وكالة الأمن القومى اعترضت اتصالات مسئولين كبار فى الحكومات الفرنسية بينهم أولاند وساركوزى وشيراك لمدة 10 سنوات وثيقة: أولاند نظم لقاءات سرية مع المعارضة الألمانية حول مستقبل «اليورو».. وأخرى: باريس كانت تعلم بتجسس واشنطن على الإليزيه الرئيس الفرنسى: لن نسمح بأى أعمال تعرض أمننا للخطر.. والخارجية تستدعى السفيرة الأمريكية.. والبيت الأبيض يرفض التعليق نشر موقع ويكليكس، أمس الأول، 5 تقارير تحت عنوان «التجسس على الإليزيه»، تكشف عن تجسس واشنطن على الرئيس الفرنسى الحالى، فرانسوا أولاند، وسلفه نيكولا ساركوزى، والرئيس الأسبق، جاك شيراك، ما اعتبر بمثابة «زلزال» يضرب التحالف الأمريكى الفرنسى، واستدعت على إثره باريس، السفيرة الأمريكية على أراضيها للاحتجاج. ووفق ويكيليس، اعترضت وكالة الأمن القومى الأمريكية، اتصالات مسئولين ذوى مستويات رفيعة فى حكومات فرنسية متتالية، خلال ال10 سنوات ماضية. وأوضح الموقع أن الوثائق تكشف مراقبة الوكالة لآخر 3 رءوساء فرنسيين، شيراك وساركوزى، وأولاند، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الوزراء، والسفير الفرنسى فى أمريكا. وتضمنت الوثائق التى نشرها موقع ويكليكس، أمس الأول، تقريرا مفصلا لأرقام هواتف عدد كبير من المسئولين داخل القصر الرئاسى الفرنسى «الإليزيه» على رأسهم الرئيس. ويعود تاريخ أحدث هذه التقارير الخمسة إلى 22 مايو عام 2012 أى بعد بضعة أيام من تولى فرنسوا أولاند مهام الرئاسة، ويفيد بأن الرئيس الفرنسى «وافق على عقد اجتماعات سرية فى باريس لمناقشة أزمة منطقة اليورو، وعلى الأخص عواقب خروج محتمل لليونان من منطقة اليورو». وبحسب الوثيقة نفسها، فإن أولاند سعى، من دون علم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، إلى تنظيم اجتماعات فى باريس مع أعضاء من الحزب الاشتراكى الديموقراطى حزب المعارضة الرئيسى فى ألمانيا فى حينه، وهو الأمر الذى حذره منه رئيس وزرائه آنذاك جان مارك، ودعاه إلى أن يبقى هذه الاجتماعات سرية لتفادى أى مشكلات دبلوماسية مع ألمانيا. وفى وثيقة أخرى، نقلت وكالة الأمن القومى حديث جرى بين السفير الفرنسى فى واشنطن، بيار فيمون، والمستشار الدبلوماسى لساركوزى فى الإليزيه، جان ديفيد ليفيت، يعود إلى 24 مارس عام 2010، وتناول المواضيع التى يود الرئيس بحثها خلال لقائه المقرر مع باراك اوباما فى 31 مارس من تلك السنة، وهو الحديث الذى يثبت أن باريس مدركة تماما للتنصت الأمريكى، إذ إن ملف تجسس واشنطن على الرئيس الفرنسى كان من ضمن مواضيع النقاش التى ينوى ساركوزى فتحها، بحسب موقع «ميديا بارت» الفرنسى. ونقل موقع «ميديا بارت» عن المستشار السابق للرئيس الفرنسى، جان ديفيت ليفيت، قوله: «حين كنت سفيرا فى الأممالمتحدة، ثم فى واشنطن، ثم فى سياق مهامى فى قصر الإليزيه، انطلقت على الدوام من مبدأ أننى خاضع للتنصت.. هذا ملازم للمنصب». وأبرز «ويكليكس» ملخصات مخابراتية أخرى لمحادثات تناقش أكثر القضايا الشائكة، على رأسها الكارثة المالية العالمية (2008)، ومستقبل الاتحاد الأوروبى، والعلاقة بين أولاند وميركل، وتدخل فرنسا فى الصراع الفلسطينى، وخلاف حاد بين الحكومة الأمريكية والفرنسية حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تتجسس على فرنسا. ومن ضمن ما نشره الموقع قائمة أعدتها وكالة الأمن القومى الأمريكى، وتتضمن أرقام هواتف أهم الأهداف السياسية والاقتصادية فى فرنسا، على رأسهم مكتب الرئيس الفرنسى، بالإضافة إلى أرقام هواتف المكاتب الخاصة لوزارات مختلفة، والمتحدث باسم الخارجية، وبعض الجهات داخل الإليزيه. ودفع نشر هذه المعلومات، الرئيس الفرنسى إلى دعوة مجلس الدفاع للانعقاد صباح أمس، لتقييم طبيعة المعلومات التى نشرها الموقع، وفى ختام الاجتماع أعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس «لن تسمح بأى أعمال تعرض أمنها للخطر». وجاء فى بيان صادر عن قصر الإليزيه أن «السلطات الأمريكية أخلت بتعهداتها»، إذ وعدت فى نهاية عام 2013 بوقف برامج التنصت على حلفائها، متابعا: «يجب التذكير (بهذه التعهدات) والالتزام بها بشكل صارم»، منددا ب«وقائع غير مقبولة». وعقب اجتماع مجلس الدفاع الطارئ، استدعى وزير الخارجية الفرنسى، لوران فابيوس، سفيرة الولاياتالمتحدة فى باريس، جارين هارتلى، فيما يبدو أنه خطوة احتجاجية أخرى، حسب إفادة مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية. وفيما رفض البيت الأبيض التعليق على المعلومات، قال المتحدث باسم وكالة الامن القومى نيد برايس: «نحن لا نستهدف ولن نستهدف اتصالات الرئيس أولاند»، دون أن يتحدث عن عمليات تنصت قد تكون حصلت فى الماضى. وتابع: «نحن نعمل بشكل وثيق مع فرنسا على كل المواضيع ذات البعد الدولى، والفرنسيون شركاء أساسيون». ونقل موقع ويكليكس عن مؤسسه، جوليان أسانج، قوله: «من حق الشعب الفرنسى أن يعلم أن حكومته المنتخبة خاضعة للمراقبة المعادية من جانب حليف مفترض.. نحن فخورون بتسليط الضوء على هذه الوثائق بالتعاون مع المؤسسات الفرنسية الإعلامية (ليبراسيون) و(ميديا بارت)، وبوسع القراء الفرنسيين أن يترقبوا المزيد من الوثائق المهمة فى المستقبل القريب».