تعادل منتخب مصر الوطني لكرة القدم مع نظيره الغيني بثلاثة أهداف في المباراة الودية التي جرت على استاد الكلية الحربية في إطار استعدادات الفريقين لمواصلة مشوار التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم. أحرز حسني عبد ربه هدفي مصر الأول والثاني في الدقيقتين 4 و32 ، وأضاف أحمد عيد عبد الملك الهدف الثالث في الدقيقة 95 ، بينما أحرز أهداف غينيا : سليمان يولا في الدقيقتين 30 و41 ، وكابا ديوارا في الدقيقة 47. تعتبر المباراة تجربة قوية وجادة جدا لمنتخب مصر قبل مباراته أمام رواندا في كيجالي يوم 5 سبتمبر المقبل في الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الثالثة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم ، ولكن المشكلة أن التجربة – شأنها شأن غيرها من التجارب السابقة – أظهرت نفس الأخطاء الأزلية في الفريق المصري والتي تبدو غير قابلة للتصحيح حتى الآن مهما كثرت التجارب ، والتي من أهمها الأخطاء الدفاعية في العمق ، وبطء الهجمات المرتدة ، وضعف الالتحام في الكرات المشتركة وانتظار اللاعبين لصفارة الحكم في كل صغيرة وكبيرة ، وسوء التمركز في الكرات العرضية على مرمانا بشكل يجعل هذه الكرات أخطر من ركلات الجزاء! جدير بالذكر أن المنتخب المصري يحتل حاليا المركز الثاني في المجموعة برصيد أربع نقاط ، بفارق ثلاث نقاط عن الجزائر المتصدرة ، ومتفوقا بفارق الأهداف عن زامبيا الثالث ، بينما تأتي رواندا في المركز الرابع بنقطة واحدة. أما منتخب غينيا فيحتل المركز الثالث في مجموعته الخامسة في تصفيات المونديال برصيد ثلاث نقاط فقط من فوز وحيد على مالاوي ، وهي المجموعة التي يتصدرها منتخب كوت ديفوار بتسع نقاط ، يليها منتخب بوركينا فاسو بست نقاط ، ثم غينيا ، وتأتي مالاوي أخيرا بدون نقاط. وستكون مباراة منتخب غينيا المقبلة في التصفيات خارج ملعبه أمام مالاوي يوم 5 سبتمبر المقبل. وبصفة عامة ، كانت مباراة مصر وغينيا رفيعة المستوى ، ولكنها متوترة وخشنة وعصبية ، مما جعلها أشبه بالمباريات الرسمية ، ولعب منتخب غينيا بكامل نجومه المعروفين ، علما بأن الفريق يقوده تدريبيا تيتي كامارا أشهر لاعبي الكرة الغينية على مر تاريخها. أما منتخب مصر فقد بدأ المباراة بفريق معظمه من الأساسيين باستثناء ثنائي الهجوم أحمد عبد الرءوف لاعب إنبي والسيد حمدي لاعب بتروجيت ، والثاني كان في حالة جيدة للغاية ، وصنع ببراعة الهدف الأول وهدف التعادل الثالث في الوقت القاتل ، وأهدر فرصة أخرى لإحراز هدف رابع في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع في نهاية المباراة. وأشرك حسن شحاتة المدير الفني في الشوط الثاني عددا كبيرا من البدلاء أبرزهم محمود عبد الرازق "شيكابالا" وأحمد المحمدي وأحمد عيد عبد الملك ، إضافة إلى القائد أحمد حسن ، وأحمد كمال لاعب حرس الحدود. بدأ الفريق المصري المباراة بهدف مبكر لعبد ربه بضربة رأس من كرة السيد حمدي العرضية من جهة اليسار وصلت إلى عبد ربه الذي سددها قوية في المرمى. وتعادل سليمان يولا لغينيا من خطأ عبد ربه الذي لم يلعب على صفارة الحكم فانقطعت منه الكرة وانطلق يولا بالكرة مراوغا الحارس عصام الحضري ليضع الكرة في المرمى. ولكن عبد ربه يحرز هدف التعادل من ركلة حرة مباشرة بعد ذلك بدقيقتين تقريبا ، حيث سدد كرة قوية على يسار الحارس الغيني كيكي كامارا. إلا أن "عدائي" المنتخب الغيني نجحوا في إضافة هدف ثان بخطأ مشترك بين محمد أبو تريكة وهاني سعيد في منتصف الملعب ، أعقبه فاصل "بهدلة" من باسكال فيندونو لمحمود فتح الله وعصام الحضري ، وتنتهي الكرة بهدف جميل للضيوف. ويفتتح المنتخب الغيني الشوط الثاني بإحراز هدف ثالث غير صحيح على الإطلاق من تسلل ولمسة يد "معا" لم يشاهدهما الحكم التونسي المتواضع الذي أدار المباراة وتغاضى كثيرا عن خشونة المنتخب الغيني طوال التسعين دقيقة! وفي الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ، ينطلق شيكابالا في غزوة عنترية من الجهة اليسرى ويمرر الكرة إلى السيد حمدي الذي يراوغ ويرسل عرضية رائعة على رأس عبد الملك الذي يسددها في المرمى محرزا هدف التعادل الذي حفظ ماء وجه المنتخب ، باعتبار أن التعادل خير من الهزيمة قبل لقاء رواندا! وبعد الهدف ، يكاد السيد حمدي يحرز هدف الفوز في الدقيقة السابعة والأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ، غير أنه سدد الكرة التي تلقاها من المحمدي برأسه بجوار القائم. وكامن من أفضل إيجابيات هذه المباراة نجاح الفريق المصري في اللعب الدائم تحت ضغط رهيب من الفريق الضيف ربما لن يجد مثله في مباراة رواندا المقبلة ، كما نجح شحاتة في إثبات قدرة الفريق على تقديم وجوه جديدة قادرة على تحمل عبء الفريق مثل السيد حمدي ، إضافة إلى عودة شيكابالا القوية التي تضيف كثيرا إلى خط وسط الفريق بجانب أبو تريكة وأحمد حسن ، خاصة في ظل الغياب الغامض لمحمد زيدان!