بدأ أعمال الاجتماع الثاني المشترك لخبراء مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب، الاثنين، بمقر الأَمَانَة العامة لجامعة الدول العربية، لإعداد بروتوكول لمكافحة الاتجار بالبشر المحلق والمكمل للاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية، برئاسة المستشار الدكتور أحمد آبو العينين، رئيس الأمانة الفنية للجنة الوطنية المصرية لمكافحة الاتجار بالبشر، ومشاركة خبراء وممثلي وزارات العدل والداخلية العرب. وصرح المستشار أبو العينين، بأن الاجتماع الثاني للجنة ينعقد بناء على قرار مجلس وزراء العدل العرب الذي عقد سبتمبر عام 2013، حيث عقد الاجتماع أول نوفمبر الماضي. وقال المستشار أبو العينين، في تصريحات للصحفيين على هامش الاجتماع اليوم، إن الاجتماع سيركز على مناقشة مشروع البروتوكول العربي لمكافحة الإتجار بالبشر، في ضوء الملاحظات التي وردت من الدول العربية، موضحًا أن الهدف الأساسي من البروتوكول المحلق بالاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة هو منع وقوع هذه الجريمة ومكافحة الأسباب التي تؤدي إلى وقوعها كمرحلة أولى، فضلًا عن توقيع العقوبة على مرتكبيها وهذه المرحلة الثانية كون الإتجار بالبشر بالدول العربية لم يصل إلى حد الظاهرة. وأشار إلى أن جامعة الدول العربية تقوم كل عام بإعداد تقرير عربي عن حالات الإتجار بالبشر بالدول العربية، واستعراض بعض حالات الإتجار القليلة، موضحا أن أكثر صور الإتجار بالبشر هي؛ «الاستغلال الجنسي والزواج، والإتجار في الأعضاء البشرية واستغلال أطفال الشوارع»، موضحا أنه بعد الانتهاء من مشروع البروتوكول سيتم رفعه لمجلس وزراء العدل والداخلية العرب، لإقراره. ومن جانبه، أكد رئيس وفد الكويت وكيل الوزارة المساعد للشؤون القانونية بوزارة العدل زكريا عبد الله الأنصاري، أن اجتماع اليوم، يأتي بعد إقرار وزراء العدل تعديل مسمى مشروع «الاتفاقية العربية لمكافحة الإتجار بالبشر» إلى «مشروع بروتوكول عربي». وقال: إن الاجتماع يناقش ملاحظات الدول التي وردت من خبراء وممثلي وزارات العدل والداخلية ليكون هذا البروتوكول ملحقًا ومكملًا للاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية، وتحويل الأحكام الواردة في هذه الاتفاقية إلى أحكام بروتوكول ملحق بالاتفاقية. وأضاف أن الأحكام الواردة في البروتوكول تنصب في ذات السياق الدولي وما تم إقراره في اتفاقية باليرمو لعام 2000، والمتمثلة في مكافحة الجريمة المنظمة الدولية والبروتوكولات الملحقة بها والخاصة بمكافحة الإتجار بالبشر ومكافحة تهريب المهاجرين غير الشرعيين، وكذلك البروتوكول الملحق الخاص بالإتجار غير المشروع بالأسلحة. وردًا على سؤال حول ما إذا كان إعداد هذا المشروع هو إقرار من الدول العربية بانتشار لظاهرة الإتجار بالبشر، قال: إن «إعداد الدول العربية لهذا المشروع هو انسجام مع التوجهات الدولية لضرورة تعزيز الجهود الدولية المبذولة بما فيها العربية للتصدي لهذه الظاهرة التي قد تكون موجودة لدى بعض الدول غير العربية». وردًا على سؤال حول جهود دولة الكويت للتصدي لظاهرة الإتجار بالبشر، أوضح أن دولة الكويت ومنذ أن قامت بالتوقيع على البروتوكول الملحق بالاتفاقية الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة والخاص بمكافحة الإتجار بالبشر أعدت مشروع قانون وتم إقراره من قبل مجلس الأمة، وصدر قانون ينظم هذه المسائل ويجرم الأفعال التي حقيقة الآن يجتمع فيها الدول العربية لوضع صك أو بروتوكول لبحث التدابير وسبل التعاون العربي الأمثل لمكافحة هذه الظاهرة. وردا على سؤوال حول وجود أي مظاهر لهذه الظاهرة في دولة الكويت، قال: «لا نلمس أي وجود لهذه الظاهرة، ولانستطيع إطلاق لفظ الظاهرة عليها، ولكن هي بالمفاهيم التي وردت في الاتفاقية الدولية قد تفسر من بعض الدول غير العربية بأنها جرائم موجودة في مجتمعاتنا». ونفى «الأنصاري»، وجود أي مظاهر للاتجار بالبشر في الدول العربية ولايمكن تسميتها بالظاهرة خصوصا في دولة الكويت، مؤكدًا أنه لا يوجد أي مظاهر إتجار بالبشر، وأن ما نقوم بدراسته من خلال هذا البروتوكول هي تدابير احترازية تقوم بها الدول العربية تحقق التكامل الدولي وتعزيز التعاون فيما بينها وبين دول العالم. ويناقش الاجتماع على مدى ثلاثة أيام مشروع البروتوكول العربي لمكافحة الإتجار بالبشر والملاحظات الواردة من الدول بشأنه؛ حيث أرسلت مملكة البحرين، وتونس، والجزائر، والعراق، وقطر، والكويت، ولبنان، ومصر، والمغرب، ملاحظاتها حول مشروع البروتوكول إلى الأمانة الفنية لمجلس وزراء العدل العرب.