تمثل مدينة الفسطاط الجديدة، المملوكة لشركة المعادى للتنمية والتعمير والممتدة على مساحة 800 فدان نموذج لإهمال المسئولين فى مصر وإهدار المال العام. ويتمثل إهدار المال العام فى تباطؤ الشركة فى إكمال المخطط العام للمدينة والذى بدأ العمل فيه منذ 1992 ولم يكتمل حتى الآن، وكذلك فشل الشركة فى بيع الوحدات السكنية الجاهزة نتيجة تغيير سياسة التقسيط والمبالغة فى الأسعار على الرغم من تدنى مستوى الخدمات فى المدينة، مع العلم بأن موقع المدينة القريب من وسط القاهرة كفيل بضمان سرعة بيع الوحدات إذا ما قامت الشركة بدورها فى استكمال رصف وتشجير الطرق الداخلية وعمل صيانة دورية للمرافق والتعامل معها ك«كومباوند». وعلى الرغم من اهتمام الدولة بتطوير المنطقة وقيام السيد رئيس مجلس الوزراء بافتتاح طريق الخيالة بعد تطويره ورصفه، وافتتاح دار الوثائق القومية الجديد ومتحف الحضارة المصرية، إلا أن الجانب الآخر من الطريق مازال محتفظا بعشوائيته، وإلى الآن لم يتم نقل المنطقة العشوائية (بطن البقرة) وهى عبارة عن عشش ومنازل صغيرة على أرض تملكها شركة المعادى طبقا للقرار الجمهورى رقم 1187 لسنة 1972، لكن الشركة غضت الطرف عنهم وتكاسل المسئولون فيها عن القيام بواجبهم واسترداد الأرض المقدرة بمئات الملايين. المؤسف حقا أن المشكلات فى مجملها بسيطة وحلها غير مكلف ولكنها بحاجه إلى تجاوز البيروقراطية والتعامل مع المشروع بفكر القطاع الخاص، ذلك أن مشكلات المدينة تتلخص فيما يلى: يقوم بعض المقاولين بترك أكوام من مخلفات البناء فى شوارع المدينة دون محاسب أو رقيب. أخيرا بدأنا نعانى من انقطاع أو ضعف المياة طوال النهار مما اضطر حتى سكان الأدوار الأولى بتركيب مواتير مياه، ويقال إن سكان المنطقة العشوائية هم السبب لسرقتهم خط مياه. انتشار الكلاب الضالة خصوصا فى المجاورة الثامنة رغم البلاغات المقدمة لحى مصر القديمة . عدم وجود سور للمدينة يعرض أمن سكانها للخطر خاصة فى وجود المدينة بجوار عزبة خيرالله وبطن البقرة. تراخى شركة المعادى فى استرداد أرضها من سكان منطقة بطن البقرة العشوائية والتباطؤ فى الانتهاء من المشروع مما أثر بالسلب على بعض الخدمات مثل الغاز الطبيعى (لم يتم توصيله للمجاورة الثامنة بسبب استمرار بعض الأعمال الإنشائية من قبل شركة المعادى وقال مسئولون فى شركة الغاز أن التوصيل سيتم بعد استكمال بناء العمارات). وأخيرا نناشد كلا من السيد المهندس رئيس مجلس الوزراء والسيدة وزيرة العشوائيات والسيد رئيس مجلس إدارة شركة المعادى للتنمية والتعمير والسيد رئيس حى مصر القديمة بالاهتمام بالمدينة لتصبح نموذجا يعبر عن توجه مصر فى المرحلة الحالية فى عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى. سكان مدينة الفسطاط عنهم محمد عادل