أيا كان مصدر الإلهام فى أغانى البيتلز، فقد أشارت دراسة ظهرت حديثا إلى أن البيتلز ربما ساعدوا على التقليل من الفجوة بين الأجيال فى أمريكا فى الوقت الحالى. وقد يرجع ذلك إلى المزيج الجميل بين الخوف والأمل فى أغنية بول مكارتنى when Iam 64 (عندما أكون فى الرابعة والستين) وهى قصيدة تتحدث عن العَجَز، وقد كتبها عندما كان مراهقا، أو قد يكون عائدا إلى التفاؤل الهادئ فى Here Comes the Sun هنا تأتى الشمس. لم يؤد البيتلز بالطبع إلى تجاوز الفجوة تماما، حيث لاتزال توجد اختلافات بين الكبار والشباب. لكن مع ذلك أشار مسح أجراه مركز أبحاث بيو إلى أن حدة العداء المستحكم الذى كان يميز تفاعل الأجيال فى الستينيات قد خفت. وقد أعلنت نتائج هذا المسح الأربعاء الماضى، وهو بالمصادفة يوافق مرور أربعين سنة على مهرجان وود ستوك الموسيقى. وأوضح البحث أنه «يوجد اليوم اتفاق أوسع عبر الأجيال بشأن أحد مجالات الثقافة الأمريكية الذى كان فى الستينيات مجالا للصراع، وهو الموسيقى. فقد أصبحت جميع الفئات العمرية بين 16 و64 سنة يستمعون إلى الروك آند رول أكثر من أى نمط موسيقى آخر، فى حين يفضل من هم فوق ال65 سنة الموسيقى الريفية. ويأتى ترتيب البيتلز بين الفرق الأربعة المفضلة لدى كل الفئات العمرية بين 16و64. ومن الأمور المدهشة التى اكتشفها المسح أن عدد الأمريكيين الذين يجدون اختلافات كبيرة فى وجهات النظر بين الشباب وكبار السن زاد قليلا على نظيره قبل 40 عاما. لكن بول تايلور، مدير مركز أبحاث بيو أشار إلى أن «الأجيال الحالية استطاعت أن تجد طرقا تمكنها من الاختلاف دون أن تجعلها تبدو كريهة. فلم تعد هذه الأجيال تحارب بعضها البعض». وقد قال 19 % من الأجيال الأكبر إنهم عندما كانوا مراهقين، كانوا يختلفون مع الوالدين اختلافات كبيرة، بينما قال 10 % إنهم يواجهون مشكلات مع أبنائهم تماثل تلك التى كانوا يواجهونها مع الوالدين. وقد وجد المسح أن 26 % قالوا إنه توجد أعداد ضخمة بين الأجيال فى أمريكا وهو ما يقل كثيرا عن الذين أشاروا إلى الصراعات بين السود والبيض، والأغنياء والفقراء، والمهاجرين وأهل البلد، حيث بلغت نسبتهم 39 % و47 %، و55 % على التوالى. ويقول الأمريكيون من جميع الأعمار إن الأجيال الأكبر لديها قيم أخلاقية وأخلاقيات مهنية أفضل من الأجيال الأصغر، لكن الأجيال الأصغر أكثر تسامحا إزاء الأجناس الأخرى (وأصبحنا نجد بين السود اختلافات بين الأجيال فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية والرؤى السياسية واحترام الآخرين). ويتساءل المسح «هل المراهقون وآباؤهم لا يتعاركون اليوم كما فى السابق لأنه عندما تتأزم الأمور، دائما ما يهدأ الطرفان عند الاستماع إلى لحن من ألحان البيتلز؟» ولكن كما يقول الباحثون دائما، يحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسة. وقد أضاف تايلور فى هامش المسح «لقد تأثرت عندما رأيت يوما ما صورة البيتلز فى حجرة ابنتى المراهقة».