في ندوة «البئر».. أنعام محمد علي ل«مخرج الفيلم»: «أبكيتني.. وشعرت بغيرة منك»

«لطفي بوشوشي»: بكاء الحضور أثناء العرض أكبر جائزة حصلت عليها
اختلط عرض الفيلم الجزائري «البئر»، خلال فاعليات الدورة 31 لمهرجان الإسكندرية السينمائى، بأصوات بكاء الجمهور، الذى تفاعل مع القصة الإنسانية، التى تدور أحداثها بإحدي قري الجزائر نهاية خمسينات القرن الماضي قبل الاستقلال.
فيلم «البئر» يعد التجربة الأولي للمخرج لطفي بوشوشي، الذي وصف في الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم، بكاء الجمهور خلال العرض بأكبر جائزة، قائلا: وحملت لي معاني كثيرة، أهمها تفاعلهم مع الحدث، وأن رسالتي وهي الغلبة دوما للحق والإنسانية مهما كان الطريق صعب وغير ممهد قد وصلت لهم.
وعن تجربته مع «البئر» يقول «بوشوشى»: لقد حرصت الا يتحدث أبطال العمل بلهجة تشير لقرية بعينها أو ملابس لبلد بعينها، إيمانا منى أن القصة هي أكبر من ذلك، ووارد حدوثها في أي مكان بالعالم، فرغم أن الأحداث تدور في نهاية الخمسينات إلا أن البعض اعتبر أن الفيلم يرصد حال الدول التي لا تنعم بالإستقرار وبحاجة إلي تحقيق إرادتها.
يضيف «بوشوشى» رغم أن هذه هي تجربتي الإخراجية الأولي مع الفيلم الروائي الطويل، لكني قدمت أعمالا وثائقية عديدة اثقلت موهبتي وجعلتني اتمكن من التعامل مع الأطفال بمواقع التصوير وكان هناك تجاوب شديد منهم. طوال ال 6 أسابيع مدة التصوير والتى تم تخفيضها من 8 أسابيع لعدم وجود سيولة كافية.
من جهتها قالت المخرجة أنعام محمد علي خلال كلمة لها بالندوة: لقد أبكيتني وشعرت بغيرة شديدة منك، أنت تقدم فيلما رائعا رغم أنه تجربتك الأولي ، وأتمني من المخرجين الشباب الذي يلهثون وراء السينما التجارية أن يشاهدوا فيلمك ربما يتغير مسارهم، .. قدمت قصة إنسانية جميلة، ونجحت في اختيار الممثلين الذين ابدعوا في أدوارهم كبار وصغار، كما أنني أهنئك علي اختيارك للموسيقي.
«البئر» يحكى قصة عن ثلاثة شيوخ ومجموعة من النساء والأطفال بعد أن غادر رجالهم لمحاربة المحتل الفرنسي، الذي قام رجاله بمحاصرة هذه القرية بعد أن ضبط محاولة لتهريب أسلحة، وقام المحتل بتحديد إقامة أهل القرية وقتل كل من يحاول عبور الكبري الذي يفصلهم عن الماء، ليتعرض النساء والشيوخ والأطفال لعطش شديد، وعندما لا يكون مفر أمام أهل القرية سوي عبور الكبري المؤدى إلى الماء، يتعرضون للقتل واحد تلو الآخر في ظل اصرار شديد من جانبهم لتحقيق إرادتهم.