تواضروس من هولندا: الأزهر والكنيسة يقودان عملا مشتركا لبناء مصر

المصريون لديهم توازن فى كل توجهاتهم لأنهم يشربون من نيل واحد

يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، القداس الإلهى، اليوم، بكنيسة ابى سيفين بالعاصمة أمستردام، بعد تدشينه كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بمدينة أوترخت بوسط هولندا، أمس.
وقال البابا فى حفل أقامته رابطة أصدقاء الكنيسة بالمركز الثقافى القبطى بأمستردام: «هذه هى المرة الأولى التى أزور فيها أمستردام، ومصر بلد قديم له تاريخ طويل، وزارتها العائلة المقدسة فى القرن الأول لمدة ثلاث سنوات، وباركتها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب».
وأضاف: «مصر أرض الرهبنة، فأول راهب فى العالم من صعيد مصر القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، ولدينا أديرة كثيرة ورهبان كثيرون فى مختلف بقاع مصر»، موجها الدعوة للحضور لزيارة مصر، حيث توجد بها الأماكن الأثرية فى كل مكان فيها باعتبارها قلب العالم.
وأضاف البابا إن الشرق يعتبر معبدا كبيرا، لأنه مصدر الديانات والفلسفة، أما الغرب فيعتبر معملا كبيرا لأنه مصدر العلوم والاكتشافات، لذلك فالشرق يحتاج الغرب، والغرب يحتاج الشرق، فالأخير قلب العالم والغرب عقل العالم، الشرق الروح والغرب التفكير، الشرق والغرب جسد واحد.
وعن تعايش الأقباط والمسلمين فى مصر، قال تواضروس: «لدى المصريين توازن فى كل توجهاتهم، فهم يشربون من نيل واحد وهو ما منحهم الطبيعة الوسطية، والكنيسة تبنى علاقات مع كل المصريين، حيث توجد علاقات قوية بين الكنيسة والأزهر، من خلال عمل مشترك يقودانه سويا، ونحن نحاول أن نبنى مصر بعد المواقف المتغيرة التى حدثت فى الفترة الماضية، كما أن الكنيسة الأرثوذكسية القبطية تبنى جسورا من التواصل مع معظم كنائس العالم كالحوارات مع الكنائس الروسية والانجليكانية وغيرها».
وزار البابا المركز الثقافى الملحق بكنيسة السيدة العذراء بالعاصمة الهولندية، ويحوى المركز كنيسة الشهيد أبو سيفين التى تعنى بخدمة الجيل الثانى من أبناء الأسر القبطية (الأقباط المولودين فى هولندا) وكذلك قاعة استقبال للضيوف الرسميين وقاعات أخرى للاحتفالات وللندوات الثقافية والمحاضرات والجدير بالذكر ان المركز افتتحه البابا شنودة الثالث.
وفى سياق مختلف ترأس الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى، أمس، صلاة القداس الإلهى فى كاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبو ظبى، على هامش مشاركته بفعاليات الملتقى الثانى لمنتدى تعزيز السلم، حيث شارك بالمنتدى نحو 350 عالما ومفكرا من مختلف أنحاء العالم، على رأسهم شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، الذى ألقى الكلمة الافتتاحية للمنتدى.