• خبراء: المال والعصبيات ومطابخ الدولة فتحت الباب أمام أحزاب جديدة.. وحزب شفيق يدفع نتيجة الانقسامات.. والوفد تائه بسبب مواقفه كشفت النتائج الأولية فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، عن تصدر أحزاب سياسية جديدة السباق الانتخابى، فى وقت تراجعت فيه أسهم أحزاب أخرى كان متوقعا حصولها على حصة جيدة من مقاعد البرلمان المقبل. حزب المصريين الأحرار، الذى أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس بعد ثورة 25 يناير، يعد أكثر الأحزاب حضورا وثباتا بعد إعلانه خوض 65 مرشحا له لجولة الإعادة وفوز 5 آخرين بقائمة فى حب مصر، وهو ما يراه المراقبون «أمرا طبيعيا حيث اعتمد الحزب فى اختياراته على أصحاب الحضور الجماهيرى، إلى جانب المبالغ المالية الضخمة التى تم ضخها لحصد أكثرية برلمانية». أما حزب الوفد، أقدم الأحزاب الليبرالية فى مصر، فلاتزال حظوظه قائمة فى المنافسة بعد أن أعلن رئيس السيد البدوى وصول 35 مرشحا لجولة الإعادة وضمان فوز 5 مرشحين فى قائمة «فى حب مصر». واعتبر الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى عرضه لنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات أن «النظام الفردى يشجع على نجاح المرشحين الذين يتمتعون بالمال والعصبية، والنتائج الأولية تكشف أن الأحزاب ذات الإمكانيات المادية هى الأقدر على المنافسة». معايير السيد تنطبق على أحزاب مثل المصريين الأحرار والوفد ومستقبل وطن، إذ اعتمدت ترشيحاتهم على رأس المال والمرشحين الذين يتسلحون بالعصبية، لكن بشكل عام كان هناك ضعف عام فى إدارة الحملات الانتخابية على أرض الواقع. ورغم ذلك، فالسيد يرى أن «الوفد» لم يعد قادرا على الإمكانيات المادية، واستغلال شبكة المقار الانتخابية والعائلات الداعمة له، والإرث الانتخابى فى الاستحقاقات الماضية، مرجعا ذلك إلى مواقف الحزب غير الثابتة بين معارضة وموالاة، وهو ما يفسر أفول نجمه فى الانتخابات. «مستقبل وطن» بجانب المصريين الأحرار جاء حزب مستقبل وطن، الذى تأسس عقب ثورة 30 يونيو، على يد الناشط الشاب محمد بدران، ليحقق مفاجأة كبيرة بعد إعلانه نجاح مرشح له فى الوادى الجديد وخوض 48 آخرين جولة الإعادة، وهو ما يشكل علامة الاستفهام حول إمكانية نجاح حزب صاعد فى تحقيق هذه النتائج فى الانتخابات الأولى له. وإذا كانت هذه مفاجأة بالنسبة لكامل السيد، فالمحلل السياسى وحيد عبدالمجيد لا يراها كذلك، مفسرا ذلك بأنه «الحزب المصنوع فى مطبخ بعض أجهزة الدولة»، وفقا لتعبيره، نظرا لصعوده بعد ثورة 30 يونيو، وباعتبار محمد بدران أحد شباب حملة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات البرلمانية السابقة. وتابع عبدالمجيد: «الحزب ينافس بدعم رجال الأعمال والاعتماد على عدد من المرشحين السابقين عن الحزب الوطنى وهو ما يعزز من فرصه فى الانتخابات الحالية». كشفت النتائج الأولية أيضا غياب حزب الحركة الوطنية عن المنافسة فى السباق الانتخابى، فعلى الرغم من دفع الحزب ب250 مرشحا لم تعلن غرفة عمليات الحزب نجاح أحد مرشحيها أو خوضهم جولة الإعادة. وعزا وحيد عبدالمجيد تراجع الحزب الذى أسسه الفريق أحمد شفيق بعد خسارته للانتخابات الرئاسية أمام محمد مرسى فى العام 2012، إلى أن الناخبين لا يعرفون أن الحركة الوطنية هو حزب الفريق شفيق، وذلك رغم الكتلة التصويتية الكبيرة التى دعمت شفيق أمام مرسى قبل 3 سنوات. كما أشار عبدالمجيد إلى أن الحزب تعرض لانشقاقات قبل انطلاق العملية الانتخابية، منها استقالة صفوت النحاس ويحيى قدرى القياديين بالحزب، لافتا إلى أن شفيق لم يقدم الدعم الكامل لحزبه بعكس دعمه لمستقلين فى بعض الدوائر، وهو ما يجعلها نتائج منطقية. وإذا كان هناك أحزاب شكلت مفاجأة فى نسبة مرشحيها بجولة الإعادة، فإن خروج النور بخسارة دائرة غرب الدلتا هى المفاجأة العكسية فى شكل الخريطة الانتخابية. «جماهير حزب النور لم تذهب إلى الصناديق، حيث إنها لم تعد بالانضباط الذى كان سمة أنصار حزب الحرية والعدالة» هذا ما فسره كامل السيد بخسارة النور بقواعده فى الإسكندرية. كما خرجت أحزاب اليسار خالية الوفاض من الجولة الأولى فى الانتخابات، إذ لم يحقق ممثلو أحزاب التحالف الشعبى الاشتراكى والتجمع والشيوعى والمصرى أى نتائج إيجابية، ولم تعلن غرف عمليات الأحزاب خوضم جولات الإعادة فى أى من دوائر المحافظات ال14 التى أجريت فيها الانتخابات.