قال المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق وصحيفة «الشروق» ونائب رئيس الاتحاد العالمى للناشرين إن الصحيفة هى جريدة قومية حرة مستقلة وليست معارضة أو حكومية. وأضاف المعلم فى حوار موسع مع الإعلامى تامر أمين مقدم برنامج «البيت بيتك» أنه فخور بالشروق وتجربتها الإنسانية الثرية خلال الشهور الستة الماضية. وأكد المعلم فى أول حوار موسع عن تجربة «الشروق» أن إصدارها جاء بحكم المسئولية الثقافية والوطنية، وتسعى أن تكون جريدة لكل المصريين والعرب، ولذلك لديها اتفاقيات مع صحف عالمية كبرى، كاشفا أن الكاتب الساخر أحمد رجب اتصل به مهنئا بأول انفراد عالمى فى الصحافة المصرية عندما نشرت «الشروق» قصة الغارات الجوية على السودان. كما كشف المعلم أن سلامة أحمد سلامة رئيس مجلس التحرير بالشروق لم ينشر مقالا لشقيقى حتى يرسى قاعدة فى العمل الصحفى بالمؤسسة. وقال المعلم إن المجال مايزال مفتوحا لإصدارات صحفية جديدة بحكم أن الصحف المصرية توزع أقل من 7٪ من عدد السكان، منتقدا قانون نقابة الصحفيين الذى يمنع المحررين من امتلاك أسهم فى الصحف التى يعملون بها. وفى بداية اللقاء علق المعلم على المقدمة التى قالها مقدم البرنامج تامر أمين عن مصطلح «بيزنس» مشيرا إلى أن لديه اعتراضا كاملا على المصطلح قائلا: أرى أنها كلمة ليس لها معنى ولا تستخدم إلا فى السخرية وهى كلمة غير مفيدة. وعن جريدة «الشروق» قال إنه على الرغم من أننى رئيس مجلس الإدارة لكن وفقا للقانون المصرى لا يستطيع فرد بمفرده امتلاك صحيفة أو أن يقر بذلك لأن القانون ينص على أن كل فرد وحتى عائلته من الدرجة الثانية لا يمتلك أكثر من 10% ولذلك هى مجموعة من المساهمين وهذا الموضوع يحتاج لإعادة نظر كاملة وهى بدعة غير موجودة فى العالم. وعن نسبة الصحيفة لشخص رغم وجود مساهمين قال المعلم: هذه عادة موجودة فى كل تفكيرنا حتى فى التفكير السياسى ويجب أن يكون هناك مسئول مجلس إدارة عن الشركة وعن التوجهات وبعد ذلك هناك رئيس التحرير، وفى جريدة «الشروق» هناك تقليد جديد نرجو استمراره فهناك مجلس تحرير ورئيس مجلس التحرير وأربعة رؤساء تحرير. وأضاف أن فكرة الشخصنة تعتبر عيبا فمثلا هناك فى الأدب كاتب واحد وفى الإبداع مبدع واحد وحتى فى الشعر، وحتى المنتخب المصرى مثلا لا يصح تسميته تحت اسم شخص. وبالنسبة ل«الشروق» قال المعلم: هناك مجلس إدارة مسئول وقانونيا هناك رئيس التحرير عبدالعظيم حماد هو المسئول عن الجريدة وهناك رئيس مجلس التحرير الأستاذ سلامة أحمد سلامة، ومجلس التحرير يتكون من جميل مطر وحسن المستكاوى وهانى شكرالله يستطيع كل واحد منهم إنشاء صحف. وعن المسئولية التحريرية قال المعلم إن أى خطأ تحريرى يحاسب عليه رئيس التحرير ومجلس التحرير مسئول عن استراتيجيات الجريدة والأهم من ذلك أن هذا المجلس هو نموذج للصحفيين الشباب بالصحيفة، فبعد أول اجتماع بعد الحصول على الرخصة بسنة ونصف السنة قلت للصحفيين: إنكم لديكم فرصة ذهبية لوجود مجلس تحرير من عمالقة الصحافة فى مصر. وردا على سؤال لماذا حاول إبراهيم المعلم الاشتراك والإسهام فى عمل جريدة قال: أنا أعمل بالنشر منذ فترة كبيرة ودار الشروق بدأت منذ الأربعينيات ومن عشر سنوات أصدرت مجلة «الكتب وجهات نظر» وهى مجلة تعنى بالكتب وأفكار العالم من خلال الكتب وكان شعار المجلة أفكار العالم بحروف عربية وإحدى وسائلها وجود جريدة يومية تنقل هذا المحتوى وهو المحتوى الفكرى والثقافى وإعلامى وخبرى، ولكن الجريدة الآن فى مصر تمر بظروف المجتمع الذى يمر بمرحلة من التحولات ومن الظروف الداخلية والخارجية فيها قدر من المخاطرة ومن المجازفة، وقررنا بحكم المسئولية الثقافية والوطنية أن نتصدى لما فى ذلك من مخاطر، ودورك الثقافى