قرر الأزهر الشريف عقد مؤتمرٍ سنوي عالمي موسعٍ عن التجديد في الفكرِ والعلومِ الإسلامية، تطْرح فيه كل قضايا الاجتهاد والتجديد في العلوم الإسلامية والإنسانية برؤية واقعية واستيعاب شامل لمستجداتِ العصر بشكلٍ علمي وموضوعي، مقترحا أن يكون موضوع المؤتمرِ الأول حول التجديد وقضايا العصر. ودعا الأزهر الشريف، باعتباره الضمير الحي للأمة الإسلامية الذي يحافظ على ثوابتِها وهويتِها، كل المؤسسات المعنية بقضيةِ تجديد الفكر الديني أن تقدم مقترحاتِها ورؤاها في هذا الشأنِ؛ تمهيدا لدراستِها في المؤتمر مِن أجلِ بناء إستراتيجية موحدة تضع موضع التنفيذ والمنهج الوسطي الذي يقي الأمةَ مخاطرَ الإفراط والتفريط. جاء ذلك فى البيان الختامى للندوة التحضيرية لمؤتمرِ تجديد الفكرِ والعلومِ الإسلاميةِ تحتَ الرعايةِ الفعلية للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهرِ الشريفِ، الأربعاء، بمشاركة نخبة من كبارِ العلماءِ، وجمع كبير من المفكرين والمثقّفين والكتاب والإعلاميين. ودعا البيان علماء الأمة وفقَهائها ومؤسساتها ومجامعها الفقهيّة إلى ضرورة التنسيق فيما بينهم من أجل اجتهاد جماعي راشد، يَفقَه النص، ويَفهَم الواقع ومعطيات العصر مع الإفادة مِن التقنياتِ الحديثة، مؤكدا ضرورة تحديد القضايا الكبرى الكلية والعناية بدِراستها ووضع استراتيجيات محددة وخطوات واضحة قابلة للتنفيذ. وأكدت الندوة أن التجديد هو خاصة ولازمة من لوازم الدِينِ الإسلامِي نبه عليها النبي (صلى الله عليه وسلم)، كما أن التجديد الرشيد هو ما يَتآخَى فيه العقل والنقل، ويتفاعل مع المتطلبات المجتمعيةِ والدوليةِ، ولا يعني الإلغاء ولا التبديل ولا التبديد ولا المساس بالثوابتِ والمسلّمات، ولا إهدار ما بذَلَه المجتهدون عبرَ القرون.. فاجتهادهم يمثل ثروة فكريةً معرفيةً لا يجب تجاهلها. وأشارت إلى أن التجديد هو الفَهم الجديد لنصوصِ الوحي الخالدةِ المعصومة في ضوء اختلاف الزمان والمكان والأحوال ومشكلات العصر وقَضاياه؛ لما للشريعةِ الإسلاميةِ من مرونة وسعة تمكّنها من استيعاب كل المستجدات.