• «بوابة الشروق» ترصد 30 فتوى رمضانية من «دار الإفتاء» - (19) تحرص دار الإفتاء المصرية على عرض الفتاوى الصادرة عنها من خلال موقعها على الانترنت، وتتيح للجمهور أن يطرح أسئلته لتقوم بالرد عليها من خلال أمانة الفتوى أو أحد مشايخها. رصدت «بوابة الشروق» 30 فتوى رمضانية تجيب على أسئلة تدور في ذهن الكثير من المسلمين كل عام. 19- ماذا يفعل إمام التراويح إذا نسي بعض آيات من القرآن أثناء ختمته في التراويح؟ الجواب من قسم «فتاوى بحثية»: معلوم أن الختم قد يسقط من القارئ شيئًا من القرءان، فيستحب أن يستدرك ذلك لتتم الختمة كاملة، ولم يرد في الشرع شيء يحدد تلك الطريقة، فعاد الأمر إلى الاجتهاد فيه. ومما ورد في هذا الاستعانة بقارئ يكون خلف الإمام، ويؤخذ هذا من الحديث الوارد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر فترك آية فقال: «أفي القوم أبي بن كعب؟» فقال: يا رسول الله «نسيت آية كذا وكذا، أو نسخت؟» قال: «نسيتها». أخرجه النسائي في السنن الكبرى. ووجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن أبي بن كعب لكونه من الحفظة، فاعتذر أبي بن كعب عن عدم تذكير النبي صلى الله عليه وسلم بالآية التي سقطت في التلاوة خشية أن تكون قد نسخت تلاوتها. ومن الآثار عن السلف في ذلك ما ورد عن جرير بن حازم قال: «رأيت ابن سيرين يصلي متربعا والمصحف إلى جنبه، فإذا تعايا في شيء أخذه فنظر فيه» (المصاحف ص461، ط. الفاروق الحديثة). وهذا دليل على محاولة قراءة السورة تامة، لكن إن لم يتم ذلك فيستحب قراءة ما سقط من التلاوة خارج الصلاة، أو يكون في داخل الصلاة سواء في الركعات التالية أو في آخر الختمة، والثاني ورد عن بعض السلف، قال ابن قدامة: فصل: وسئل أبو عبد الله، عن الإمام في شهر رمضان، يدع الآيات من السورة، ترى لمن خلفه أن يقرأها؟ قال: نعم ينبغي أن يفعل، قد كان بمكة يوكلون رجلا يكتب ما ترك الإمام من الحروف وغيرها، فإذا كان ليلة الختمة أعاده وإنما استحب ذلك لتتم الختمة، ويكمل الثواب. (المغني 2/127، ط. مكتبة القاهرة). ومن اللطائف التي يستأنس بها في هذا الباب ما ذكره السيوطي بقوله: «كان ابن بصحان إذا رد على القارئ شيئا فاته فلم يعرفه كتبه عليه عنده، فإذا أكمل الختمة وطلب الإجازة سأله عن تلك المواضع، فإن عرفها أجازه، وإلا تركه يجمع ختمة أخرى». (الإتقان 1/357). وبناء على ما سبق: فإن الأمر واسع في مسألة سهو الإمام أو نسيانه لبعض الآيات في ختمة صلاة التراويح، فيستحب له إذا تذكر أن يستدرك ذلك، ولا بأس بأن يفتح عليه بعض المصلين خلفه ممن يحفظون ما نسيه. والله تعالى أعلم.