• محمد كمال: النخبة المدنية شاركت فى تمكين الإخوان قال السيد ياسين، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه فى أعقاب ثورة 30 يونيو، وبعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، جددت الدولة المصرية نفسها وأصبحت تنموية بشكل يفوق التنمية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. ولفت إلى أن الأزمة الحقيقية، التى تواجه الدولة فى الوقت الحالى، هى أن الدولة تجددت ولكن لم تتجدد الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنى والنخبة السياسية، مشددا على ضرورة أن تجدد الأحزاب نفسها حتى تصبح تنموية. وأكد ياسين خلال كلمته بالندوة التى عقدت، أمس، بمقر المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية، تحت عنوان «قراءة فى نمط ومحددات علاقة النخبة المصرية بالرئيس»، على ضرورة وضع رؤية استراتيجية واضحة فى الوقت الحالى، يقوم على وضعها خبراء ومتخصصون، وتعرض للحوار المجتمعى، مؤكدا أن عدم وضوح الرؤية الاستراتيجية يؤدى إلى حدوث ارتباك ويصنع توجسات لدى البعض خاصة رجال الأعمال. وتابع: هناك العديد من الناس يعترضون على موضوع العاصمة الإدارية الجديدة لعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية للمشروع، إضافة إلى عدم طرحه على المجتمع المدنى.. وقال ياسين إن هناك نوعين للنخب فى مصر: الأولى هى النخبة السياسية، وهناك ما سماه بوجود حالة من «التوجس»، فى العلاقة بينها وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى بسبب وجود رقابة كبيرة عليها فى أعقاب ثورة 25 يناير، على عكس ما كان يحدث فى الماضى فى عصر مبارك، والذى كانت النخبة السياسية لها اليد العليا البلاد. والنوع الثانى: نخبة رجال الدولة التى أصبحت متوجسة أيضا بعدإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى الثورة على الفساد، وإلقاء القبض على وزير الزراعة صلاح هلال فى ميدان التحرير، والقبض على حمدى الفخرانى رئيس مكافحة الفساد الذى وصفه بالمصيبة الكبيرة. ويرى أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع السياسى، وعميد آداب القاهرة، أن مفهوم النخبة حدث له نوع من الخفوت، بسبب كثرة الكلام الذى أثير حوله من الإعلام والشارع، وأدى ذلك إلى ظهور نخب جديدة مثل؛ النخب الجدالية، والاحتجاجية، الأمر الذى قد يؤدى إلى موت السياسة فى مصر. وتساءل زايد هل النخب سيكون لها القدرة على التخلص من الفساد والتحول الديمقراطى بالتوازى مع التنمية لتفادى حدوث فوضى مجتمعية أم لا، مشيرا إلى أن تأييد النخبة الحالية للرئيس السيسى سوف يستمر. واستبعد فكرة سيطرة السلفيين على مجلس الشعب، قائلا: هناك عداء موجود على الساحة من النخبة الموجودة ضد السلفيين والإخوان، ويستحيل سيطرة السلفيين أو عناصر التيار الإسلامى على مجلس الشعب، لأن العداء قوى بين هذه التيارات والقاعدة الشعبية». وقال محمد كمال استاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة خلال الندوة: لعبت النخبة المدنية دورا فى تمكين الإخوان سابقا بدخولها فى تحالفات انتخابية معها، مشيرا إلى أن هناك قناعة بأن النخبة السياسية فى مصر ضعيفة وليس لها تأثير. ومن جانبه قال الكاتب الروائى والباحث السياسى الدكتور عمار على حسن، إن خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى النخبة السياسية، دليل على إدراك السلطة لأهمية هذه النخب فى النهوض بمصر، مشيرا إلى أن مصطلح النخبة صار سيئ السمعة فى السنوات الأخيرة بفعل فاعل رغم أن الأمم لا تتقدم إلا بنخبها، متابعا: لأن العارفين فى كل المجتمعات هم من بوسعهم أن ينتشلوا هذه المجتمعات.