التدخين ومستقبل جنينك أتابع صفحة صحة وتغذية وأرى فيها مثلا رفيعا لصدق المعلومات، لذا أتوجه إليكم بسؤال تكررت الإجابة عليه فى كل وسائل الإعلام، لكنى لا أصدقها تماما. هل فعلا التدخين مضر إلى هذا الحد؟ أنا حامل فى شهرى الرابع للمرة الثانية وقد كنت طوال عمرى مدخنة ولا أعانى من أى مشكلات صحية ناتجة عن التدخين، وقد استقبلت طفلى الأول بلا مشاكل ويتمتع بصحة جيدة. أنا لا أدخن أكثر من عشر سجائر فى اليوم وأراعى كل الدقة فى اختياراتى الغذائية، فما صلتى إذا كنت غير قادرة نهائيا على التوقف عن التدخين! سلوى عبدالنعيم أشكرك على تحيتك للصفحة وصدق معلوماتها، الأمر الذى يجعلنى ألتزم بالصدق فى الرد عليك. ليس هناك خطر حقيقى يسعى إليه الإنسان تحت أى مسمى: عادة، نزوة صغيرة، رغبة لا يمكن مقارنتها أو طريقة لنفث الغضب والهروب من الضغوط العصبية، كما يتحدث كل المدخنين أكثر ضررا من التدخين المدخن لا يؤذى نفسه فحسب، إنما يلوث البيئة حوله ويصيب الآخرين بكل ما قد يصيبه من أضرار. التدخين السلبى يؤذيك ويؤذى جنينك، فما بالك تصرين عليه وتحاولين إقناع نفسك بغير الحقائق! التدخين يقلل من النمو الطبيعى لأنسجة الجنين داخل الرحم، خاصة الرئة التى يبدو حجمها أقل فى أجنة الأمهات المدخنات مقارنة بغير المدخنات. بالطبع يحصل الجنين على قدر أقل كثيرا من الأكسجين وهو داخل الرحم، لكنه يتمتع فى تلك المرحلة بنوع من الهيجلوبين القادر على امتصاص الأكسجين بصورة أكبر، يمكن هذا النوع من الهيمجلوبين له خاصة أخرى غاية فى الخطورة هى قابليته لامتصاص غاز أول اكسيد الكربون بصورة تزيد مائتى مرة عن قابليته لامتصاص الأكسجين، هل تعلمين أن أول أكسيد الكربون هو ناتج احتراق سيجارتك؟ وأنه يصيب هدفه فى خلال مخ وقلب وكبد جنينك. التدخين يزيد احتمالات الحمل خارج الرحم، ويخفز الرحم علي الإجهاض ويزيد احتمالات الإصابة بسرطان عنق الرحم، لا أظن أن طبيبك لم يعدد لك كل تلك الأخطار وهأنا أعددها لك، وأنتظر النتيجة لأرى إذا ما كنتى تحتاجينها مرة أخرى بالتفصيل. تصلب شرايين الكلى توفى أبى رحمة الله عليه من جراء الفشل الكلوى ومعاناة طويلة من ارتفاع ضغط الدم، الذى كان فيما يبدو عنيدا لا يستجيب لأى من العلاجات والأدوية. وقد أضاف الطبيب المعالج، أن ما عجل به كان تصلب شريان الكلى الذى لم يعالج، فأدى لتدهور حالته السريع. أنا أيضا مريض ضغط لكنى أخضع لعلاج بدأ مبكرا «فى السابعة والثلاثين وأنا الآن فى الخمسين» هل ألقى مصير والدى؟ الفشل الكلوى من أهم مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الذى لا يخضع لعلاج ناجح يهبط به إلى المستويات العادية. يحدث الفشل الكلوى نتيجة لتغيرات فى الأوعية الدموية الميكرسكوبن داخل الكلى ذاتها، وهى تغيرات مرضية فى اتجاه واحد بمعنى أنها لا تتراجع وإن توقفت تحت تأثير علاج ناجح. فى بعض الحالات، قد يصاحب تلك التغيرات ضيق فى الشريان الأساسى الداخل للكلى من شريان الأورطى، فإذا ما زاد هذا الضيق عن 75٪ من قطر الشريان، فإنه يعق سريان الدم إلى الكلى فتبدأ وظائفها فى التدهور وعملها فى النقصان، ويبدأ المريض فى عمل جلسات الغسيل بلا انقطاع ومدى الحياة. اكتشاف ضيق شريان الكلى يتم بعمل أشعة شريانية واحتمالات العلاج واردة. إما بالعمل الجراحى باستبدال الشريان الضيق بوصلة من شريان صناعى يحل محل الجزء المصاب من شريان الكلى وهى جراحة ناجحة، وإن كان قد تم استبدالها فى السنوات القليلة الماضية بالتوسيع للجزء المصاب باستخدام قسطرة بالونية مع تثبيت دعامة شريانية. تلك أيضا وسيلة تدخل ناجحة تجرى فى مراكز متعددة فى مصر. يمكن أيضا اللجوء للجراحة إذا ما استمرت عملية تصلب شريان الكلى، بعد التوسيع والدعامة. الأمر فى النهاية يعود لقرار الجراح بعد مناقشة التفاصيل مع المريض. هذا إذا ما ألم التصلب أو الضيق بواحدة من الكلى دون الأخرى، أما إذا ما ألم بالاثنين معا فتلك المشكلة الحقيقية إذ أن التوسيع عادة ما يتم لمحالة إيقاف التدهور السريع أو تأجيله. تفائل ما دمت مثابرا على العلاج وما دام ضغطك يسجل قراءات معقولة، كما أنك لا تعانى من أى أمراض أخرى مزمنة أو تدخن وهى عوامل تساهم فى التدهور، أما أنت فالحمد لله سبحانه تعانى من حالة واضحة بسيطة يمكن التحكم بها.