القنوات تسابقت على خطف النجوم والمشاغبين.. وتتجه للغرق فى الترفيه باعتباره طوق النجاة يحلل الخبير الإعلانى د. سامى عبدالعزيز أستاذ الإعلان بكلية الإعلام فى جامعة القاهرة، ظاهرة تراجع التوك شو كبرامج تحظى بإقبال واسع من قبل المعلن، والذى قال ان الازمة التى تمر بها هذه النوعية من البرامج سببها النظام المؤسسى للكيانات الاعلامية فى بلدنا. وارجع تراجع اهتمام المشاهد وكذلك اقبال المعلنين على دعم التوك شوب اعلاناتهم إلى خلل فى منظومة الادارة بالمؤسسات الاعلامية والقنوات، والتى اخذت فى إطلاق برامج توك شو دون تخطيط او فكر مؤسسى يقود دراسات للجدوى، وقياسات للرأى العام وخطط مستقبلية لتطوير هذه البرامج بما يضمن استمرارها. ويضيف عبدالعزيز أن القنوات المصرية سارت بذلك على رجل عرجاء، وتسابقت فيما بينها على خطف النجوم من المذيعين ومقدمى البرامج، والمعدين من الصحفيين، وكذلك بعض المشاغبين من اصحاب الاصوات العالية، وجعلوا منها فرسان الشاشة القادرة على تحقيق مكاسب مادية بصرف النظر عما تقدمه من خدمة إعلامية. وجاءت الازمة المالية لتكشف هشاشة تلك المؤسسات ومشروعاتها الاعلامية، حيث تراجعت كعكة الاعلان، وجعلت تلك القنوات تنهار واحدة تلو الاخر، وذلك لأنها برامج متشابهة، وشاخ أغلبها مع الزمن، ولم يعد لأى منها طعم خاص يميزها عن باقى البرامج، ومن هنا لم تعد لديها القدرة على تحقيق التأثير الذى من شأنه تحقيق عائدات ادبية ومادية. وحذر د. سامى عبدالعزيز من الحلول الجزئية لمشاكل تلك البرامج، وقال انه ينبغى ان يكون هناك حل مؤسسى، وعلى القنوات ان تعيد النظر فيما تقدمه، وعلاقة محتوى البرامج بالمجتمع الذى تتوجه اليه برسالتها الاعلامية. واضاف بان التحول من النقيض للنقيض امر غاية فى الخطورة، ولا يقدم حل حقيقى، مشيرا إلى الاتجاه الجارف للقنوات لتقديم مواد ترفيهية، وهو ما يكشف عن غياب كفاءة التخطيط فى هذه المؤسسات.