كان الراحل الكبير عبدالرحمن الابنودى مهتما جدا بكل القضايا الوطنية التى كانت تمر بها مصر، لذلك كان أكثر الشعراء تفاعلا مع الاحداث وغزارة فى الانتاج، وبالتالى لم تكن هناك مناسبة أو حدث الا ويشارك فيها، وخلال هذه الفترة كان مشغولا بمشروعين وكان يوليهما اهتماما كبيرا ويتمنى انجازهما، الاول الذى كان قد بدأ بالفعل جلسات عمل بشأنه مع المطرب محمد منير والملحن محمد رحيم وهو خاص باوبريت أسطورى لافتتاح قناة السويس الجديدة وكان من المنتظر أن يشارك فى الأوبريت عدد من الفرق المعروفة على الساحة الفنية . وفى آخر زيارة للفنان محمد منير له للاطمئنان على صحته تطرقا معا لهذا العمل واتفقا على انجاز شىء يختلف تماما عن كل الأوبريتات السابقة بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة لا يقل عظمة عن افتتاح قناة السويس القديمة، وتطرقا إلى ضرورة انتقاء من 3 إلى 4 فرق غنائية من المنتشرة حاليا لتشارك فى تقديم الأوبريت والحفل، وكان رحمه الله ينتظر أن يكتمل فريق عمل الأوبريت حتى يضع الخطوط العريضة ويبدأ بعدها التنفيذ والكتابة. اما العمل الثانى، فكان مع الفنانة ماجدة الرومى، ففى آخر لقاء جمعه بالمطربة اللبنانية ماجدة الرومى فى منزله، وكان فى ابريل من العام الماضى فى وجود المذيعة منى الشاذلى التى استضافتهما فى برنامجها الجديد وقتها «معكم»؛ حيث طلبت ماجدة منه خلال البرنامج ان يكتب «كوبليه» جديدا من اغنية «احلف بسماها وبترابها» يتناسب مع المرحلة التى نعيشها لتغنيه فى احدى المناسبات الوطنية، ووقتها طلب منها الابنودى ان تترك العمل ثم قال إنه لا يستطيع أن يُحيى كمال الطويل مرة أخرى ليلحن له لحنا مشابها ل «بحلف بسماها»، فردت الرومى أنها لن تغير فى اللحن، فالمقطع الثانى يكون مكملا وليس منافيا لما قبله. قال الأبنودى حينها، إنه لا يكتب الشعر وإنما يغفو إلى النوم ليستيقظ فيجده تحت مخدته، فالشعر إلهام، وليس هو من الشعراء الذين يركضون وراء المواضيع وإنما يأتى الموضوع إليه على غفلة منه، وطلب منها أن تتركه لفترة وإذا استطاع كتابة مقطع ثان فلن يتأخر به عليها، لكن مع حفظ اللحن لصاحبه وحفظ كيان الأغنية من أى متغيرات حديثة.