عاجل- رئيس الوزراء خلال اجتماع مع المستثمرين: القطاع الخاص قادر على تحقيق النجاح والتوسع    هيئة تنشيط السياحة: لدينا شراكات قوية مع المنصات الرقمية التسويقية العالمية    عاجل- رؤساء المجالس التصديرية خلال اجتماع مع رئيس الوزراء: توطين الصناعة وخفض الواردات لتعزيز الصادرات المصرية    الاحتلال يصعّد عدوانه على غزة: غارات جنوبا وقصف وسط القطاع وأزمة صحية خانقة    ولي العهد السعودي والبرهان يناقشان جهود تحقيق الاستقرار بالسودان    انفراجة في مفاوضات الأهلي مع أليو ديانج    الزمالك: مستعدون للمحاسبة.. ويجب الحفاظ على الكيان    دمياط تخصص شلتر لإيواء الكلاب الضالة بعيدًا عن المناطق السكنية    الأرصاد: فرص الأمطار مستمرة خلال الساعات المقبلة وتصل إلى غزيرة بتلك المناطق    الدليل الكامل لامتحان اللغة العربية نصف العام 2025–2026 للمرحلة الابتدائية    الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة في البحيرة    أمين عام مكتب الإفتاء بسلطنة عمان: الفطرة الصادقة لا تتلون بالأفكار المنحرفة    مجند ب داعش.. تفاصيل جديدة حول منفذ هجوم سوريا ضد الجيش الأمريكي    استمرار توافد الناخبين المصريين بالسعودية على لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب    وزير التعليم: إطلاق أول بنية وطنية موحدة لبيانات التعليم قبل الجامعي    تشكيل كأس العرب - أزارو أساسي والكرتي بديل مع المغرب.. والغساني يقود الإمارات    "صحة الشيوخ" تُسرّع دراسة إنشاء مستشفى جديد بحلوان بعد توقف القرار 3 سنوات    جمعية رجال أعمال الإسكندرية: 12.8 مليار جنيه إجمالي القروض المصدرة للمشروعات الصغيرة بنهاية يونيو 2025    مدير تعليم القاهرة في زيارة ميدانية لمتابعة سير العملية التعليمية بمدارس حلوان    رئيس جامعة المنوفية يجتمع بمجلس العمداء «أون لاين» ويتابع منظومة التطوير    حبس لص الحقائب والهواتف المحمولة من المواطنين فى المطرية 4 أيام    الداخلية تضبط أكثر من 120 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    شيخ الأزهر ينعَى الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق    عادل إمام يغيب عن تشييع جثمان شقيقته.. لهذا السبب    نجوم الصف الأول والبطولة الشبابية يشعلون منافسة دراما رمضان 2026    في ذكرى رحيل نبيل الحلفاوي.. مسيرة فنان جسد التاريخ والوجدان    رئيس الوزراء يلتقي مسئولي "إيني" و"سان دوناتو" الإيطاليتين لبحث أوجه التعاون    الإسكان تناقش تحديث المعايير التصميمية للمستشفيات    اتحاد الناشرين العرب ينعى وزير الثقافة الأسبق محمد صابر عرب    «المشاط»: منفتحون على تبادل الخبرات ونقل التجربة المصرية في مجال التخطيط والتنمية الاقتصادية    عصام الحضري يحيي الذكرى الأولى لوفاة والدته    آخر موعد للتقديم الكترونياً لوظيفة معاون نيابة إدارية دفعة 2024    تصدير 37 ألف طن بضائع عامة من ميناء دمياط    أهمية وجبة الإفطار للطفل لاعب السباحة    محافظ المنوفية: ضبط مخزنين بقويسنا والباجور لحيازتهم مواد غذائية مجهولة المصدر    جامعة القاهرة الأهلية تواصل تنفيذ برامجها التدريبية والعملية بمعامل الكيمياء والفيزياء ب"هندسة الشيخ زايد"    رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات بتعيين وتجديد تعيين 14 رئيسًا لمجالس الأقسام العلمية بطب قصر العيني    فيتش تشيد بجهود الحكومة المصرية في دعم الرعاية الصحية وتعزيز الحماية للفئات الأكثر احتياجًا    جوجل توقع اتفاقاً للطاقة الشمسية فى ماليزيا ضمن خطتها لتأمين كهرباء نظيفة    ضبط مخزنين بقويسنا والباجور فى المنوفية لحيازتهما مواد غذائية مجهولة المصدر    أخبار مصر.. استبدال ضريبة الأرباح الرأسمالية بضريبة دمغة نسبية على تعاملات البورصة    "الوزراء" يستعرض تفاصيل الخطة الحكومية لتطوير المنطقة المحيطة بالقلعة وأهم التحديات    "فورين أفيرز": واشنطن تعيش وهم الطائرات بدون طيار مما يفقدها تفوقها الضئيل على الصين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15-12-2025 في محافظة قنا    غدًا انطلاق اختبارات اختيار كوادر مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده    مخالفة للقانون الدولي الإنساني ..