قبائل الجنوب تواجه الإرهاب للحفاظ على «لقمة العيش» القضاء العرفى مرجعية أهل الجنوب.. و«التشميس» عقوبة من يخرج عن ثوابت البدو «المزينة» تعود أصولها إلى الحجاز.. و«العليقات» من أكبر القبائل.. «الجبالية» حراس الدير.. «البداوة» خاضت معارك ضد الاحتلال الإسرائيلى وساعدت الجيش فى حرب أكتوبر
يختلف الوضع فى جنوب شبه جزيرة سيناء تماما عن شمالها، فالشمال أقدم من حيث النشأة وأكبر فى تعداد السكان، أما الجنوب فتتركز فيه الثروة والمشروعات السياحية الكبرى وهو ما جعل فرص الاستثمار مرتبطة ارتباطا وثيقا بارتباط الحالة الأمنية. اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، يشدد دائما على إحكام القبضة الأمنية واستقرار الاوضاع بالمحافظة، وذلك من خلال التنسيق الدائم والمستمر بين قوات الشرطةوالقوات المسلحة للسيطرة على الحدود بين شمال وجنوبسيناء. دور مشايخ وعواقل القبائل بالجنوب لا يقل عن دور قوات الشرطة والجيش فى تأمين المدقات والطرق الجبلية لمنع تسلل أى عناصر ارهابية، ظهر ذلك واضحا وبارزا أثناء انعقاد المؤتمر الاقتصادى بمدينة شرم الشيخ. محافظ جنوبسيناء رفع راتب مشايخ القبائل ليصبح 4 آلاف جنيه، وذلك تقديرا لتنسيقهم المستمر مع مديرية الأمن والقوات المسلحة. التركيبة الاجتماعية للسكان فى جنوبسيناء تغيرت منذ نشأة المحافظة عام 1979 بعد أن تحولت إلى منطقة جاذبة للسكان من كل محافظات مصر. وكان للوظائف الحكومية والسياحة أثر كبير فى تغيير التركيبة السكانية لأهالى المحافظة، فإلى جانب البدو «السكان الأصليين»، استقبلت مدن المحافظة عددا كبيرا من الباحثين عن لقمة عيش من أهالى الصعيد وأبناء محافظاتالشرقية والغربية والمنوفية. وبالرغم من توافد أبناء الوادى والدلتا على المحافظة إلا أن التركيب الأصلى للسكان وطبيعة البدو لم تتغير فالقبائل مازالت تتمتع بقوتها وعصبيتها بل إن بعض القبائل فرضت على نفسها شكلا معينا بالنسبة لزواج الفتيات. ومن أهم القبائل المنتشرة المحافظة: المزينة، والصوالحة، والقرارشة، والعليقات، وأولاد سعيد، والحويطات، والحماضة، والترابين، وبيللى، والجبالية، والبدارة، والاحيوات. وكل قبيلة مقسمة إلى أرباع وكل ربع له شيخ إما حكومى أو شيخ يختاره أبناء القبيلة، وتعد العصبيات القبلية أحد أهم عوامل نجاح ابناء البدو فى منع وجود أى إرهابيين على أرض جنوبسيناء التى تخضع القبائل فيها للعرف البدوى ومن يخرج عنه تقوم القبيلة «بتشميسه» أى طرده من القبيلة. شحته حسين على، عضو مجلس الشورى السابق، وابن قبيلة الصوالحة يقول إن «القبائل مازالت تعتمد على العرف البدوى لحل أى مشاكل بين أبنائها، والقضاه العرفيون يقومون بعمل جلسات عرفية فى حالة حدوث أى مشكلة قبلية ويتم حلها وفقا للقوانين العرفية التى تحكم حياة وتقاليد البدو، مضيفا: أبناء القبائل لا يلجأون للقضاء العادى اذا حدثت مشكلة بين القبائل حيث يتم عقد مقعد عرفى بدوى خاص يحضره كلا الطرفين ومن ثم يصدر الحكم ويتم تنفيذه دون معارضة أو نقض. الدكتورعبدالرحيم ريحان، خبير الاثار فى سيناء، يؤكد أن التركيب الديموجرافى للسكان بجنوبسيناء، أحد العوامل التى ساهمت فى نجاح الاستثمار، ومنع وجود إرهابيين، فالبدو تربطهم العصبيات والعرف والتقاليد التى لا يستطيع أن يخرج عليها ابناء القبيلة الا فى حدود ضيقة للغاية ويتم اتخاذ اللازم ضده، وهو ما ساعد على وحدة القبائل وفشل الارهابيون فى العيش أوالتواجد على ارض