- غالبية الألمان يدركون دور مصر الرئيسي في الحرب على «الإرهاب» - تطور البيئة التشريعية يجذب المستثمرين الألمان.. والرئيس يحضر توقيع عقود «سيمنز» اعتبر السفير المصري في ألمانيا محمد حجازي، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى برلين «دليل واضح على ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من عمق على المستويين السياسي والاقتصادي، مؤكدًا أن الأصوات المعارضة لهذه الزيارة ستنجلي أمامها الحقائق قريبًا، وستدرك أهمية دور مصر في الحرب على الإرهاب. وقال «حجازي»، في تصريحات ل«الشروق»، الاثنين، إن غالبية المجتمع الألماني والقوى السياسية به على علم تام بمخاطر الإرهاب، وما تقوم به مصر للتصدي له، والجميع يدرك أن القاهرة ركيزة مهمة لاستقرار الشرق الأوسط، وممر حيوي للتجارة والنفط، وعامل للأمان والاستقرار السياسي، وهذا يتسق مع دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى الرئيس لزيارة برلين. وحول وجود معارضات للزيارة الرسمية التي تبدأ غدًا في عدد من الأحزاب بما في ذلك حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه «ميركل»، أشار «حجازي»، إلى أن أغلبية ألمانيا مؤيدة للزيارة؛ لأن شعبها يعي جيدًا أهمية الاستقرار في ظل انتشار الإرهاب التي بدأت تطال أوروبا، وفي تدفقات اللاجئين المتزايدة، لافتا إلى وجود تواصل مع الأصوات المعارضة لتوضيح الحقائق. وأضاف أن مصر وألمانيا حققتا سويًا أعلى معدل للتبادل التجاري في تاريخهما المشترك هذا العام بواقع 4.4 مليار يورو، كما زاد معدل إسهام ألمانيا في مشروعات التنمية بمصر إلى 454 مليون يورو، كثاني أعلى معدل تنموي خارجي لمصر، كما تجرى الجهود لاستكمال صرف الشريحة الثانية من عملية تبادل الديون البالغة 240 مليون يورو، وصرفت مصر الشريحة الأولى منها. وأوضح أن البعد السياسي هو الأبرز في الزيارة، حيث تتمتع الدولتان بقدر كبير من الأهمية بمحيطهما الإقليمي، وأن ألمانيا تتطلع لمصر كحائط صد ضد الإرهاب، مما يستلزم مواجهة حاسمة تقودها مصر تأمينًا للمنطقة وشعوبها، وكذلك دول وشعوب أوروبا التي بدأت تطالها أذرع الإرهاب. وأشار إلى أن البعد الاقتصادي للزيارة يبرز في رغبة المستثمرين الألمان في العودة بقوة للسوق المصرية، واستثمار تطور البيئة التشريعية والمناخ الاستثماري الذي ظهر بوضوح في إصدار قانون الاستثمار الجديد، وحزمة التشريعات المحفزة للاستثمار، فضلا عن السماح لأول مرة للقطاع الخاص بالمشاركة في إنتاج الكهرباء، مشددًا على أن القضاء على العقبات البيروقراطية، توفر للمستثمر الألماني إمكانية التنبؤ بظروف العمل في السوق المصرية. وأعرب سفير مصر بألمانيا، عن تفاؤله بمستقبل الاستثمار الألماني بمصر، وبأن بوصلة رجال الأعمال الألمان متوجهة نحو القاهرة، بدليل مشاركتهم الواسعة في المؤتمر الاقتصادي الأخير بشرم الشيخ، مضيفًا أن زيارة «السيسي» لبرلين غدًا، ستدشن بعض المشروعات المشتركة؛ حيث يحضر التوقيع النهائي على العقود الأربعة لشركة سيمنز للمشاركة في إنتاج ما يعادل نصف طاقة مصر الحالية من الكهرباء. وفي هذا الإطار، أوضح أن الرئيس، سيلقي كلمة في الجلسة الختامية لمنتدى «مصر- ألمانيا» الاقتصادي، الذي يحضره 250 من رجال أعمال البلدين، ثم يستضيف بمقر إقامته الوزير الاشتراكي الديمقراطي زيجمار جابرييل، نائب المستشارة ميركل، وحليفها الحكومي ووزير الاقتصاد والصناعة، كما يلتقي بنخبة من المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات الألمانية. وعن اللقاءات المجدولة خلال الزيارة، قال: إن الرئيس سيبدأ الزيارة بلقاء مع الرئيس الاتحادي يواكيم جاوك، ثم جلسة مباحثات موسعة مع ميركل، ثم لقاء مع وزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير، ثم يلتقي زعيم الأغلبية البرلمانية والقيادي بحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي فولكر كاودر، ثم بعدد من أعضاء مؤسسات الفكر والبحث العلمي على رأسها مؤسسة كوربر، ثم يلتقي بعدد من ممثلي وسائل الإعلام الألمانية.