«واشنطن بوست»: طهران ستمول الجماعات الإرهابية فى المنطقة.. و«نيويورك تايمز»: الصفقة أجلت الهدف النووى لإيران ولن تمنعه تصدرت الانتقادات الواسعة للاتفاق النووى الإيرانى عناوين الصحف الأمريكية الصادرة، أمس، وتركزت تلك الانتقادات بشكل رئيسى على بنود الاتفاقية. وفى افتتاحيتها أمس، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الاتفاقية لها جانبان مرتبطان، أولهما تقنى ملموس مدعوم بضمانات تكفلها بنود الاتفاق والآخر سياسى. وأضافت الصحيفة إن التحول الذى يأمل الرئيس الأمريكى باراك أوباما ألا يحدث، هو أن تثبت الاتفاقية فشلها التام من الناحية التقنية، وتصبح إيران قاعدة نووية خطيرة تشكل تهديدا على الولاياتالمتحدة وحلفائها. وتابعت الصحيفة: «أما الجانب السياسى للصفقة فسيظهر على المدى القريب، بعد أن توفر واشنطن 150 مليار دولار كأصول جديدة من رفع العقوبات، والتى غالبا ما سيستخدمها قادة إيران فى إنعاش اقتصاد الدولة وتمويل الحروب والجماعات الإرهابية فى العراق وسوريا وغزة واليمن». وتناولت مجلة «فورين بوليسى» الجزء الخاص بالتفتيش على المواقع العسكرية الإيرانية فى الاتفاقية، قائلة: «إن مهمة مراقبة التزام طهران بالاتفاق تقع على عاتق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إذ تم إعطاؤها تصريحا بالدخول للمواقع النووية والعسكرية الإيرانية لمدة 25 عاما». ونقلت المجلة الأمريكية عن عدد من الخبراء انتقادهم للنص الذى يؤكد حق إيران فى تأجيل طلب التفتيش حتى 24 يوما، والتى يمكن استخدامها لتنظيف أى دلائل على نشاطات نووية غير مشروعة. بدورها، قالت مجلة «فورين آفيرز» إن وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، أكد أن الاتفاقية تغلق الممرات الرئيسية الأربعة، التى قد تؤدى لقنبلة نووية فى إيران، موضحة أن «هذه الطرق هى المنشآت النووية الإيرانية الثلاث، آراك وناتانز وفوردو، بجانب محاولات إيران السرية لإنتاج أى مواد إنشطارية». وتابعت المجلة: «إبقاء الثلاث محطات النووية تحت السيطرة يقع على عاتق الوكالة الدولية للطاقة الذرية طبقا للاتفاقية الموقعة»، لافتة إلى أن الطريق الرابع وهو إنشاء برنامج نووى موازٍ بتكنولوجيا ومواد سيتم شراؤها سريا من بعض الموردين الأجانب. وأكدت المجلة: «بالرغم من أهمية منع الموردين الأجانب من التعامل مع طهران فى أى مواد تخص الطاقة النووية، فإن اهتماما قليل توجه للداعمين الأساسيين لبرنامج إيران النووى، وهم السماسرة الموجودين فى الصين. ويبدو أن الحكومة الصينية تستخدم هؤلاء التجار كوكلاء لدعم طهران نوويا، ولكنها ادعت عكس ذلك». وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «إن هدف الرئيس أوباما الأساسى من وراء الاتفاقية هو القضاء على التهديد النووى الذى تشكله إيران، حتى ولو لعدة سنوات، تمكنه وخلفاءه من إعادة بناء العلاقات مع أحد أكبر خصوم الولاياتالمتحدة»، موضحة أن الصفقة التى وقعتها قوى العالم مع إيران لن تقضى على قدرة إيران من أن تصبح قاعدة نووية، ولكنها تؤجل اليوم الذى ستصل فيه طهران لهدفها.