موضة

تشير كلمة موضة الفرنسية الأصل عادةً إلى النمط الرائج للملابس والأحذية والمجوهرات وغيرها وقد تشمل حتى الأثاث، وعلى الرغم من أن تاريخ الموضة يرجع إلى عصور غابرة لكننا سنتحدث اليوم عن العصر الحديث. يتميز القرن العشرون بالذات ومن أوائل عشرينياته بانتشار أساليب معينة تطغى فترة قصيرة ثم لا تلبث أن تتطور وتتغير، فعندما نسمع العشرينيات أو الثلاثينيات أو غيرها فسيتبادر إلى ذهننا صورة ما مميزة من ذلك العصر.
اعتقد ان جميع النساء في مرحلة ما قد وقعن في غرام موضة عشرينيات القرن الماضي، أكاد أجزم أنها الأجمل، إنها الموضة التي جعلت كل النساء يشعرن بالتحرر والانعتاق من قوالب المجتمع التقليدية، ويشعرن بأن كل واحدة منهن هي نجمة حقيقية. فقد تحررت الفساتين من كل القوالب المعروفة فكانت طويلة أو قصيرة، غالباً بلا أكمام، تتألق بألوان زاهية، تزينها أحجار براقة، وترافقها تيجان من الماس وعقود من اللؤلؤ، وأساور من الذهب وشالات من الحرير. إنه عصر الأنوثة الجميلة مع لمسة صبيانية شقية.
أما في الثلاثينيات فقد أخذت الموضة منحى أنثوياً أشد بروزاَ، مع بساطة واضحة في أشكال الفساتين، حيث ركز المصممون على إبراز الجسم النحيل الخالي من الانحناءات، حتى أنهم لجأوا إلى استعمال سنادات الأكتاف لاخفاء بروز الوركين واعطاء الجسم شكلاً نحيفا ًمتناسقاً.
ماذا عن الأربعينيات؟ في هذه الفترة أصبحت الفساتين انسيابية بأكمام قصيرة غالباً بأزرار على طول الفستان، تبرز الخصر بشكل جميل. كما ظهرت موضة البلوزة والتنورة بشكل لطيف.
في الخمسينيات عصر نهضة الأزياء الراقية، عادت الأنوثة بقوة مع فساتين رومانسية مستوحاة من موضة العشرينيات، متنوعة الألوان بخصور مشدودة، وتغطيها أحيانا طبعات الورود الجميلة، وتنورات مستديرة منفوخة، تدور وتتفتح كالزهرة وتتفتح معها قلوب الفتيات الجميلات. ومع نهاية الخمسينيات بدأت الفساتين تأخذ شكلا أبسط وأكثر جرأة، لكن مع المحافظة على إبراز الخصر النحيل.
يبدو أن المرأة في الستينيات قد ضربت آخر ما كانت تتمسك به من تقاليد عرض الحائط، فخرجت عن كل المألوف، أصبحت الفساتين أقصر ما يمكن بألوان صارخة، وبقصات بسيطة واسعة من الأسفل غالباً، وبعيدة عن التكلف والمبالغة في الأكسسوارات، وفي أواخر الستينيات بدأت تظهر موضة سروال الشارلستون ذي الخصر العالي.
في السبعينيات زادت شعبية الشارلستون وأصبح من مميزات هذه الفترة، كما برزت موضة الفساتين الطويلة ذات النقشات الكبيرة وطبعات الزهور والألوان المشرقة، وأيضاً ربطات الرأس الأنيقة، كما زينت الفتيات شعورهن بالورود الكبيرة. ويبدو أن شعبية الجينز ازدادت بشكل ملحوظ في هذه الفترة.
أما في الثمانينيات التي اتسمت بالجرأة الشديدة والتمرد فيبدو أن الذوق العام انحدر قليلاً، فموضة الثمانينيات برأي الكثيرين هي الموضة الأسوأ،إنها موضة الضخامة الواضحة فانتشرت موضة الأكتاف العريضة والبلوزات الكبيرة والسراويل الواسعة جداً مع ثنيات على الخصر وضيقة عند الكاحل، كما انتشرت موضة السراويل الضيقة أيضاً، وكانت الألوان في الغالب إما باهتة جداً أو فاقعة جداً.
أبرز ما ميز فترة التسعينيات فهو ارتداء الجينز بشكل كامل بسروال ذي خصر عالٍ، غالباً ذي لون فاتح مع قميص مربوط على الوسط، كما انتشرت الملابس بألوان مختلفة وانتشرت موضة ارتداء ألوان غير متناسقة مع بعضها البعض، كما كانت الفساتين بطبعات متنوعة مختلفة الألوان.
هل بدأتي سيدتي مؤخراً تسمعين جملة مثل عودة موضة السبعينيات أو الستينيات، يبدو أن هذه الجملة تمثل القرن الواحد والعشرين، والموضة الحديثة أيضاً بدأت تتغير بسرعة كبيرة فلم تعد تنتظر عقداً كاملاً لتتغيير تغييراً كبيراً فهي الآن قد تتغير من عام لآخر ومن موسم لآخر،قد تنتشر موضة الأربعينيات هذا الشتاء، أو قد تعود موضة التسعينيات الموسم القادم، أو قد يخرج المصممون بشيء جديد، كما اشتد التنافس بين المصممين لإنتاج أفضل ما عندهم، وعلى الرغم من انتشار الملابس العملية، البسيطة والأنيقة فإن سوق الملابس الراقية يلاقي رواجاً كبيراً هو الآخر.
بالتأكيد لا يمكن وسم عشر سنوات كاملة بصفة واحدة جامعة، أو بموضة واحدة، ولا يمكن اختصار ما يزيد عن قرن في بضعة سطور، لكن قد يكون ما ذكر هو من أهم ما ميز هذه الفترة. والآن سيدتي أي موضة هي المفضلة عندك؟ هل يمكن أن تخبرينا في التعليقات؟!!
إليك أيضاً:
10 أشياء يجب على كل إمرأة أن تمتلكها
هكذا تتأنق مدونات الموضة المحجبات في أجواء الخريف الباردة
أتقني فن الأناقة