المحافظة. ويضيف: أبناء الوادى والدلتا الذين عمروا سيناء وأصبحوا جزءا مهما فيها باتوا من مواليد جنوبسيناء ويعتبرون أنفسهم خط الدفاع الاول عنها، متابعا: الزواج تأثر بالتركيبة السكانية للمحافظة فبعض القبائل يرفضون زواج بناتهم من خارج القبيلة مهما حدث، والبعض الآخر يوافق على زواج ابنته من خارج القبائل البدوية باعتبار أن تطور المحافظة قد ساعد على أن ينصهر بعض ابناء القبائل مع الوادى والدلتا ولكن فى حدود ضيقة للغاية. ناصر تمام، أحد ابناء الصعيد، والمقيم بالمحافظة منذ 20 عاما يقول إنه حدث انخراط بين البدو وبين باقى المحافظات ولكن فى حدود ضيقة، موضحا أن أبناء الوادى والدلتا ليس لهم رموز معينة أو مشايخ يلجأون اليهم فى حالة حدوث أى مشاكل ولكن هناك قدامى الموظفين والعاملين حيث يتم اللجوء اليهم فى حالة حدوث مشكلة بين أبناء المحافظات الوافدة، ولكن ليس بقوة العصبية القبلية التى تحل معظم الازمات عرفيا دون اللجوء إلى القضاء والمحاكم. قبائل بلاد الطور المزينة تعود أصولها إلى شرق الحجاز بالمملكة العربية السعودية ويسكنون جنوبسيناء بمدينة الطور ودهب – نويبع، وكان يطلق على مدينة نويبع اسم «نوبيع المزينة» نظرا لإقامة القبيلة بها وأهم عشائرها الشذاذنة والعلاونة والعوايصلات وأولاد على ويشتهرون بحب السلام والأمانة. العليقات من أكبر قبائل جنوبسيناء وتسكن منطقة أبوجفرة ووادى غزندل وأبوزنيمة وأبورديس ووادى فيران، ولها فروع بالقليوبية وأسوان ومن أشهر عائلاتها أولاد سلمى والتليلات والحمايدة والخرييسات. القرارشة ويقال إنها تنتمى إلى قبيلة قريش بسبب رفعة شأنها ونسبها، وشيخهم قديما كان شيخ مشايخ مدينة الطور، وتسكن فى وادى فيران والطور وأبوزنيمة وأبو رديس وسانت كاترين ووادى السدرة. ومن أهم عشائرها أولاد تيهى والنصيرات. الصوالحة وتسكن جنوب مدينة الطور ووادى فيران وأبوزنيمة وأبورديس وكاترين ووادى السدرة ولها امتداد بأرض الحجاز، وأهم عشائرها العوارمة والمخاسنة والرضاونة والنواصرة. أولاد سعيد هى قبيلة صغيرة يقيم نصفها فى منطقة جبل الطور والنصف الآخر بمحافظة القليوبية بوادى النيل وأهم عشائرها أولاد سعيد والزهيرات والعوامرة وأولاد مسلم وأولاد سيف. الجبالية تسكن منطقة ديرسانت كاترين ويقال إنهم خليط من الروم والمصريين ويقومون بخدمة الدير ويعتمدون فى معيشتهم على المعونات من رهبان دير سانت كاترين. وتعتبر قبيلة الجبالية عائلة واحدة وهى عشيرة الكروشى وأهم فروعها الحمايدة والسلايمة والوهبيات وأولاد جندى. الحماضة تقيم هذه القبيلة فى وادى النصب وأم بجمة ووادى قنا، ويشتهر أهلها باستخراج الفيروز من جبال سيناء والمتاجرة فيه، وتتكون من عشيرتين هما حميد والزريقات. وتعتبر من أعرق قبائل سيناء. قبيلة بنى واصل. وهى عشائر مقسمة ويصل عددهم إلى 20 بيتا وانضموا إلى قبيلة الصوالحة ويقيمون فى مدينة الطور وهى عشيرة واحدة وتسكن منطقة الجبيل ومن فخوذهم الحجايجة والجوابرة ومغبش. البداوة يسكن أهلها فى منطقة رأس سدر وكانوا يتركزون فى منطقة العجمة ببلاد التيه فى وسط سيناء ويبلغ عددهم نحو 50 بيتا، وهى من أهم قبائل جنوبسيناء والتى يعتمد عليها فى السلم والحرب مثل قبائل القرارشة والصوالحة والعليقات والمزينة وهى من القبائل الكبيرة التى لها نفوذ حاليا فى جنوبسيناء وساعدت القوات المسلحة فى مجهودها الحربى بمناطق كثيرة بجنوبسيناء بعد حرب 1967 واحتلال سيناء وحتى حرب التحرير عام 1973.