قرار عسكري إسرائيلي بهدم 25 مبنى في مخيم نور شمس شرق طولكرم    تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه بمنتصف تعاملات اليوم    شيكابالا ينشر فيديو تكريمه من رابطة جماهير الزمالك في قطر    انطلاق اجتماعات الاتحاد الأفريقي لكرة السلة في مصر    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟.. الأزهر للفتوى يوضح    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    إصابة نجم ريال مدريد تعكر صفو العودة للانتصارات    ثقافة البحيرة تنظم ندوة توعوية عن الأمراض المزمنة    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    رئيس جامعة القاهرة: تعيين وتجديد تعيين 14 رئيسًا لمجالس الأقسام العلمية بطب قصر العيني    مرشح اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات الرئاسية في تشيلي    أسعار البيض اليوم الإثنين 15 ديسمبر    محمد صلاح يوجه رسالة للمصريين من خلال ابنته "كيان" قبل أمم إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شرم الشيخ.. مدينة تتشبث بالحياة
نشر في الشروق الجديد يوم 09 - 11 - 2015

أجانب فى المدينة يقضون إجازاتهم دون الالتفات لأخبار «الطائرة المنكوبة».. وآخرون ينتظرون موعد الرحيل إلى بلادهم.. والعاملون يتمسكون بالأمل فى عودة الأمور إلى طبيعتها
ما إن تطأ قدماك شرم الشيخ فى هذه الأيام، حتى يصيبك مسار الأحداث فيها بالارتباك، فالمدينة تعيش مشهدين متناقضين تماما، فى أحدهما يهرب كثير ممن فيها إلى الخارج حتى لو ترك متعلقاته، وفى الآخر تجد آخرين مصرين على البقاء وإكمال إجازاتهم دون التفات لما يكتب فى التقارير الغربية عن اسقاط الطائرة الروسية بقنبلة. هذان المشهدان وما بينهما من العاملين فى المدينة، يشير إلى أنها مدينة مازالت تتشبث بالحياة رغم قسوة الضربة التى تلقتها.
وفى 3 فنادق تقع فى أماكن مختلفة من المدينة، وزارتها «الشروق»، كان الوضع اعتياديا صباح أمس الأول، حيث تجمع أعداد من السياح الأجانب عند حمامات السباحة، يلهون، ويلعبون كرة الماء، وسط موسيقى صاخبة، وكأنهم مفصولون عن العالم الخارجى.
فى المقابل، اصطفت سيارات نقل ركاب محملة بسياح أجانب، فى طابور طويل، انتظارا لدخول المطار ومغادرة المدينة متأثرين بمناخ الخوف الذى غلفها أخيرا مع خروج ترجيحات بأن عملية إرهابية تقف وراء إسقاط الطائرة الروسية، وأن هناك اختراقا أمنيا فى مطار المدينة. حتى أن بعض العائلات التى قدمت فى سيارات أجرة واضطرت لدخول المطار على اقدامها، كانت تهرول إلى الداخل وكأنها تهرب من تهديد كبير، هذا وسط استمرار أصوات الطائرات التى لم تنقطع من سماء المدينة.
ووسط هذا التناقض الذى تعيشه المدينة، تشتد الإجراءات الأمنية فى مداخل المنتجع، وداخل المطار وخارجه. فيما لايزال العاملون بالمدينة يتشبثون بالأمل فى عودة الحياة إلى طبيعتها، رغم حالة الإحباط بينهم، والمصحوبة بشعور الخوف على مستقبلهم، ورزقهم.
يقول أحمد، وهو يعمل سائق تاكسى، فضل ذكر اسمه الأول فقط، «خلال الأيام الماضية، قل عدد الأجانب الذين أقلهم بشكل كبير، ومنذ ال8 صباحا (أمس الأول)، حتى ال2 ظهرا، لم يركب معى سوى أجنبى واحد، رغم انى كنت انقل ما بين 6 و8 أجانب يوميا فى الأيام العادية».
