ماجدة الرومي، قديسة الحب التي أغنت بشذاها الساحة الفنية، تلك التي ارتبطت بالشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، من خلال حنجرتها التي غنت له أروع الأغاني، مثل: جايي من بيروت، بهواكي يا مصر، فصدحت الرومي في فضاء الفن بأجمل الأغنيات، اجتمعت الحنجرة التي تطلق البلابل من أروقتها، بالقلم الذي ينزف من فرط حساسيته لينتج أعمالًا تعيش إلى الأبد. وكان آخر لقاء جمع الرومي والأبنودي في منزله، باستضافة من المذيعة مني الشاذلي، لتظهر بينهما حالة من الوله، ليحتضن الأبنودي يديها، فتنتهز الرومي هذه الفرصة وتطلب منه آخر طلباتها على الإطلاق، على الرغم من عدم معرفتها أن الفراق قد اقترب من ناقوسه. وطلبت الرومي من الأبنودي أن يكتب مقطعًا ثانيًا لأغنية بحلف بسماها وبترابها، فمن المعروف أن هذه الأغنية مقطع واحد فقط، وكأنها شعار كانت تتغنى به الدولة آنذاك، وقد لف الصمت الأبنودي للحظات ومن ثم أجاب أنه لا يستطيع أن يحيي كمال الطويل مرة أخرى ليلحن له لحنا مشابها ل "بحلف بسماها"، فردت الرومي أنها لن تغير في اللحن، فالمقطع الثاني يكون مكملًا وليس منافيًا لما قبله. قال الأبنودى حينها، إنه لا يكتب الشعر وإنما يغفو إلى النوم ليستيقظ فيجده تحت مخدته، فالشعر إلهام، وليس هو من الشعراء الذين يركضون وراء المواضيع وإنما يأتي الموضوع إليه على غفلة منه، وطلب منها أن تتركه لفترة وإذا استطاع كتابة مقطع ثان فلن يتأخر به عليها، لكن مع حفظ اللحن لصاحبه وحفظ كيان الأغنية من أي متغيرات حديثة.