والحضارى أن تتحمل فى سبيل معرفة أكثر وفى سبيل المستقبل. أضاف المعلم أن جريدة «الشروق» هى جريدة قومية حرة مستقلة، وأن فى العالم كله مسألة الصحف القومية انقرضت ولم تكن موجودة وهى بدعة فى وقت من الأوقات، وهى جريدة قومية فى توجهاتها وهى للبلد بأكمله. أما موضوع الكسب المادى فالجزء الثقافى والحضارى أهم بكثير من الجزء الاقتصادى. وعندما تكمل نشاطك الثقافى والفكرى وتحافظ على النجاح الاقتصادى فهذا هو النجاح لأن النجاح الاقتصادى معناه أنك وصلت بالفعل للقراء وأنت هدفك كناشر تقوم بإصدار كتاب أو جريدة أو نشر إلكترونى لاستقطاب أكبر عدد من القراء وكلما وصلت لعدد كبير من القراء تكون الدائرة الاقتصادية قد اكتملت، وإذا الصحافة لم تكسب بعد العمل لسنوات فهناك مشكلة مجتمع ككل وليس بالصحافة فقط. وعن معنى كلمة صحيفة مستقلة أكد المعلم أن جريدة «الشروق» مستقلة بمعنى أنها غير تابعة للحكومة أو أى حزب من الأحزاب ولا نقابة من النقابات ولا ضدهم، وأنا كنت مسافرا بمصر للطيران فوجدت بائع الجرائد فسألته عن جريدة «الشروق» فقال لى المعارضة موجودة تحت، وهذا غير صحيح بالمرة. وأضاف أن الاستقلال فى مصر هو عدم الاتباع لأى جهة من الجهات ومن يحدد ذلك هو القارئ، خاصة أن المجتمع المصرى لديه شك فى كل شىء. وكشف المعلم أنه قبل صدور جريدة «الشروق» كانت هناك جلسات وحوارات مع كبار الكتاب والأساتذة فى الصحافة بمصر من مختلف الاتجاهات، كما كانت هناك جلسات مع كبار الصحفيين والناشرين فى العالم فكانت هناك جلسة مثلا فى ألمانيا مع هوتسبنج وهو صديق شخصى لديه سبع صحف قومية و20 جريدة محلية ولديه 40 دار نشر فى ثمانين دولة فى العالم. إلى جانب أن عدد الجرائد التى تطبع وتوزع فى مصر أقل من 7% من عدد السكان وما زال المجال مفتوحا وجريدة «الشروق» موجودة على الإنترنت الذى يدخله عشرات الآلاف يوميا، وفى يوم من الأيام ستجد الصحافة العالمية تقوم بعمل فكرة جديدة إما النشر الإلكترونى بالإعلانات أو الدخول على الموقع سيكون بالمقابل المادى. ومصطلح الصحف الخاصة فى العالم كله ليس به صحف حكومية إلا قليلة والصحف الخاصة هنا فى مصر تابعة لشركات مساهمة وهى تضم أشخاصا من فئات مختلفة، وهناك أمل وحلم أن تكون هناك نسبة ملكية للصحفيين لأنه من غير المعقول أن قانون نقابة الصحفيين يمنع الصحفيين من المشاركة ولو ب2% فى الصحف التى يعملون بها، بينما يسمح لأى شخص مهما كانت مهنته حق الامتلاك، وهل هناك فى العالم كله طبيب لا يستطيع المساهمة فى المستشفى الذى يعمل به؟ وعن وصف جريدة «الشروق» بأنها محسوبة على المعارضة قال المعلم إن هذا الكلام خطير لأنه استفتاء ونحن الآن فى الصحيفة لنا 6 شهور نتابع ردود القراء، وكونا رأيا عاما واحتراما وثقة ومصداقية كبيرة جدا فى مختلف الجهات من الشخصيات المستقلة ومن جهات مسئولين كبار وهى إحدى الجرائد الصحفية المحترمة وصاحبة المصداقية والتى تسعى للتقدم وتسعى للفكر والرأى الحر وتفصل تماما بين الآراء وبين الأخبار. أضاف المعلم «أنا فخور بهذه الصحيفة لأنها لديها اتفاقيات مع صحف عالمية تحترم فيها حقوق الملكية الفكرية وتحترم فيها التقدم العالمى فى الصحافة مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست والجارديان». وعن الفارق بين التوقعات والواقع بشأن «الشروق» قال المعلم إنه بالنسبة للأسماء العملاقة فتظهر لما تكتبه من رأى ومن مقالات ومن قيادات لكن المحتوى الخبرى هو مستوى الأخبار التى تحدث فى البلد والقارئ الذى للأسف اعتاد على الأخبار المحلية فتحنا له نوافذ إلى جانب ما يحدث فى بلده على اختلاف وجهات النظر على مختلف الصراعات بين جهات حكومية ومصر، وفتحت «الشروق» نوافذ على العالم العربى وعندما حدثنى الكاتب الصحفى