نجحت الدول الكبرى وإيران، الثلاثاء الماضي، في توقيع اتفاق تاريخي، يحدد مسار البرنامج النووي الإيراني، الذي سيكون تحت رقابة صارمة يضمن ابتعاده عن الطابع العسكري، بينما يتم رفع العقوبات الدولية، خاصة الاقتصادية، عن طهران، وذلك بعد محادثات مطولة. وعقب ذلك الاتفاق، فإنه من المتوقع أن تتدفق الاستمثارات من وإلى إيران بسهولة أكبر، وربما تجد الشركات الأمريكية، فرصا متزايدة لها للتجارة مع إيران. وكان هذا هو محور الموضوع الذي تناقش حوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، الذين تساءل بعضهم: «هل معنى التوقيع على هذا الاتفاق، مشاهدة إحدى العلامات التجارية الأمريكية في إيران؟». هل سيفتتح «مكدونالدز» فرعا له في طهران؟ توالت التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من المستخدمين الإيرانيين، الذين عبروا في بعض تغريداتهم عن فرحتهم باحتمال افتتاح فرع ل«مكدونالدز»، تحديدا، في طهران، وفي بعضها الآخر سخروا من الفكرة، بينما جاءت عدة تغريدات أخرى مليئة بالترقب أو اليأس من روية علامة «مكدونالدز» التجارية في شوارع العاصمة الإيرانية. ونُشرت بعض التغريدات، بصورة ساخرة، والتي عرضت صورا لمطاعم بديلة داخل إيران، يمكنها أن تحل محل سلسلة «مكدونالدز» مثل سلسلة مطاعم «مش دونالد»، والتي تتلاعب بالكلمات لتكون قريبة الشبه من المطعم الأصلي. كما وصل الأمر لإنشاء عريضة على أحد مواقع جمع التوقيعات، لتجمع التوقيعات من الإيرانيين، لافتتاح فرع «مكدونالدز» في طهران، إلا أن الموقع الرسمي لمكدونالدز، يوضح أن الشركة «لم تحدد موعدا محددا لافتتاح أفرع لها في إيران»، مضيفين أنه «مستقبلا، ربما يأخذون خطوات في سبيل ذلك»، وهي الجملة التي تقال عن كل الدول التي ليست بها فروعا للمطعم الشهير. وكانت لسلسلة مطاعم مكدونالدز وقائع مشابهة لافتتاح فروعا في بعض الدول بعد عودة العلاقات بين تلك الدول والولايات المتحدةالأمريكية، حيث افتتح فرع في روسيا، بتاريخ يناير 1990، وفي أكتوبر من نفس العام بالصين، وفي فيتنام بتاريخ فبراير 2014، ولا تزال دولا أخرى تنتظر افتتاح فروع بها، منها اليمن وسوريا وبوليفيا وكوريا الشمالية. ما معنى افتتاح فرع ل«مكدونالدز» في أي بلد؟ يقول البروفسور جون ستانتون، أستاذ التسويق الغذائي بجامعة سان جوزيف ولاية فيلادلفيا الأمريكية، إن «مكدونالدز» بالنسبة لبقية دول العالم، هو «قطعة من أمريكا». ويضيف البروفسور ستانتون «عندما افتتح مكدونالدز فرعا له بموسكو، المواطنون لم يكونوا يزوروه من أجل الهامبرجر، بل يزورونه من أجل "قطعة من أمريكا". وفي الحقيقة فإن مكدونالدز داخل أمريكا يستهدف الأطفال، لكنه على العكس من ذلك في دول العالم المختلفة، حيث يمثل مستوى معينا من الرفاهية للطبقة المتوسطة».