بدأت فكرة وصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض عام 2000 ق.م، على يد الفرعون سينوسيرت الثالث وذلك عن طريق فرع النيل البيلوزى ثم تلاه الفرعون نخاو عام 610 قبل الميلاد ثم فى عهد الملك دارا الفارسى عام 510 ق.م ثم بطليموس فى عام 98 ق.م. قام الرومان بإعادة حفرها، وفى عهد عمرو بن العاص عام 641 ميلاديا قام بوصل البحرين تحت تسمية خليج امير المؤمنين، الا أن الخليفة العباسى أبوجعفر المنصور ردمها خوفا من وصول المساعدات لأهل المدينة الذين ثاروا على سلطته . ثم جاء نابليون ليقوم بدراسة اتصال البحرين مباشرة الا ان بعض مهندسيه قاموا بدراسات خطأ لتقدر ان منسوب البحر الأحمر يرتفع عن البحر الأبيض بتسعة أمتار. وبعد ذلك اكتشف دليسبس والد فرديناند بواسطة المهندس نجريللى هذا الخطأ وقام فرديناند بواسطة صديقه الخديو سعيد الحصول على امتياز حفر القناة بشروط مجحفة للغاية بالنسبة لمصر وبعد وفاة سعيد تولى الحكم الخديو إسماعيل واستخدم السخرة فى حفر القناة بواسطة 250 ألف عامل يوميا وكان اجر العامل فى اليوم 2: 3.5 قرش وتم حفرها فى عشر سنوات واستخدمت آلات الكراكات فى نهاية المدة مات فى خلالها 25 ألف مصرى وساعد فى وفاتهم انتشار الكوليرا حتى إن إسماعيل هرب منها إلى الأستانة . اما حفل الافتتاح فكان حديث العالم اذ استدعى الخديو اسماعيل 500 طاهٍ وألف خادم من أوروبا ودعى 6000 شخص على رأسهم الإمبراطورة اوجينى وكانت خطابات الدعوة مكتوبة على جلد فيل وتكلف الحفل ما بين 1.4: 2 مليون جنيه استرلينى وبدأ مرور السفن وكان أولها السفينة ايجل وعليها الإمبراطورة اوجينى يتبعها اليخت المحروسة والسفن الأخرى واستمرت الرحلة ثلاثة أيام وسط الاحتفالات الضخمة. وبذلك أصبحت مصر مدينة بدلا من دائنة. فى عام 1956 أعلن جمال عبدالناصر قرارا بتأميمها واشتعلت حرب 1956 وهذه الحرب انتهت بالإنذار الأمريكى ثم الروسى وبدأ انسحاب الغزاة وقامت الأممالمتحدة بالإشراف على تطهير القناة (غرقت فيها 40 سفينة ) وإعادتها للملاحة ثم استمرت الهيئة فى مشاريع اتساع قناة السويس كما هو فى الرسم المرفق إلى أن قامت حرب 67 واغرق فيها أكثر من 40 سفينة واستمرت الحرب حتى عام 1973، وهنا أود أن اذكر المساعدات القيمة التى قامت بها الهيئة وشركاتها لخدمة القوات المسلحة، وبعد ذلك قامت الدول الكبرى الأمريكية والانجليزية والفرنسية ثم الاتحاد السوفييتى بمساعدة الهيئة وتم تطهير قناة السويس تحت إشراف الدولة المصرية وتم انتشال العشرات والمئات من الذخيرة والمعدات العسكرية حتى الطائرات بجانب السفن الغارقة كما قامت الهيئة بإزالة السد الذى أقامته إسرائيل لعبورها إلى الشرق. قمت بعد ان تخارجت من قناة السويس بالكتابة والكثير من المقابلات التليفزيونية أدعو لأن تقوم الهيئة بتحويلها إلى مؤسسة اقتصادية وليست ترعة ملاحية فى 15 مشروعا منها إنشاء ترسانة ضخمة لإصلاح وبناء السفن وتموين 20 ألف سفينة تعبر القناة سنويا بالوقود والمياه إلى آخره وإنشاء موانئ للحاويات وكذلك التصريح للسفن النهرية بالمرور بالقناة لنقل البضائع من والى القاهرة وعشرات المشاريع الأخرى، وقد ايدنى فى ذلك المؤتمر السنوى لجمعية الإدارة بالإسكندرية بتاريخ 17/10/2010 ورأت ان عدم تنفيذ هذه المشاريع يسبب خسائر لمصر قدروها ب 35 مليار دولار فى السنة الا ان مستشار رئيس الهيئة الدكتور عبدالوهاب حجاج اعترض على ذلك لأسباب بيروقراطية . وأعود للمشروع والذى يتم فى محور قناة السويس وأنا أؤيده بشدة أما عن التقدير الذى يقول أن عدد السفن سيزيد إلى 93 سفينة فأنا لا اميل إلى هذا الرأى واتوقع زيادة عدد السفن العملاقة التى تمر فى القناة فقط، واذكر المسئولين بما حدث عام 2008 – 2009 عندما انخفض إيراد قناة السويس إلى 4.7 مليار دولار بدلا من 5.1 مليار دولار فى عام 2007 نتيجة انخفاض الاقتصاد العالمى، وتتوقع مؤسسة ميريل لينش تراجع الاقتصاد العالمى حيث بدأ فى الصين بنسبة 7.3% وسيؤثر ذلك على اقتصاد أوروبا مما سيؤثر فى انخفاض العائد السنوى لقناة السويس. أما بخصوص ظهور قناة ملاحية فى شمال روسيا بسبب الاحتباس الحرارى لمدة 4 أشهر فإنه غير مؤثر حيث كان مرور 142 سفينة فقط خلال عام 2014 وأتوقع أن هيئة قناة السويس ومشاريعها ستبدأ فى زيادة عائداتها للبلد فى الفترة من 3: 10 سنوات قادمة.