أحمد رجب وعبر عن سعادته بالصحيفة وقال إننى لم أنم طوال الليل لقد أنجزت «الشروق» انفرادا... لدينا 50 سنة من العمل الصحفى لم نقم بانفراد صحفى عالمى مثله، عندما انفردت «الشروق» بقصة الغارات الجوية على السوادن ونقلت عنها كبرى الصحف العالمية رغم أن بعض الصحف المصرية لم تفعل ذلك. وأكد المعلم أن «الشروق» لم تقم بسبق صحفى على حساب المصداقية لأن المصداقية أهم من السبق الصحفى والصحافة الآن أصبحت مختلفة لوجود وسائل تكنولوجية حديثة تنقل الأخبار كل لحظة، وفى الغالب تسبق هذه الوسائل إلا فيما ندر مثل قيام «الشروق» بالكتابة عن موضوع مثل السودان قبل نقله فى التليفزيونات ووكالات الأنباء. وقال المعلم: إنه لم يستخدم منصبه مطلقا للتأثير على المحتوى الفنى ولا أى أحد من المساهمين، كاشفا أنه «حدث مرة وأرسل أخى مقالة للجريدة للنشر وأثناء الاجتماع رفض الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة نشر هذه المقالة ليكون هناك مبدأ ولا يظن أحد من الملاك أو مجلس الإدارة أننا سننشر له هذه المقالة رغم أنها جيدة ولم يقم أخى بأى رد فعل، ولم يسألنى عما حدث. وأضاف أن مصر تستحق أن تكون لها مكانة صحفية وعالمية وجريدة تمثل الرأى الحر والانفتاح الحر وتمثل كل الألقاب والسياسات وهى جريدة تنظر للمستقبل أكثر مما تنظر للماضى. وتوضيحا لما قاله المهندس صلاح دياب بأن إبراهيم المعلم كان مفترضا أن يكون معنا فى تأسيس «المصرى اليوم»، قال المعلم: «كان هناك تفكير فى أول الأمر وأنا صاحب فكرة أن تكون الجريدة يومية بعد أن كانوا يريدون أن تكون جريدة أسبوعية، ولكن طريقة تفكيرى وأنا أعمل بالنشر منذ فترة كبيرة وهى صناعة بطيئة وتختلف قليلا ولم أكن بالسرعة التى يريدونها، ولم يكن السبب هو امتلاك وعمل جريدة «الشروق» لأن الموضوع لم يكن فى خاطرى فى هذه الفترة، وكان تفكيرى أن يكون هناك مجلس أمناء من كبار الصحفيين، وهم الذين يقومون بوضع الأفكار وأن يكون هناك مجلس تحرير يضع سياسة واضحة فى كل شىء وكنت أتمنى وجود قاعدة ثابتة ننطلق على أساسها. وعن صراعات الصحف قال المعلم إنها مرحلة ستتغير لأن هذه صحافة وليدة ولا بد من إرساء عدد من التقاليد والتعاون. وعن الرواتب والمكافآت فى «الشروق» فال المعلم: أنا قمت بذلك لثلاثة أسباب، فأرى أن هذا هو النصيب العادل وإذا تحسنت الظروف الاقتصادية يجب أن تكون أفضل من ذلك لأننا فى النهاية نريد أن يكون الصحفى هو الضمير، وأنا لا أريد الصحفى أن يعمل مستشارا لأحد الوزراء وإذا عمل أحدهم ذلك سيفصل والصحفى يجب ألا يعتمد فى دخله إلا على صحيفته ولا يسافر إلا على حساب الجريدة وإذا مرض الصحفى يجب أن تعالجه الجريدة على حسابها الخاص وفى النهاية الصحفى هو إنسان يجب أن توفر له كرامته والتدريب المهنى فى كل القطاعات، ونحن قمنا بعدة دورات لأنه فى العالم فى القرن الواحد والعشرين يحب أن يكون التعليم والتطوير المستمر حتى نواكب العلم والآن نحن لا ننافس الصحافة المصرية وأنت الآن تنافس الصحافة العالمية. وأضاف المعلم أنه فخور ب«الشروق» لكن أريد المزيد ونحن دائما نقول للصحفيين: نحن هدفنا الصحافة فى مصر والقارئ فى مصر، والإنسان فى مصر يستحق صحافة أكثر تطورا وأكثر مصداقية ونكون متفاعلين معها وعلى مستواها. وعن حصاد الصحيفة فى ستة أشهر قال المعلم: «هى تجربة إنسانية عليها تبعات من الساعات والعمل وأنا كما قلت كل شىء ليس فرديا، وتاريخى فى النشر والعمل العام هناك كمية من الصداقات المهولة وكل صديق متوقع أن يكون هناك حب خاص أو اهتمام خاص لكن سيعتاد الناس وتتعود أن كل العلاقات الخاصة محترمة لكنّ هناك عملا مهنيا موضوعيا له مصداقية. ولا بد من وجود نوع من التنافس والتعاون والتوازن، وأنا شخصيا أحاول ذلك.