بعد 30 عاما من انهيار صناعة الغزل فى انجلترا، فى ظل ضغوط المنافسة بالمنتجات الرخيصة من الصينوالهند فى السبعينيات والثمانينيات، تعتزم شركة ألمانية إعادة الروح إلى الصناعة التى اتخذت من مدينة مانشستر الانجليزية معقلا لها، عبر ضخ 5.8 مليون جنيه استرلينى لإنشاء مصنع يستخدم الأقطان الفاخرة فى العالم، بدءا من مصر وحتى أمريكاوالهند وجزيرة باربادوس. «كولميتا سيفجارد» شركة مدعومة بأموال الحكومة الألمانية، قررت ضخ أموال فى «الموطن الروحى» لصناعات القطن فى العالم، عبر انشاء خط لصناعة غزل القطن فى مانشستر، وعزت الشركة استثمارها الذى سيخلق 100 فرصة عمل، إلى ارتفاع الطلب العالمى على الخيوط الفاخرة لإنتاج الملابس ذات الماركات الشهيرة. «دول مثل الهندوالصين اللتين تسببتا فى خسارة آلاف العمال لوظائفهم بقطاع الغزل فى مانشستر خلال السبعينيات والثمانينيات، سيصبحون الآن من ضمن عملائنا الراغبين فى الغزول الفاخرة»، يقول آندى أوجدين المدير العام للشركة الألمانية. الشركة، التى تدير عمليات أخرى فى ايطاليا والولايات المتحدة، أنشأت شركة تابعة لها تحت اسم «English FineCottons»، وتعتزم الاستحواذ على مصنع «فيكتوريان» الموجود فى منطقة دوكنفيلد، وتجديده وبدء العمل من خلاله، ويعد المصنع من أفضل المصانع الموجودة فى مانشستر. «هناك طلب قوى عالميا على السلع الفاخرة التى تحمل شعار (صنع فى انجلترا)، وشركة (إنجلش فاين كوتونز) مؤهلة تماما لسد جزء من هذا الطلب، لدينا خبرات كبيرة فى تقنيات صناعة النسيج، ونحن فى أكثر المواقع مناسبة لاختيار عمال محليين يمتلكون المهارات الأساسية لهذا العمل»، يضيف أوجدين. وتحتل بريطانيا المركز الخامس عشر بين أكبر الدول المنتجة للنسيج فى العالم، وصدرت ما قيمته 5.5 مليار جنيه استرلينى من الملابس خلال عام 2013. ولاتزال تجارة القطن فى العالم تعتمد على «قواعد ليفربول» التى تم النص عليها فى الميناء البريطانى من قبل الرابطة الدولية للقطن، وأسس العديد من التجار علمهم من هناك.