وبمجرد الحديث مع أحمد، القادم من مدينة المنصورة، عن احتمالية تأكد فرضية اسقاط الطائرة بقنبلة، رد بكلمات سريعة «كارثة.. لو وصل الحال لكدة هرجع بلدى».
سائق تاكسى آخر يدعى محمد من محافظة بنى سويف، قال إن زبون التاكسى الأساسى هو السائح، مضيفا: «خلال الثلاثة أيام الماضية، قل عدد الأجانب الذين يقصدون التاكسى»، وتبعها لقوله: «ممكن بسبب الخوف.. خايفين يطلعوا بره الفنادق؟». إلا أنه عاد وأكد أنه يعمل مثل أى يوم عادى لأن «الحياة لاتزال مستمرة» هنا.
ورغم ما يقال فى الدوائر الغربية، لايزال أعداد من السياح، وإن كانت أقل كثيرا من الأعداد التى تتوافد فى الأيام العادية، تقصد شرم الشيخ، حيث قال سامى، مسئول الاستقبال فى أحد الفنادق التى زارتها «الشروق»، إن الحركة فى الفندق يوم أمس الأول، كانت اعتيادية تماما، حيث خرج نزلاء 40 غرفة بعد أن انهوا اجازاتهم تماما، فيما شغلت 50 غرفة فى نفس اليوم، مؤكدا أنه لم ينه أحد إقامته بشكل مفاجئ، أى قبل نهاية عطلته.
وفى فندق آخر، قال موظف بالاستقبال رفض ذكر اسمه، إنه تم تجميع البريطانيين فى فندق واحد لتسهيل اجلائهم، وغير ذلك، لم ينه أحد اقامته بشكل مفاجئ.
وفى منطقة خليج نعمة المعروفة بازدحامها بالأجانب، كان الوضع هادئا فى بداية مساء أمس الأول، حيث كان عدد قليل من المارة فى المنطقة، وكثير من المطاعم والمقاهى كانت خاوية تماما من الزبائن.
وأمام أحد المطاعم الشهيرة وقف رجل خمسينى، مرتديا زى العمل، ويحاول جذب بعض المارة للدخول، إلا أن مطعمه لم يكن به فى هذه اللحظة إلا أجنبيان وعدد من المصريين، ودوره الثانى كان فارغا تماما من الزبائن.
وقال عم إبراهيم، كما يطلقون عليه، إن اقبال الأجانب قل بشكل كبير، قبل أن يلتقط الكلام شاب عشرينى يقف بجواره وفضل عدم ذكر اسمه، وقال: «المنظر شارح نفسه، بص كده»، مشيرا إلى الممشى، قبل أن يضيف: «هى دى شرم؟ هى دى السياحة؟».
وخارج المطعم، كانت الموسيقى تصدح من جميع المقاهى، وبعض العاملين بها يرقصون، ربما لجذب الزبائن الأجانب، لكن الأكيد أنهم كانوا يتجاهلون تماما ما يقال عن المدينة وموجة الخروج منها.
وأمام متجره الصغير المتخصص فى بيع نظارات الشمس، والساعات، وقف أشرف يصب غضبه على الجميع فيما آل إليه وضع المدينة، وقال: «الرجل خفت من المكان بنسبة 90%»، مضيفا: «لو موضوع القنبلة ده اتأكد، هيدمر السياحة فى شرم الشيخ». إلا أن مينا، وهو المسئول عن إدارة متجر مجاور، قطع حديثه، وقال: «مشكلة وهتاخد وقتها وتعدى، وهترجع شرم زى الأول»، مضيفا: «لو مش مصدقنى افتكر اللى حصل هنا بعد حادثة عزالة». فى إشارة إلى التفجيرات التى ضربت المدينة عام 2005.
وما أن اقترب زبون أجنبى من متجر أشرف، حتى انخرط هو نفسه فى عمله، وتودد للزائر، فى اشارة إلى أنه وهو أكثر المتشائمين فى المكان، مازال يتمسك بالأمل فى أن تسير الأمور على ما يرام، ولا تتأثر بحادث الطائرة.
ومع اقتراب الليل من الانتصاف، بدأت الحركة تزداد فى خليج نعمة، وازداد عدد الأجانب، الذين انخرطوا فى وصلات رقص وغناء وسط موسيقى صاخبة فى كثير من المقاهى التى بدت ممتلئة بالرواد، فى علامة أخرى على أن المدينة لاتزال تتشبث بالبقاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.