في عيد السويس القومي، التقت «الشروق» أحد أبنائها الذي استطاع إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث من تدميره في 1973، «صقر السويس» عبد المنعم قناوي -أحد إبطال منظمة سيناء العربية- فهو من مواليد السويس، يوم 21 فبراير 1945، وكان لسنوات طويلة بطلاً في الدراجات والرماية. ويقول «قناوي»، ل«الشروق»، الذي يعمل سائقًا لسيارة ميكروباص، إنه «بعد إنشاء منظمة سيناء العربية، تم اختيار المتطوعين بها بعناية، والتي ظل التدريب فيها متواصلاً على العمليات الفدائية حتى تمت تصفية المتقدمين من 150 شخصًا إلى 40 فدائيًا نتيجة التدريب الشاق، حيث قاموا بتنفيذ عمليات في أهداف متحركة أولها في سنة 1969، أثناء حرب الإستنزاف، ورفع وقتها العلم المصري لأول مرة فوق سيناء». وأشار «قناوي»، إلى ان أصعب المواقف التي مر بها أثناء العمليات الفدائية التي شارك فيها وهي عملية اختطاف مدير المخابرات الإسرائيلية، حينما كان متجها إلى «أبو رديس»، والحصار الذي عانوا منه لمدة 36 ساعة وصعود «عبد الناصر» لرؤيتهم وتشجيعهم من الجانب الآخر. وعن إنقاذه لمقر الجيش الثالث، يقول: «تم اختياري بمهمة فدائية سرية خاصة داخل سيناء بدون سلاح، بعد طلب المقدم فتحي عباس، قائد المخابرات العسكرية، من قائد مجموعة منظمة سيناء، محمود عواد، ترشيح له أحد أفراد المجموعة للقيام بمهمة». وأوضح «المهمة كانت استطلاع تحركات تحركات العدو بدقة»، مشيرا إلى أنه كان يستخدم جهاز اللاسلكي لبث الرسائل بعد سماع النداء المتفق عليه من إذاعة صوت العرب عقب كل نشرة. وتابع: «اكتشفت موقع إسرائيلي سري يوجد به أربعة جنود يرصدون مقر الجيش الثالث، أثناء جمعي المعلومات بصحبة دليل أعرابي يساعده داخل دروب جبل عتاقة، وذلك بعد حادث ثغرة الدفراسوار»، متابعا أنه قام بتصوير الموقع وقدم الأفلام للقيادة بمقر الجيش الثالث، فقرر اللواء المرحوم عبد المنعم واصل، نقل مقر القيادة لموقع آخر وقام الإسرائيليون بشن هجوم كثيف على الموقع بعد مغادرته، وتم إنقاذ القيادة من كارثة محققة. ويتذكر «قناوي»، كلمات الزعيم جمال عبد الناصر، عندما ذهب إلى السويس في يوليو 1966، قائلا: «ما من بلد أرتبط اسمه بالتاريخ المصري مثل السويس، وتلتها بعدها بسنوات كلمات الرئيس السادات»، مؤكدًا أن السويس لم تدافع عن نفسها فقط بل عن كل مدينة مصرية.