تشاهد الأعمال الدرامية التى تتناول شخصيات الصحفى والمذيع أنها بعيدة عن الواقع تتحدث عن عالم مختلف.. ففى فيلم يوم من عمرى بطولة عبدالحليم حافظ وزبيدة ثروت، قال محمود المليجى رئيس تحرير إحدى الصحف للمصور عبدالسلام النابلسى عندما التقط صور غير مفهومة «يا أنت تبطل تصوير يا أنا أبطل صحافة»، وهو مشهد يدرك كل الصحفيين أنه لا يحدث إلا فى الأفلام فقط ولا يمت للواقع بأى صلة!.. ولكن فى أعمال أخرى مثل مسلسل «زينب والعرش» للأديب الراحل فتحى غانم كانت الأحداث واقعية إلى درجة لا تصدق!!. وفى مسلسلات هذا العام، يدور صراع ساخن حول الإعلاميين والصحفيين، فيقدم نور الشريف شخصية صاحب قناة وتقدم منة شلبى دور صحفية أما نيللى كريم فتقدم شخصية المراسلة التليفزيونية. نور الشريف يقول إن الإعلام حاليا يلعب دورا خطيرا ومحوريا فى تحريك كل الأحداث المحلية والإقليمية، وهو ما انتبهت إليه إسرائيل فضخت أموالا مكثفة فى المجال الإعلامى وأصبحت تحرك الرأى العام العالمى وفقا لهواها ورغباتها وأهدافها وهو ما لم تنتبه إليه فضائياتنا العربية وإعلامنا العربى عموما، فرغم أننا نمتلك رأس المال القادر على مزاحمة الإسرائيليين فى هذا المجال إلا أننا نفتقد الرؤية والقدرة على الوصول إلى الآخر. ومن هنا اؤكد أن مسلسل «متخافوش» يحمل رسالة إلى كل المواطنين العرب بدعوتهم إلى البوح بما فى قلوبهم والحديث عن مشكلاتهم بدون خوف، ويتبنى هذه الدعوة الإعلامى مكرم وهو رجل يقدس الحرية والديمقراطية، ولأنه يرغب فى تناول جميع القضايا دون قيود. قرر أن ينشئ قناته الخاصه التى أطلق عليها اسم «الشعلة» وقدم برنامجه «متخافوش» الذى طبق فيه كل مبادئه الإعلامية وقيمه لكنه بالطبع يواجه مشكلات عديدة. ويقول أحمد عبدالرحمن مؤلف المسلسل: كلمة الحق الآن أصبحت تخرج أولا من عند رجال الإعلام، كما أنه مع ارتفاع سقف الحرية زادت قوة الإعلام فى المنطقه العربية وتأثيرها على المواطنين، ومن هنا جاءت فكرة قناة «الشعلة» فهى قناة فضائية تبث فى جميع أنحاء الوطن العربى وليست قناة محلية واختارنا اسم البرنامج وهو «متخافوش» لأن الشعوب العربية الآن أصبحت قادرة على التواصل مع البرامج التليفزيونية من خلال الرسائل أو المكالمات والبوح بكل ما يريدونه دون خوف أو توتر وهو هدف البرنامج الذى يدعو للكلام والتعبير عن الرأى بكل حرية. ولأن أحداث مسلسل «حرب الجواسيس» حقيقية فهو مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية عن قصة الكاتب الراحل صالح مرسى «ملف سامية فهمى» فليس بغريب أن تلعب الفنانة منة شلبى دور صحفية وهى مهنة بطلة العمل سامية فهمى. وبسببها سعى جهاز الموساد إلى تجنيدها لاستغلال قدرتها على التحرك بسهولة والوصول إلى معلومات مهمة وهو ما لم تقبله سامية فهمى وعليه لجأت على الفور إلى جهاز المخابرات المصرية لتساهم فى حماية وطنها حتى ولو على حساب حبها الوحيد.. وتقول منة شلبى: هى تجربة «تخض» خاصة أننى أقوم بدور صحفية وتعمل لحساب المخابرات المصرية وهى شخصية مركبة ومعقدة وتحتاج إلى انفعالات معينة وأداء مختلف وأحاسيس مختلطة ومن هنا فأنا سعيدة للغاية بهذا العمل وأعتبره خطوة مهمة فى مشوارى المهنى وأعتقد أن مثل هذه النوعية من الشخصيات يحلم بها أى فنان لأنها شخصية مليئة بالتحولات والانفعالات وليست نمطية وتتمتع بعناصر جذب عديدة. ومن أهم الأعمال التى تتناول شخصية الإعلامى مسلسل «هدوء نسبى» الذى يتناول حياة الإعلاميين والمراسلين والصحفيين فى العراق عندما أوفدتهم مؤسساتهم الإعلامية لتغطية الغزو الأمريكى عام 2003، وتقول نيللى كريم رغم أنها لم تحضر نفسها للشخصية لكنها بوجه عام ليست ببعيدة عن الإعلام لأن كل أصدقائها إعلاميون وتعرف المعاناة التى يعيشونها فى عملهم. وتقول: أقوم فى المسلسل بدور صحفية مصرية تعمل فى إحدى القنوات الفضائية، ويتم تكليفها بتغطية أحداث الحرب، وتتعرض هذه الصحفية لمواقف صعبة كثيرة جدا وفى كثير من الأحيان كانت تقترب من الموت نتيجة مغامراتها وتضحيتها لإنجاز عملها. وعن حماس صناع الدراما لشخصية الإعلامى تقول الإعلامية منى الحسينى: فى الآونة الأخيرة، زاد اهتمام صناع الدراما بشخصية الإعلامى فقدمتها الفنانه يسرا، وحاليا هناك أكثر من عمل تتعرض لشخصية الإعلامى وهذا يعكس مدى نجاح الإعلاميين وارتباطهم مع رجل الشارع العادى وأنهم أصبحوا نجوما مثلهم مثل أهل الفن والرياضة. ولا نستغرب إذا كان الإعلامى يحتل مكانة مهمة ضمن قائمة ضيوف أشهر البرامج وهو أمر جديد إلى جانب خوض الممثلين والرياضيين وغيرهم من أصحاب المهن الأخرى لمجال الإعلام... ولكنى أعترض فقط على الكاتب الذى لا يضع نموذجا لإعلامى ناجح أمامه وهو يكتب لأن هذا يضفى مصداقية أكثر على العمل الفنى وأنا لا أقصد أن الكاتب يكتفى فقط بالنماذج الناجحة، فلكل مهنة سلبياتها وإيجابياتها ولكنى أحبذ أن يشعر المتفرج بأن هذه الشخصية قريبة الشبه من هذا الإعلامى الذى يحبه أو تلك الإعلامية التى يفتقدها لسبب أو لآخر فهذا يعطى مذاقا مختلفا للعمل. وتقول الدكتورة درية شرف الدين: من الصعب الحكم على شكل الإعلامى فى الأعمال السابقة لأننا لم نشاهد الأعمال بعد ولكن شخصية الإعلامى فى حد ذاته ثرية للغاية وملهمة فى أى عمل درامى، فالإعلامى يعيش وسط الأحداث وبين الناس ومعهم، ولكن رغم هذا فهى شخصية قابلة للنقد والإشادة أو الرفض ومن الممكن تناولها بأشكال مختلفة ومتنوعة وهذا ليس من شأنه ان يغضب أحدا.