يدخل معدن الماغنسيوم فى أكثر من ثلاثمائة عملية حيوية مهمة من عمليات الهدم والبناء والتمثيل الغذائى التى يقوم بها الجسم. يلعب دور الساحر الماهر الذى يحكم قبضته على كل الخيوط فى آن واحد وإن كنت لا تلمح إلا بعضا من ملامحه طوال العرض كله. تستقر نسبة خمسين بالمائة من كمية الماغنسيوم فى الجسم فى العظام، بينما يتوزع الجزء الباقى بين خلايا وأنسجة الجسم المختلفة ولا تظل إلا نسبة واحد بالمائة فقط تدور بحرية فى الشرايين، لذا فنقصه أمر يعلن عن نفسه بوضوح إذا ما حدث. للدلالة على أهمية تلك النسبة الضئيلة الفعالة من الماغنسيوم لنا أن نعلم أنها مسئولة عن ثبات السيال الكهربى للقلب تحميه من نوبات عدم انتظام ضرباته. أيضا عن الحفاظ على ضغط الدم فى صورته الطبيعية إلى جانب الوقاية من مرض السكر بالمساهمة فى تنظيم إفراز شحنات الأنسولين من البنكرياس. من العلامات الأولية لنقص فقدان الشهية والرغبة فى القىء والتعب لأقل مجهود وضعف العضلات وإذا ما استمر نقصان الماغنسيوم تطور الأمر لفقدان الإحساس بالأطراف واضطرابات إيقاع القلب بل والاضطراب النفسى. نقص الماغنسيوم قد يحدث لقلة ما يتناوله الإنسان من أطعمة غنية به لكن الأكثر شيوعا هو نقصه نتيجة عدم امتصاصه فى الأمعاء لمرض بها أو تسربه عبر الكلى نتيجة تناول بعض الأدوية كمدرات البول أو المضادات الحيوية أو أدوية علاج السرطان أو إدمان الكحوليات. يحتاج الإنسان البالغ إلى 350 ملى جرام من الماغنسيوم ربما زادت قليلا للمرأة الحامل أو أثناء الرضاعة الطبيعية. المصادر النباتية أكثر غنا من الحيوانية بعنصر البوتاسيوم فيأتى البلح والتين على رأس القائمة التى تشمل اللوز والكاجو والفول السودانى وبذور عباد الشمس ومنتجات الصويا واللوبيا والفاصوليا والعدس أيضا السبانخ والبسلة والموز والحبوب الكاملة وأهمها القمح.