محمد: والدى اختفى منذ كارثة التدافع بمنى ولا مسئول يجيبنا.. وشادية ظلت تبحث عن صديقتها 6 أيام ووجدتها فى «ثلاجة الموتى» خلفت كارثة التدافع فى مشعر منى، التى وقعت أول أيام عيد الأضحى نتيجة تدافع مئات الحجاج، مئات من المفقودين والمختفين بينهم نحو 94 حاجا مصريا من مختلف البعثات، بحسب ما أعلنته البعثة الرسمية للحج منذ يومين. ترك هؤلاء المفقودون مئات الأسر التى لا تعرف شيئا عن ذويها الذين ذهبوا لأداء الحج ولم يعودوا، إذ يعانون منذ بداية الحادث من تخبط فى المعلومات المتاحة، وتباطؤ وارتباك حكومى فى الكشف عن مصير أبنائهم. محمد، ابن أحد الحجاج المفقودين والذى يدعى كمال عبدالفتاح، يقول ل«الشروق»: «لا نعرف شيئا عن والدى منذ صباح أول يوم عيد، كنا نهاتفه ثم بعد وقوع الحادثة أصبح هاتفه مغلقا باستمرار، ولم نعرف عنه أى شىء» حتى الآن. ويسكن كمال فى قرية المنيرة التابعة لمركز القناطر الخيرية فى محافظة القليوبية، وكان ضمن بعثة حجاج الجمعيات الأهلية، إذ سافر ضمن بعثة حج جمعية «تنمية المجتمع المحلى» بقريته. وبحسب محمد، فإن حجاج المجموعة التى كان معها والده، أبلغوا الابن بأن أباه تواجد فى مكان الحادث وقت التدافع، وأبلغ مشرف المجموعة عن تغيب الحاج كمال، عقب عودة الفوج من رمى الجمرات. يوضح محمد أنه «بعد بحث 3 أيام ومن خلال بعض معارفنا فى المملكة السعودية، استطاعوا أن يدخلوا حجرته فى مقر إقامته بفندق هيلتون مكة، فوجدوا بها بطاقة التعريف الخاصة به، أى أنه خرج بدون أى إثبات شخصية». وأضاف محمد: «تواصلنا مع المسئولين فى وزارة التضامن الاجتماعى، والسفارة المصرية بالسعودية، والخارجية المصرية، لمعرفة مصير أبى ولم يجبنا أحد، وكل ما نريده هو معرفة إن كان أبى حيا أم ميتا»، وتابع «لم اترك بابا، إلا وطرقته لمعرفة مصير والدى». «الشروق» حاولت التواصل مع مسئولى وزارة التضامن، وبعثة حج الجمعيات الأهلية، فى المملكة السعودية، إلا أن أحدا لم يجب. لأكثر من 5 أيام ظلت شادية صلاح، تبحت عن زميلتها سناء شحاتة، المفقودة منذ وقوع حادث منى، وفشلت فى معرفة مصيرها. سناء، كانت ضمن بعثة إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى، وفُقدت خلال حادث التدافع، وتقول شادية «منذ الحادث بحثنا عنها فى جميع مستشفيات منى وعرفات ومكة ولم نجدها »، موضحة أن اسمها لم يرد ضمن المتوفين فى كل هذه المستشفيات. حاوت شادية نشر صورة سناء وبياناتها عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، فى محاولة للبحث عنها وسط المصريين المقيمين فى المملكة، لكن دون جدوى. وقالت شادية: «بعد أكثر من ستة أيام، وجدناها فى ثلاجة الموتى بمجمع المعيصم للطوارئ بمنى، حيث توفيت نتيجة الاختناق عقب حادثة منى». وكان رئيس بعثة الحج وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، قال إن السلطات السعودية دفنت بعض الحجاج بعد أخذ عينة من الحامض النووى «DNA» لهم، ليتمكنوا من التعرف على هوية الحجاج فيما بعد. يذكر أن حادث التدافع أسفر عن وفاة 769 شخصا، وإصابة 700 آخرين من مختلف الجنسيات بحسب البيانات الرسمية السعودية.