فى ثلاثينيات القرن العشرين، قام إلتون مايو، بتقسيم العمال فى مصنع فى شيكاغو، وأدخل تحسينات فى الإضاءة بالنسبة لمجموعة من العمال فى ورشة دون المجموعة الأخرى، ولكنه لاحظ ارتفاع معدل إنتاج جميع العمال، وعندما خفض الإضاءة لم تتأثر الإنتاجية لدى المجموعتين، فاستنتج أن إنتاجية العمال لا تتعلق بالعوامل المالية والمادية فقط، بل تتعلق أيضا بعوامل اجتماعية، كالصداقة داخل محيط العمل، وبمدى شعور العمال بالأهمية. بهذه التجربة وشبيهاتها، أسس «مايو» مدرسة العلاقات الإنسانية فى علم الإدارة، كرد فعل لإهمال النواحى النفسية والاجتماعية عند العمال من قبل مؤسسى علم الإدارة «فايول وتايلور». وركزت مدرسة «مايو» على الاهتمام بالإنسان كإنسان من خلال اتصاله وتفاعله مع الجماعة، واثبت مايو وتابعيه أن العلاقات الاجتماعية والعوامل النفسية لها دور كبير فى زيادة الإنتاجية وهذا عبر عدد من التجارب عرفت بتجارب هاوثورن، على اسم المصنع الذى شهد التجربة فى شيكاغو.
ورغم مرور 70 عاما على هذه التجارب، وتأكيد نتائج هذه المدرسة، قامت مؤسسة جالوب بإجراء استطلاع رأى عن مدى انتماء العاملين لمؤسساتهم وحبهم لها، ووجدت أن 13% فقط من عمال العالم يشعرون بالانتماء لمؤسساتهم، و63% غير مرتبطين بالمؤسسة، و24% يشعرون بالانفصال عن المؤسسة، ما يجعل ضرر استمرارهم فى العمل أكبر من فائدته. ويتعارض هذا مع رؤية المؤسسة الدولية التى تؤكد على أن توفير بيئة عمل جيدة وجاذبة، مع زيادة انتماء العاملين، يدعم المؤسسة ويجعلها أقدر على المنافسة فى سوق عالمية تتسع وتزداد شراسة. اقرا ايضاً: منظمة العمل الدولية: سخط العمال مرتبط بغياب الحريات النقابية كيف تعرف درجة انتماء الموظفين للمؤسسة؟ توافر «الوظائف الجيدة» مقياس قوة الاقتصاد العمال المخلصون يحمون شركاتهم من الانكماش والاضطرابات والحوادث والفساد